بقلم: د. عدلى انيس
كثيرًا ما وصف الاخوان المسلمون فى مصر بانهم تجار دين، واصفين انفسهم باصحاب الحقيقة المطلقة. يسعون الى الحكم منذ ثمانين عاما، استخدموا الجنة والنار لحث المواطنين على انتخابهم فمن يختارهم فهو فى الجنة ومن اصحابها، ومن يختار غيرهم فقد اختار العلمانيين الكفار!!!؛ ومن ثم فهو من اصحاب النار، أي تقسيم هذا؟ وهل اصبح الدين والتأثير على البسطاء من خلال حث المشاعر الدينية أداة لمكاسب دنيوية.
نجح الاخوان بذلك على ان يستحوذوا على اصوات الكثيرين. ولكن مع تقدم الوقت كانت شعبيتهم تنخفض ووعودهم تتهاوى. لقد قدس الاخوان ثلاثة اشياء تفانوا من اجلها ويؤدى كل منها للاخرى وهى "استخدام الدين"، "الصناديق"، " الكراسى"، فالوصول الى الكرسى من خلال الحشد الديني للجماهير عبر الصناديق، لذلك يجد المتابع لاحاديث القيادات الاخوانية تكرار مرير فى الحديث عن الصناديق وشرعيتها.
أما وقد زاد استعلائهم واستخفافهم بكل القوى والتيارات السياسية، وفشلهم فى إدارة شئون البلاد فقد سقطوا شر سقطة، ومن ثم بدأوا فى استخدام الدين والتجارة به مرة أخرى ولكن باسلوب جديد ومبتكر ومبتذل، من خلال بث العنف والتحريض عليه فى عقول اعضاء جماعتهم فتقف هذه القيادات من طالبى الدنيا لا الآخرة، من طالبى السلطة لا الصلاح على المنصات لتقول "قتلانا فى الجنة وقتلاهم فى النار" و "الشهادة من اجل شرعية الرئيس".
أى شرعية هذه وأى رئيس، واى شهادة هذه فى سبيل قيادات ورئيس آثروا السلطة والكراسى على استقرار الوطن، وعلى وقف نزيف الدم، كفاكم وليفهم من لايزالوا يؤيدونكم انه لا علاقة بين الصناديق والجنة والنار، ولا علاقة بين اللهث وراء السلطة وبين الشهادة، فالشهادة فى سبيل الله وليست فى سبيل السلطة او في سبيل مرسى، افيقوا يرحمكم الله.