ألقى السفير هشام بدر، سفير مصر في روما ورئيس المجلس التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي، يوم ١٨ نوفمبر الجاري كلمة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، خلال افتتاح أعمال الدورة الثانية للمجلس التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي والتي تستمر اجتماعاتها حتى ٢١ نوفمبر الجاري.

 
وأشار بدر إلى أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أعرب في كلمته عن أهمية توفير حياة كريمة للجوعى والمستضعفين في العالم الذين وصل عددهم إلى أكثر من ٨٠٠ مليون شخص، موضحاً أن أزمة الأمن الغذائي التي يعاني منها العالم حالياً ليست ناتجة عن محدودية الموارد أو قلة الإنتاج الغذائي، وإنما تأتى انعكاساً لسوء استغلال الموارد وغياب العدالة في التوزيع، وإهدار حوالي ثلث إنتاج الغذاء مما انعكس على ارتفاع معدلات الفقر والجوع، خاصة في الدول الفقيرة.
 
وأوضح بدر أن كلمة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أكدت كذلك على الجهود الكبيرة التى تقوم بها مؤسسة الأزهر الشريف في مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضى في مصر والعالم دون تمييز على أساس الدين أو العرق أو اللون من خلال القوافل الإغاثية والطبية التي يوفدها الأزهر الشريف في إطار الدور الإنساني الذى يقوم به في هذا الإطار.
 
كما أكد فضيلته أن القضاء على الفقر والمرض يتطلب إرادة عالمية لاسيما من الدول الغنية لتقديم المساعدات للفقراء والجوعى في العالم، مطالباً بإيجاد اتفاقية دولية ملزمة تضمن حق الإنسان في الحصول على الغذاء والدواء بأسعار مناسبة وتجرم إهدار أو احتكار تلك الحقوق من جانب الدول أو الشركات أو الأشخاص.
 
وأشار بدر إلى أن فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر أعرب في ختام كلمته عن الشكر للذين يعملون من أجل الإنسانية دون تمييز انطلاقاً من مبدأ الأخوة الإنسانية، وهو المبدأ الذي يعمل الأزهر الشريف على تحقيقه والذي تم التأكيد عليه بوثيقة الأخوة الإنسانية التي وقعها فضيلة الإمام الأكبر مع بابا الفاتيكان في أبوظبي شهر فبراير ٢٠١٩.
 
ونوه بأن كلمة فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر قد حظيت بتقدير وإشادة كبيرة من جانب إدارة وأعضاء المجلس التنفيذي للبرنامج، خاصة وأنها تعد المرة الأولى التي يخاطب فيها الإمام الأكبر شيخ الأزهر منظمات روما التي يتعلق عملها بتحقيق الأمن الغذائي ومكافحة الجوع والفقر.
 
وأشار إلى أن السيد ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الغذاء العالمي قام من جانبه بإلقاء كلمة البابا فرانسيس الثاني بابا الفاتيكان التي أكدت أهمية صياغة مبادرات عملية لمكافحة الجوع في العالم واتخاذ إجراءات للحد من ظاهرة الفاقد والمهدر من الغذاء، والدعوة لتنفيذ اتفاقية باريس للتغير المناخي لعام ٢٠١٥ كونها ركيزة أساسية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة لأجندة الأمم المتحدة للتنمية ٢٠٣٠.
 
وأكد بابا الفاتيكان أن الكنيسة الكاثوليكية تعمل لتعزيز التضامن بين كافة الناس، وأنها تتطلع للعمل مع برنامج الغذاء العالمي لضمان حق كل شخص في الغذاء الصحي والمستدام، مبرزاً جهوده في دعم الجهود الدولية في القضاء على الفقر ودعم الاستقرار في العالم تحت شعار تحقيق الأخوة والسلام والعدالة بين الشعوب.