د. مينا ملاك عازر
مندهش بحق من حجم التجاوز الأخلاقي وعدم الاعتبار للكبير والتهاون في حضرة العظماء وكبار القوم وسادته، ذلك الذي يحدث وبشكل إما شعبوي كما جرى في بوليفيا حتى أن الشعب البوليفي الشقيق في الإنسانية لم يترك موراليس يهنأ بمدته الرابعة وثار واحتمى بتقارير دولية بتزوير الانتخابات، فأطاحوا به باستقالته من الحكم، في نفس الوقت الذي يعمل فيه القانون على تقنين ثورة أمريكية قانونية في الولايات المتحدة على رئيسهم بعد أن سطروا فيه أكثر من 44 كتاباً، منهم لمؤلفين كتبوا اسماءهم، انتقدوا ترامب بأفزع الأوصاف، ناهيك عن المقالات والتغيريدات التي وصلت للمئات والآلاف على الترتيب، استجاب الكونجرس لتسريب صوتي لمكالمة جمعت ترامب برئيس أوكرانيا حض فيها الرئيس الأمريكي نظيره الأوكراني على أن يفتح تحقيق يضر فيه بسمعة نجل منافسه بايدن، هنا انتفض الجميع ليس لأن هناك خائن وكاره للوطن، وجاسوس ومسرب لمكالمات الرئيس داخل البيت الأبيض، لكن لأن الرئيس فعل هذا، وحموا المسرب من بطش الرئيس وعابوا على الرئيس رغبته في أن يعرف من ذا الذي سرب المكالمة الصوتية هذه واعتبروا أن طلبه هذا جرم أكبر من جرم الحض على فتح التحقيق!
 
الناس دي ما تعرفش العيب بجد، تتجاوز في حق رؤسائها وممولة من الخارج ومدعومة من جهات أجنبية ترفض الخير لأمريكا ولبوليفيا وبالمرة لحضرتك، فهم بذلك يرفعون سكر جنابك وربما ضغطك بعد ما ترى هذا الكم من التراجع الأخلاقي في بلاد ما وراء المحيطات، ولا أستطيع أن أقول أن هذا التجاوز عائد لصغر سنهم كدول ناشئة، ما بقى لهشا غير ميتين سنة بس في عالم الدول، لأن التجاوز يسري، فيصل للقارة العجوز التي سبقتهم في ذلك فرنسا وإيطاليا وألمانيا التي ينتقدون مستشارتها برغم أنها قالت لهم أنها لن تستمر في الحكم بعد هذه المدة الرئاسية، يقول أحد معارضيها أنه يجب ألا يستمر المستشار الألماني أكثر من مدتين، لأنه بعد كده لا ينجز، هذا مضمون ما قاله يتهم المستشارة الألمانية ضمنياً بهذا، بعدم لإنجاز، الناس دي ما تعرفش احترام الكبير ما عدتش على رباية، ماعلش عزيزي القارئ، هدء من روعك، أنا عارف أن في عالمنا الذي نعيشه "العالم الثالث" فقط علينا احترام المسؤولين ومهابتهم وعدم محاسبتهم ولا سؤالهم عن فشلهم بالرغم من كونه يكون واضح صادح وضاح لكن العيب برضه بيعمل مفعوله، واتهامات التآمر والتمويل بتطول الجميع، تربينا كويس على قفل بقنا في وجه الكبير، أما العالم التانية فإحنا لا مالناش فيهم، ومتابعتهم تجيب السكر والضغط وحاجات تانية، ولو حضرتك فكرت يوم وقلت ما نعمل زي أمريكا والا بوليفيا والا ألمانيا وإيطاليا وفرنسا وغيرهم من الدول عديمة الرباية دي، قل لنفسك لكي تتراجع وتعرف قيمة النعمة اللي أنت فيها، اسأل نفسك وقل أنت عايز بلدي تبقى زي إيطاليا وفرنسا وأمريكا -أعوذ بالله- 
 
المختصر المفيد الديمقراطية حلوة، مافيش كلام، بالأدب أحلى مش كده ولا إيه!.