د. مينا ملاك عازر
بينما كان الكل ينتظر حركة في الحكومة، عاجلنا الرئيس بحركة في المحافظين، نتوقع أنه في خلال ساعات يعقبها حركة الحكومة، وبما أنني أرى أن كلها حركات مؤثرة وهادفة للوصول لأحسن منطقة لخدمة المواطن الذي أوصى عليه الرئيس، هذه المرة قال للمحافظين الجدد ونوابهم البالغ عددهم 39 بينهم سبع نساء، قال لهم الرئيس المواطن أولاً، اخدموه حطوه في عينيكم، اعملوا إنجازات -والحمد لله- أن الرئيس أوصى، والمحافظون شهدوا بوصيته، هذه يعني أي حاجة تحصل خلاف كده فده مش مسؤولية غير المقصر والمخالف لوصية الرئيس. 
 
حركة المحافظين مبهرة لا جدال، تفوق العدد المتوقع أكثر من خمسون بالمئة، وأهمهم النواب الذين يضيفون للمحافظين، ويشكلون صفاً ثانياً وبدلاء جاهزون، لعل أحدهم يصاب أو يمرض، والمرض على الجميع حق، وإن كانت وصية الرئيس واجبة النفاذ وضرورية التنفيذ، فمتى ستكون وصية الدستور واجبة التنفيذ، ويكون المحافظ منتخباً ومختار حتى ولو كان اختياره وانتخابه على شاكلة مجلس النواب الذي ينتخب من جهات قبل الشعب ما ينتخبه، المحافظون لهم سلطات، ولهم وضع في الدستور لم يحظوا به، ويبدو أنه لن يحظوا به، إلا إذا كان وضعهم قد تغير بالتغييرات الأخيرة التي انتبه الجميع حينها لما يخص وضع الرئيس بالدستور، ولم ينتبه لأن هناك تغييرات في صلاحيات وسلطات المحافظ وكيفية اختياره لم يكن ثمة تغيرات تخص المحافظ تراءت في التغييرات الأخيرة، أتمنى أن أعيش لليوم الذي أرى المحافظ ينتخب بأي طريقة وينال جزء من صلاحياته وسلطاته ويعمل طبعاً بوصية الرئيس.
 
الأستاذ محمد أمين كتب مقال يوم الخميس، يتحدث فيه عن حركة المحافظين وكيف أن الرئيس بذل جهد مضني ففتح الأنفاق ببورسعيد واختار محافظ البنك المركزي وباقي محافظي المحافظات ونوابهم، كل هذا في خلال ساعات ثم عطف على الحكومة المفترض يحدث تغيير كبير بها وقال الآتي:
 
وهل تصدق أن حكومة مصطفى مدبولي قد اجتمعت، أمس، اجتماعها الأسبوعي الأخير قبل التغيير لدراسة عدد من الملفات المهمة؟ وهل تعلم أن رئيس الوزراء نفسه كان قد التقى بعض المستثمرين، منهم محمد العبار -رجل الأعمال الإماراتي- كما وقع بروتوكولات تعاون أمس تخص خمس وزارات، فما الرسالة التي تفهمها؟؟ هذه حالة لم نشهدها من قبل!
 
أنا شخصياً أصدق، فالطير يفرفر بعد ذبحه، فلما لا يمارس طيرانه قبل ذبحه يا أستاذ محمد، وبعدين في وجهة نظري أن الوزراء في مصر تنفيذيين لسياسات عليا يضعها من هو باقي في وجودهم أو رحيلهم ومن سيأتون بعدهم سينفذون نفس تلك السياسات، هم فقط يأتون ويذهبون لكي تبقى مصر.
المختصر المفيد بانتظار حركة الوزراء.