سعد الحريري رئيس الوزراء المستقيل  .. يمتلك 2.3 مليار دولار .. وقدم استقالته الأولى عام 2017 : "حزب الله" زرع الفتن واحتل لبنان .. وما هو دوره في الشركات السعودية الكبرى ؟ 

 
كتب – روماني صبري 
أعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري بالأمس الثلاثاء أنه سيقدم استقالته إلى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون، استجابة لمطالب الثوار، مؤكدا في كلمة تلفزيونية:" انه أصبح من الضروري أن تحصل صدمة كبيرة لمواجهة الأزمة، لذلك أنا ذاهب إلى قصر بعبدا لتقديم استقالة الحكومة لفخامة الرئيس عون ، تجاوبا مع إرادة الكثير من اللبنانيين الذين نزلوا إلى الساحات ليطالبوا بالتغيير والتزاما بضرورة تأمين شبكة أمان، ونرصد في السطور المقبلة ابرز المحطات في حياة الحريري.
 
البداية 
ولد سعد الدين رفيق الحريري في 18 ابريل عام 1970،  في المملكة العربية السعودية وهو ابن رفيق الحريري رجل الأعمال ورئيس وزراء لبنان الأسبق، الذي حمل الجنسيتين اللبنانية والسعودية، وكان له دورا كبيرا في إنهاء الحرب الأهلية اللبنانية وأعمار لبنان بعدها، ليتم اغتياله في 14 فبراير 2005، وأنجبه والده من زوجته العراقية الأولى نضال بستاني، عندما كان يعمل في السعودية.
 
وحصل والده وأسرته على الجنسية السعودية عام 1978، بعدما انتقلوا إلى الرياض أواخر ستينات القرن الماضي. 
 
حكومته الأولى 
في 27 يونيو عام 2009 تولى الحريري، تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة وقتها بتكليف من الرئيس اللبناني ميشال سليمان،  وبعد مرور شهور على تكليفه رفضت الأحزاب المعارضة التشكيلة، ما جعله يعتذر بعدها عن تشكيل الحكومة.
 
وشهد 16 سبتمبر تكليف الرئيس اللبناني سليمان له مرة أخرى بتشكيل الحكومة،  بعد أن أعاد أكثرية نواب مجلس النواب تسميته لرئاسة الحكومة بالاستشارات النيابية، فقد سماه نواب تحالف 14 آذار ال71 ونائبي حزب الطاشناق وحصل بذلك على 73 صوت، لينجح بعدها في تشكيل حكومته الأولى في 9 نوفمبر عام 2009 .
 
انجازاته وحياته العملية 
حصل الحريري على شهادة في إدارة الأعمال من جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة الأمريكية، وتقلد منصب المدير التنفيذي لشركة سعودي أوجيه، عام 1994 حتى 1998، ويتقلد حاليا منصب المدير العام للشركة، فضلا عن ترأسه اللجنة التنفيذية لشركة "لشركة أوجيه-تلكوم"، ويعد الحريري رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة "أمنية هولدنجز"، وعضو في مجلس إدارة شركات "أوجيه الدولية" و"مؤسسة الأعمال الدولية" و"بنك الاستثمار السعودي" و"مجموعة الأبحاث والتسويق السعودية و"تلفزيون المستقبل." 
 
في عام 2007 أدرجته مجلة فوربس على قائمة أغنى أغنياء العالم حيث قدرت ثروته وقتها بـ2.3 مليار دولار.
 
بعد اغتيال والده 
وقرر الحريري بعد اغتيال والده في 2005 العمل بالسياسة ، حيث أسس وقتها تحالف 14 آذار مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط والرئيس التنفيذي للقوات اللبنانية سمير جعجع وهو التحالف الذي قاد إلى ما عرف باسم ثورة الأرز التي كان من نتائجها خروج الجيش السوري من لبنان، وبعد ذلك انتخب نائبا في مجلس النواب اللبناني في العام ذاته، ممثلا مقعد السنة بدائرة بيروت
 
حكومته الثانية والأخيرة 
بعد فوز الرئيس اللبناني الحالي ميشال عون برئاسة الجمهورية اللبنانية ، عين الحريري رئيسا لحكومته يوم 11 نوفمبر 2016، ليشكل بعدها حكومته، التي ثار عليها الآن الشعب اللبناني جراء ارتفاع الأسعار وانهيار الاقتصاد اللبناني.
 
استقالته الأولى 
في عام 2017 كان الحريري في زيارة للسعودية، وبعد الزيارة بيوم أعلن استقالة حكومته في بيان أوردته فضائية العربية، لكنه عاد وتراجع عن استقالته بعد تدخل عدد من الدول ، وجاءت استقالة الحريري وقتها بسبب التدخل الإيراني في شؤون لبنان، وكان نص بيان استقالته كالأتي: 
 
أن إيران التي زرعت بين أبناء البلد الواحد الفتن وتطاولت على سلطة الدولة وأنشأت دولة داخل الدولة، وانتهى بها الأمر أن سيطرت على مفاصلها وأصبح لها الكلمة العليا والقول الفصل في شؤون لبنان واللبنانيين.
 
 أشير وبكل صراحة ودون مواربة إلى أن إيران لا تحل في مكان إلا وتزرع فيه الفتن والدمار والخراب ويشهد على ذلك تدخلاتها في البلاد العربية، في العراق وسوريا ولبنان والبحرين واليمن، ويدفعها لذلك حقد دفين على الأمة العربية ورغبة جامحة في تدميرها والسيطرة عليها، وللأسف وجدت من أبنائنا من يضع يده بيدها.
 
أيها الشعب اللبناني العظيم لقد استطاع حزب الله للأسف فرض أمر واقع في لبنان بقوة سلاحه الذي يزعم أنه سلاح مقاومة وهو سلاح موجه إلى صدور إخواننا السورين واليمنيين واللبنانيين، وكل يوم يظهر لنا حجمها والتي أصبحنا نعاني منها، ليس على صعيد الداخل اللبناني فحسب بل على صعيد علاقتنا مع أشقانا العرب، وما خلية حزب الله في الكويت إلا دليلاً على ذلك. 
 
لقد أصبح لبنان محل الإدانات الدولية والعقوبات الاقتصادية بسبب إيران وذراعها حزب الله، لقد قرأنا جميعا ما أشار إليه رأس النظام الإيراني من أن إيران تسيطر على مصير دول المنطقة وأنه لا يمكن للعراق وسوريا والخليج العربي القيام بأي خطوة مصيرية دون إيران والذي رددتُ عليه في حينه. أريد أن أقول لإيران وأتباعها أنهم خاسرون في تدخلاتهم بشؤون الأمة العربية وسوف تنهض أمتنا كما فعلت في السابق وسوف تقطع الأيادي التي امتدت عليها. وكما ردت عليكم في البحرين واليمن سوف ترد عليكم في كل جزء من أجزاء أمتنا الغالية وسيرتد الشر على أهله.
 
لقد عاهدتكم أن أسعى لوحدة أللبنانين وإنهاء الانقسام السياسي وترسيخ النأي بالنفس، وترفعت عن الرد في حينه لمصلحة لبنان والشعب اللبناني وللأسف لم يزد ذلك إيران وأتباعها إلا توغلاً في شؤوننا الداخلية وفرض الأمر الواقع. 
 
أيها الشعب العظيم إن حالة الإحباط التي تسود بلادنا وحالة التشرذم وتغليب المصالح الخاصة على مصلحة الوطن واستهداف الأمن الإقليمي العربي من لبنان وتكوين عداوات لا يمكن الرضى بها تحت أي ظرف، وإني واثق أن هذه رغبة الشعب بكل طوائفه ومكوناته، إننا نعيش أجواء شبيهة بالأجواء التي سادت قبيل اغتيال الشهيد رفيق الحريري ولمست سراً ما يحاك لاستهداف حياتي، وانطلاقًا مما أؤمن به من مبادئ ثورة الأرز العظيمة ولأنني لا أرضى أن أخذل اللبنانيين أو أخالف تلك المبادئ أعلن استقالتي من رئاسة الحكومة مع يقيني أن إرادة اللبنانيين أقوى وعزيمتهم أصلب وسيكونون قادرين برجالهم ونسائهم التغلب على الوصاية عليهم من الداخل والخارج..أعدكم بجولة وجولات مليئة بالتفاؤل والأمل وأن يكون لبنان أقوى لا سلطان عليه إلا لشعبه العظيم يحكمه بالقانون وبوجود جيش واحد وسلاح واحد..