الأقباط متحدون | فاض بنا الكيل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٣٧ | الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٣ | ٢١ أبيب ١٧٢٩ ش | العدد ٣٢٠١ السنة الثامنة
الأرشيف
شريط الأخبار

فاض بنا الكيل

الأحد ٢٨ يوليو ٢٠١٣ - ١٨: ٠٣ م +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : د. وجدي ثابت غبريال

 
عادة لا اتكلم عن الاقباط على وجه الخصوص و لا اخصهم بحماية خاصة و لا بوضع منفرد. و لكن حين يخصهم بعض المجرمين بالتهديد و الوعيد و التصفية الجسدية فهناك مدعاة للتوقف . قرروا الانتقام من الاقباط و تصفيتهم و هذا وارد فى تصريحات معلنه سمعناها و كأن الاقباط هم كبش الفداء عديم الاذى. فمن يدافع عنهم :
 
 
- كيرى و اوباما و باترسون يدافعون عن مجرمى الاخوان الملثمين و المسلحين فهؤلاء طبعا يستحقون الدفاع فى نظرهم اكثر من القبطى الاعزل . اترينهم يشهدون ذلك كما لو كان احد افلام الويسترن التى تخرج فيهاالمسدسات التى تعودوا عليها فى الشوارع. و كأنه من الطبيعى ان نرى تلك البدائية فى شوارع مصر أيضا .
و السؤال هو : ماذا يحدث اذا ما راى السيد كيرى بعض الملثمين فى شوارع واشنطن و معهم سلاح نارى ؟ ماذا يصنعون بهم ؟ قطعا السيد اوباما سيقدم لهم وجبة كنتاكى ٦٠٠٠ كالورى حتى ياتى انسداد الشرايين فى الاشهر القادمة . 
 
- الاتحاد الاوروبى هل يدافع عن الاقباط ؟ انه تابع ذليل للسياسة الامريكية و لا ينتفض ضدها الا عندما تهدد مصالحه الاقتصاديه و المالية و حينئذ فقط يتشح بجلد الاسد و يتحول الى وحش لحماية شركاته متعدده الجنسية و ليس لحماية الاقباط.
 
 
-الدول العربية الاخرى ؟ منذ متى رفع فيهم احد المسئولين اصبعه من اجل قبطى مضطهد فى بلده مصر و هو تاريخيا صاحبها الاصيل ؟
 
 
- هل يدافع الاقباط عن انفسهم ؟ علموهم فى الكنائس الاتى "من لطمك على خدك الايمن حول له الاخر ايضا و من سخرك ميلا فامشى معه اثنين ، احبوا اعداءكم ، باركوا لاعنيكم و صلوا للذىن يسيئون اليكم و يضطهدونكم" ! و رغم نبل و سمو الوصيه الانجيلية الصادرة من فم يسوع المسيح شخصيا سأخالفها و بفخر و بقناعة فى انه من المستحيل تطبيقها فى مواجهة الاخوان لان الحق هو المعتدى عليه هنا و ليس الشخص و حسب . و الساكت عن الحق شيطان أخرس . و لو كان الامر متعلقا بعدوان فردى من موتور دينى مسلح لما كان بالجسامة التى هو بها الان. و إنما الامر يتعلق بالاقباط جميعا و بلا تمييز و بوصفهم اقباط! اين حقوق الانسان اذن يا من تعطى العالم كله دروسا فى حقوق الانسان ؟
 
 
لا ادرى لماذا اختير الاقباط على وجه الخصوص للانتقام منهم ؟ و هل ثروت الخرباوى قبطى؟ و هل مختار نوح قبطى ؟ و هل كمال الهلباوى قبطى ؟ و هل الملايين التى خرجت من جميع الفصائل السياسية ضد جماعة شيطانية، كلهم الاقباط ؟
 
 
فلنرفع نقابا يستر الحقائق ، ينبغى التعامل بمنتهى الحزم مع كل شكل من اشكال العنف و ليفهم اوباما و تابعه كيرى و نسائهما فى مصر اللائى يقابلن حتى الان الاخوان- ان من يتم القبض عليهم عندنا هم قتله و حملة سلاح يستخدم فى تعذيب و ترويع و ارهاب المواطنين العزل و ليس فى الامر اعتقال لمعارض لا يملك الا قلمه للتعبير السياسي السلمى!
 
 
لقد اعلنت امريكا الحرب على العراق لانها " ظنت " او توهمت انها تحوز اسلحة للدمار الشامل و كان يكفى مجرد الظن لاعلان الحرب و قتل الابرياء. ثم تبين الخطأ الفاحش فى التقدير لادارة حمقاء لا تقل حمقا عن الادارة الحالية بكل اسف. و كأن التاريخ يعيد نفسه فنجد الشعب العظيم المكافح يراسه اسوا من فيه من اغبياء يكادوا ان يصلوا الى حد التأخر الذهنى و التخلف ! و لم يختلف الامر فى مصر فى عصر الاخوان فالطيور على اشكالها تقع. لعل ذلك هو مبعث الدفاع عنهم و تجاهل ارادة الملايين لحماية حفنة من المجرمين و القتلة و الارهابيين.
 
 
د. وجدى ثابت غبريال استاذ القانون الدستورى و الحريات العامه كلية الحقوق و العلوم السياسية جامعة لاروشيل- الجمهورية الفرنسية- عضو الجمعية الفرنسية للدستوريين




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :