بقلم: كمال سيداروس
لا نختلف أن الشيطان عدو لنا هو يغوينا ويوسوس فى صدورنا لإرتكاب المعاصى   وليس للشيطان، عدو آخر غير الإنسان . هل تفكر أن الشيطان يوسوس فى صدر بهيمة هل رأيت حيوان فيه حقد أو غلّ أو كراهية . 
الحيوان  لا يرتكب خطية ولكن قد يرتكب الخطأ  بالغريزة أنه قد يقتل ويفترس إنسان أو حيوان آخر ولكن ليس هذا عن حقد أو كراهية بل ليجد قوته .  ربما هذا ما يؤكد ما قلته سابقاً أن الإنسان هو الوحيد الذى فى داخله حياه أبدية له يوم قيامه وله يوم حساب . لذلك ليس هناك حاجة للشيطان أن يوسوس فى صدر بهيمة انها ليس لها يوم حساب انها تراب يعود الى التراب .
 
أما الإنسان ولأنه سقط برغم تحذير الله لآدم قائلاً لا تسمع الى مشورة الشيطان لأنك يوم أن تأكل منها موتاً تموت . هنا نجد أن الموت دخل الى الإنسان وبدلاً من أن كان فى داخله حياه أبدية ــ كان فى داخله نفخة من روح الله ــ أصبح فى داخله وسواس خناس . وما مولود يولد إلا وينغزه الشيطان كما يقولون
 
وكما نقول نحن أيضاً ( رومية 7 : 14 ـ 25 ) 
14 فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ
15 لأَنِّي لَسْتُ أَعْرِفُ مَا أَنَا أَفْعَلُهُ، إِذْ لَسْتُ أَفْعَلُ مَا أُرِيدُهُ، بَلْ مَا أُبْغِضُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ
16 فَإِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ، فَإِنِّي أُصَادِقُ النَّامُوسَ أَنَّهُ حَسَنٌ.
17 فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذلِكَ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.
18 فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ، أَيْ فِي جَسَدِي، شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ
19 لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ، بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ.
20 فَإِنْ كُنْتُ مَا لَسْتُ أُرِيدُهُ إِيَّاهُ أَفْعَلُ، فَلَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُهُ أَنَا، بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ.
21 إِذًا أَجِدُ النَّامُوسَ لِي حِينَمَا أُرِيدُ أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى أَنَّ الشَّرَّ حَاضِرٌ عِنْدِي.
22 فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ.
23 وَلكِنِّي أَرَى نَامُوسًا آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي، وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي.
24 وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟
 
لكن كيف يوسوس الشيطان فى صدر الإنسان ، انه يوسوس فى انسانه الباطن والإنسان الباطن هو كلام علمى يقره علماء النفس . والإنسان هو المخلوق الوحيد الذى فى داخله انسان باطن يسمونه الضمير ،  يسمونه الحاسة السادسة ،يسمونه العاطفة ، انها نفخة روح الله القدوس الذى وضعها فى آدم حينما نفخ فى أنفه نسمة حياه . قد يظهر هذا جلباً عندما نقارن الجنس ، فالحيوان ليس لديه عاطفة هل رأيت حمار يقبل معشوقته الحمارة ، انها غريزة ليس فيها عاطفة.
 
أما الإنسان فتحركه أساساً العاطفة فينتهى الأمر بالجنس وقد لا يكون هناك جنس اطلاقاً ولكن هناك محبة فياضة بين الإنسان وأخيه الإنسان . لذلك اعجب من الذين يقولون ان الموسيقى حرام لأن الموسيقى تحرك الوجدان والعاطفة ولا يمكن ان نفكر فى انسان عنده جمود يعتبر أى شئ يحرك وجدانه هو حرام . ربما الشيطان يريد أن  لا يتأثر وجدان الشخص لأن هذا قد يجعله يبحث عن خالقه وهو يريد أن يبقيه فى ضلال مبين .
 
 لذلك نحن نقول   أن إله هذا الدهر قد أعمى أذهان غير المؤمنين ....  أنه يريد أن يبقيهم فى قبضته فى ظلام ولا يريد أن يفكر أحدهم أن يبعد عن هذا الإظلام.
 
هنا نفهم أن الإنسان له روح وله جسد ويقول الكتاب ( رومية 8 : 13 ) " لأنه أن عشتم حسب الجسد فستموتون ولكن ان كنتم بالروح تميتون أعمال الجسد فستحيون ." وأيضاً يشرح قائلاً ( رومية 8 : 10 ) " ان كان المسيح فيكم فالجسد ميّت بسبب الخطية وأما الروح فحياه بسبب البرّ . "معنى هذا ان هذا كلام ليس لكل أحد لأن كل أحد ميت الى ان يولد من فوق فيكون فيه المسيح   لكن من لا يولد من فوق كيف يكون حىّ هو ميت وليس فيه حياه برغم انه بمقياس عالم الفناء حىّ لأنه ينمو ويتكاثر ويتنفس ويخرج . وهذا ما لم يفهمه نيقوديموس معلم اليهود حينما جاء للمسيح ليلاً يسأله .... والقصة فى إنجيل معلمنا يوحنا الإصحاح الثالث
 
قال له السيد المسيح الحق الحق أقول لك ان كان أحد لا يولد من فوق لا يدخل ملكوت السماوات . وكانت إجابة نيقوديموس هذا كلام غير عقلانى .. هل أدخل فى بطن أمى لكى أولد مرة ثانية .
 
شرح السيد المسيح له أكثر قائلاً : الحق الحق أقول لك ان كان أحد لا يولد من الماء والروح  لا يدخل ملكوت السماوات ثم شرح له ان هذا ميلاد لا يمت الى الجنس بصلة حيث قال له : " المولود من جسد هو جسد ولكن المولود من الروح هو روح ثم قال له ان هذا سر لا يدركه عقل الإنسان حيث قال له الريح تهب حيث تشاء ولا نعرف من أين تأتى أو الى أين تذهب هكذا كل من ولد من الروح .
 
أى أنه مثل الريح نعرف إتجاهها من الأثار التى تنتج عنها وبدون هذه الآثار لا نعرف من أين 
تأتى أو الى أين تذهب . 
أخى الحبيب أطلب خالقك - أساله يفتح بصيرتك - قل ماذا يقول هؤلاء