كتبت - أماني موسى
قال أحمد الغندور الشهير بـ الدحيح، أنه في 1 أغسطس عام 1996 نشر الروائي الشهير جورج مارتن أول كتاب في سلسلة "صراع العروش"، وتدور القضصة في أرض خيالية والصراع بين الممالك، وفي المسلسل تجد جميع الشخصيات يتكلمون باللغة الإنجليزية، ماعدا المشاهد لأحد القبائل الذي يتحدثون لغة غريبة، والبعض يتحدث لغة الهايفلريان، وهي لغات غير حقيقية، وهي عبارة عن اختراعات.

وأضاف في فيديو عبر قناته باليوتيوب، هذه اللغة الغريبة أثارت تساؤلات المشاهدين، ما دفع كتاب المسلسل لاختراع لغتين كاملتين، وبالفعل تم الاتفاق مع الكاتب ديفيد بيترسون، الذي قام بدوره بقراءة هذه الحلقات وأخرد جميع الكلمات باللغتين الجديدتين "الدستراكي والهايفليرين"، والنتيجة أنه بالفعل كتب كتاب كيف تتحدث الدستراكي بدون معلم في 3 أيام.

وتابع، أنت متخيل ماذا فعل هذا الرجل؟ أخد كم جملة مخترعة وعمل منهم لغة كاملة، تقدر تقول بيها أي حاجة أنت عايزها.

وأوضح الغندور أن هناك مكونات للغة، وقال عالم اللغويات روبرت ديكسون، قال أن أي لغة تتكون من كلمات ونحو وأصوات، وأنه من مميزات لغة دون أخرى هو قلة عدد الحروف، وكل ما قل عدد الحروف كل ما كبر حجم الكلمات، في حين أن اللغة ذات الأحرف الكثيرة تصبح معها الكلمات أسهل وأقل في الحجم، ما يسهل حفظها.

مضيفًا، كدة أوجدنا الكلمات، فاضل طريقة نطق هذه الكلمات، إذ أنه يمكن نطق ذات الجملة مرتين، الأولى بمعنى والأخرى بمعنى آخر، كأن أقول شهاب موجود فتفهم منها أني أخبرك بأن شهاب موجود، ولكن حين أنطقها بطريقة استفهامية تفهم منها أني أتساءل عما إذا كان شهاب موجو أم لا.

وشدد، أن اللغة واحدة من أهم الأدوات الاستثنائية للبشر، إن لم تكن أهمهم على الإطلاق، فهي الطريقة التي يحدث من خلالها المعجزة الكبرى، حيث يمكنك نقل الأفكار وكل ما يدور في مخك إلى مخ شخص آخر عن طريق الكلمات.  

وأضاف، أن الكلمات تملك القوة على جعل المتلقي يرسم صورة الأحداث التي تقال له، كأن تقول لأحدهم رأيت طفل يرتدي تيشيرت أحمر وكاب وشورت أزرق ويقود دراجة، فتجد الآخر قد كوّن تلقائيًا صورة لهذا الطفل دون أن تريه أنت صورة حقيقية بالفعل، لكن ما حدث هو أنه من خلال اللغة تم نقل الصورة من دماغ المتحدث إلى دماغ المتلقي، ولذلك تجد أن اللغة البشرية هي ما يميز البشر عن أي كائن آخر بالكرة الأرضية.  

بالإضافة إلى أن اللغة البشرية تختلف عن لغة أخرى لأي كائن حي آخر بالكرة الأرضية، مشيرًا إلى أنه حتى النمل والمحل يملك لغة يتواصل بها مع أقرانه، وأن جميع الحيوانات تملك لغة خاصة بها تتمكن من خلالها نقل المعلومة التي تريدها إلى الآخر، وأن الكلاب على وجه الخصوص تملك لغة تتواصل بها مع القطيع وتعني مفردات كبدء الهجوم، أو استشعار الخطر أو ما شابه.  

لكن على الجانب الآخر تجد لغة البشر أكثر تعقيدًا، فهي لا تستخدم فقط للتعبير أو تسديد احتياجات بعينها، لكن بها ما يسمى "المجاز" الذي يراه علماء اللغة أنه السبب الذي جعل الإنسان يستخدم اللغة ليس فقط لأجل تحقيق أهداف مباشرة لكن تفكيك العالم من حولنا وإحالته لأفكار ونقلها لآخرين. ولفت إلى أن أكثر ما يميز لغة البشر هي أنها تتخطى اسم اللغة التي يتحدث بها الشخص، بل أنها تتضمن مجازات وأفكار مجردة وتشبيهات ورموز. 

وتابع، أن البشر لديهم القدرة على نقل الدرجات الشعورية التي يشعرون بها، وكثير من علماء اللغة يرون أن هذه القدرة هي التي سمحت للبشر بتكوين مجتمعات معقدة عن كائن حي آخر. 

فمن خلال المجاز تمكن الإنسان من تكوين علاقات أكثر عمقًا مع الآخرين، ومن ثم أصبح لدى المرء درجات أعمق مع المجتمع ككل، فالمجاز هو نوع من الفن الذي توصلت له البشرية لتعزيز قدرتها في التواصل.   مشيرًا إلى أن كل لغة في محيط جماعي وجعرافي معين لهم مجازاهم الخاص بهم.