بقلم: مجدي محروس عبدالله 
تظاهر المصريون أمس تظاهرة تعد الأضخم من نوعها في مصر وفاقت الحشود التي احتشدت يوم تخلى مبارك عن الحكم 11-فبراير 2011، وبالرغم من الانتصار الظاهري المتجلي في الإعداد الضخمة وبعض الأخبار التي تصب في صالح الثوار أخرها (حتى هذه الساعة)هو استقالة 4 من وزراء الحكومة الحالية...
 
على الجانب الآخر التيار الإسلامي لن يستسلم بهذه السهولة بل لديه من الوسائل التي تمكنه من تحويل الأمور الى صالحه دعنا نسأل سؤالا بسيطا، هل يتم التخلي عن الإسلاميين المصريين من قبل حلفائهم؟ وهل يقبل الإسلاميين التخلي عن كل مكتسباتهم "الضخمة" خلال العامين المنصرمين؟
 
للأجابة عن هذان السؤالان لابد من معرفة الخلفية لتلك الجماعات-اقصد الاسلام السياسي-فالتاريخ حافل بمواقف مماثلة وما سيناريو الجزائر ببعيد عن الاذهان
مع بعض الاختلافات..
 
ارى-وهذا رأيي الشخصي- ان نهاية حكم التيار الإسلامي لن يتم بهذا السهولة والقوى العلمانية برغم قربها من الشارع المصري او تحالف الشارع المصري معها
الان الا الشارع بأكمله لا ينحاز للعلمانية بشكل حقيقي-كما ان الشارع المصري منقسم فتيار الإسلام السياسي ليس بهذه الحالة الواهنة التي يبدو عليها –بل يتملكه الغضب الناتج عن تصوره ان المؤامرة ضده وضد الإسلام نجحت وانه ظلم بسبب عدم تعاون الجميع معه وتعمد إفشاله من اجل إفشال المشروع الإسلامي، بالاضافة انه لديه اهم شئ في ديمقراطية "الكفار انفسهم" وهو الشرعية.
 
هذا الغضب سيكون من القوة للانفجار الذي يؤدي الى مزيد من العنف تخيل ان شخصا ما يحاول الحصول على شيئا ما وقد حاول بكل طريقة ممكنة بما فيها الموت –وها الان وقد امتلك هذا الشيء لفترة وأصبح في يده , هل يتخلى عنه الان ببساطة؟! اذن لا نستطيع التنبؤ بحجم الغضب او العنف الذي قد يرد به* بالاضافة الى وقوف مؤسسات الدولة والتي من المفترض انها تقوم بحماية "الشرعية" فلا الشرطة قامت  بواجبها بتأمين مقار حزب الحرية والعدالة ولا تدخل الجيش من اجل فرض الشرعية، بل ان بيان الجيش الأخير والذي فيه يمهل النظام 48 ساعة للتوافق والا سوف يتدخل
ملئ صدر الاسلاميين بالغضب والضيق والاحساس بالظلم.
 
نعود لتساؤلنا السابق وهل يتخلى الاسلاميين في العالم عن الإسلاميين في مصر يمكنا الاجابة بكل ثقة "بالطبع لا" فالسنة الفائتة في حكم محمد مرسي حاول بكل قوة(مكتب الإرشاد) تقوية الروابط بين الجماعة والتيارات الاسلامية من ناحية وبين الجماعة والتيارات الاسلامية في الخارج مثل حماس والتي برزت كحليف رئيسي لنظام الاخوان وربما يكون اتفاقيات ضمنية بدفع عناصر حماسية داخل مصر لمساندة الاخوان –كذلك نظام الحكم الاسلامي في السودان وزيارة مرسي للسودان وما قيل عن استرداد السودان لحلايب وشلاتين من مصر .
 
فهل سيدعم نظام البشير ولو بطريقة غير مباشرة نظام الاخوان او الإسلاميين بشكل عام لتقوية جبهته الداخلية ولضمان "رد الجميل" في حالة حدوث ما لا يحمد عقباه ؟
يجب علينا ايضا الا ننسى تنظيم القاعدة والظواهري(مصري بالاساس) من احتمال دخول اللعبة فهؤلاء ينظرون على مصر على انها الكعكة الكبيرة للأسلام
لا شك ان الأيام المقبلة قد تكون حافلة بالمفاجآت-
لكنني من لست من انصار التفاؤل... ولابد ان نتذكر ان المتفألين اليهود قبيل واثناء النازي انتهى بهم الامر الى افران الغاز بينما استطاع المتشائمين من امثالي النجاة