سلك الطريق السياسي بعد مسيرة عسكرية حافلة

كتب - نعيم يوسف
بينما يزدحم شوارع بيروت بآلاف المحتجين، ينظر الكثيرون إلى قصر بعبدا بترقب أملا في أن يصدر قرار من ساكنه الرئيس ميشال عون، يهدئ الأجواء، ولكن خلال التظاهرات رفع المتظاهرون صور الجنرال السابق مطالبين برحيله بعد حوالي سنتان و11 شهرًا و20 يومًا من وجوده في الحكم دون أن يقدم سواء هو أو الحكومة، ما يلبي تطلعات شعبه.
 
بداية مسيرته العسكرية
ولد "ميشال عون"، من أسرة مسيحية على المذهب الماروني، في العاصمة اللبنانية بيروت، في 30 سبتمبر عام 1933، وبدأ مسيرته العسكرية مبكرا في سن 22 سنة، حيث تطوع في السلك العسكري، كـ"تلميذ ضابط"، وتدرج في الترقية إلى أن وصل إلى رتبة عماد مع تعيينه قائدًا للجيش في 23 يونيو 1984.
 
حياة لا تخلو من الصراع
حياة "عون" لا تخلو من الصراع والدم والبطولة أيضا لدى اللبنانين، حيث لعب دورا أساسيا في نهاية الحرب الأهلية اللبنانية، وفي نهايتها كلفه الرئيس أمين الجميل، بتشكيل حكومة عسكرية، كما قام بتسليمه السلطة والتي أصبحت تواجه الحكومة المدنية التي يرأسها بالنيابة الرئيس سليم الحص، وقد استقال الوزراء المسلمون من الحكومة بعد تشكيلها بساعات وبذلك أصبح للبنان حكومتان، وقد تولى عدة وزارات مجتمعة وهي وزارة الخارجية والمغتربين ووزارة التربية الوطنية والفنون الجميلة ووزارة الداخلية .
 
بطل لبناني
وتم اعتباره بطلا في الكفاح ضد ما عرف بـ"مرحلة الوصاية السورية" حتى عودته من المنفى عام 2005، وذلك بعد أن أعلن حرب التحرير ضد انتشار الجيش السوري في لبنان، إلا أنه استسلم في 13 أكتوبر عام 1990، وترك القصر الرئاسي -الذي كان يتواجد فيه لحين انتخاب رئيس- تحت قصف الدبابات السورية، وتوجه إلى فرنسا، وظل بها 15 عاما، وعند عودته إلى لبنان استقبله عدد كبير من مناصريه في المطار.
 
تاريخ من الحروب والسياسة
بعد التاريخ العسكري الطويل، والذي امتلأ بالحروب والداخلية والخارجية، بدأ "عون" في السلك النيابي والسياسي، وفي عام 2006 فاجأ الجميع 2006 بتوقيع اتفاقية مع حزب الله اللبناني، حليف النظام السوري - أشد أعدائه سابقًا- والذي كان دائم الانتقاد له في منفاه، ثم تصالح مع سوريا بعد عام 2011 -التي كان يحاربها سابقا-.
 
 
الوصول إلى قصر بعبدا
قمة مسيرة عون السياسية كانت في 31 أكتوبر 2016 انتخب البرلمان اللبناني "عون" رئيسًا للجمهورية ليكون الرئيس الـ13 للبلاد، بعد أن أعلن سعد الحريري -زعيم تيار المستقبل المعارض لوجود قوة عسكرية لحزب الله في لبنان- دعمه لـ"عون" في الانتخابات.
 
موقفه من الاحتجاجات
بعد الاضطرابات الأخيرة،  اعتبر الرئيس اللبناني أن الاحتجاجات التي تعم البلاد، تعبر عن "وجع الناس"، لكنه قال إن "من الظلم اتهام كل السياسيين بالفساد"، وقال خلال اجتماع للحكومة: "ما يجري في الشارع يعبر عن وجع الناس، لكن تعميم الفساد على الجميع فيه ظلم كبير".