كتب – روماني صبري
طوبى لكل الذين ماتوا دون أن يستكملوا أحلامهم .. لاسيما الذين رحلوا نتيجة إهمال وعنف ورعونة واستهتار أبناء وطنهم، كالشاب محمد عيد، الذي فقد حياته تحت عجلات قطار 934 مكيف الإسكندرية – الأقصر، بعدما أرغمه كسمري القطار على القفز منه خلال سيره هو وصديقه لعدم امتلاكهما ثمن التذكرة .

بيان السكة الحديد
وفي إطار الحادث، أصدرت هيئة السكة الحديد بيان، قالت فيه : أنه أثناء مسير القطار المذكور ، وأثناء قيام رئيس القطار بمطالبة اثنين من الركاب بدفع قيمة الأجرة امتنعا عن دفع الأجرة وأثناء تهدية القطار بمحطة دفرة لوجود عطل بنظام الإشارات بالمحطة، قاما بالنزول من القطار أثناء مسيره مما أدى إلى سقوط أحدهما أسفل عجلاته، وتوفي في الحال، وأصيب الراكب الآخر وتم نقلهما بالإسعاف لمستشفى طنطا العام
.
وعليه تم التحفظ على رئيس القطار بمعرفة شرطة السكة الحديد، وجارٍ عرضه على النيابة العامة بمدينة طنطا، واتخذت الهيئة قرارا بوقف رئيس القطار وكمسري القطار لحين انتهاء التحقيق معهما في النيابة العامة، وتبين أن الراكبين من الباعة الجائلين.

انفصال تام للرأس
 وكشف تقرير مفتش صحة طنطا، أن وفاة محمد جاءت نتيجة تهتك بأنسجة الرقبة مع انفصال تام  لرأسه عن الجثمان مع جروح بالوجه، وسحجات  بالزراعيين مع سحجات بالصدر والظهر والبطن من الأمام والخلف وسحجات بمنطقة الحوض، وسحجات بالساق اليمنى والساق اليسرى، وجرحين قطعيين بالركبة اليسرى طول كل منهم يتراوح مابين 7 لـ10سم.

من شبابها المكافحين
وكان "شهيد التذكرة"، من شباب مصر المكافحين، الذين صاحبوا الشقاء منذ صغرهم لمساعدة أسرتهم ماليا.. وهو من أبناء مدينة شبرا الخيمة التابعة لمحافظة القليوبية – وكان يعيش بمنطقة أم بيومي مسقط رأسه.

يستقل لجني المزيد من المال
 وبحسب جيرانه في المنطقة المذكورة، فأن شهيد الإهمال والاستهتار كان يعمل في شارع المعز في صناعة الميداليات "الهاند ميد"، منذ فترة ، ما جعله يتقن هذه الحرفة ويقرر الاستقلال فقام بصناعة الميداليات وبيعها على الشواطئ، ليساعد أسرته هو اليتيم الأب. 

كافح .. كافح حتى تموت
كان روتين محمد اليومي ، السفر من القاهرة إلى الإسكندرية والعكس، بواسطة قطارات هيئة سكك حديد مصر، ليبيع ميدالياته المحلية صناعة يده ، وفي نهاية اليوم يعود بالأموال التي ظفر بها لينفق على أسرته، حتى جاء اليوم الحزين الذي فقد فيه حياته، عندما غمرت الأمطار المدينة الساحلية ففشل في بيع ميدالياته ما جعله يقرر العودة مع صديقه إلى القاهرة، ليرديه جحود الكمسري وسائق القطار قتيلا، فقط لأنه لم يمتلك 70 جنيها ثمن التذكرة.

وحشتيني يا أمي
وقال محمود عيد، شقيقه في تصريحات خاصة للبوابة نيوز ، أن شقيقه كان محبا لأسرته لاسيما والدته، حيث كان يكن لها كل الاحترام ، فضلا عن أخلاقه وحبه لربه وسعيه دائما لكسب لقمة عيشه بشرف .

مضيفا :" أخر مكالمة بينه وبين والدته كانت قبل ما تحصل الكارثة بساعات ، قالها : أنا جاي في الطريق وعلى فكرة أنت وحشتيني أوي يا أمي ."