بقلم : جرجس بشرى
مَن يتابع بدقة ما يحدث في مصر الآن من محاولات لإسقاط الدولة المصرية ومؤسساتها وجيشها الوطني ليجدن الولايات المتحدة الأمريكية متلبسة في هذه الجريمة المكتملة الأركان بشكل فاعل ورئيسي ، خاصة بعد اللطمة القوية والموجعة التي وجهها الشعب المصري للولايات المتحدة الأمريكية أيام 30 يونيو ـ و3 يوليو ، و26 يوليو 2013، جعلته يفقد توازنه السياسي بعد الإطاحة الشعبية باكبر حليف له في المنطقة كان يستخدمه للحرب بالوكالة ضد مصر وجيشها.
وهذا الحليف هو جماعة الإخوان المسلمين ، الذي راهن الرئيس الأمريكي عليه في اسقاط مصر وجيشها الوطني ، بعد تقديم دعم مادي له لتمكينه من حكم مصر ، وليس من شك أن هذه اللطمة التي وجهها الشعب المصري للإدارة الأمريكية والمتمثلة في الإطاحة بالجماعة خلخلت خطط اوباما المستقبيلية على المستوى العربي والإقليمي أيضا خاصة في سوريا وليبيا وتونس والإمارات ، وهذه الخطط كلفت الإدارة الامريكية مليارات الدولارات من جيوب دافعي الضرائب الأمريكان ، الأمر الذي وضع أوباما وإدارته في مأزق خطير أمام الشعب الأمريكي والمجتمع الدولي.
لدرجة أن وصل بها الحد إلى محاكاة جماعة الإخوان في التشبث المستميت في إنكار الواقع الجديد الذي أقرته إرادة الشعب المصري على الأرض ، وذلك من خلال تصريحات غير مسئولة ومتخبطة من بعض الساسة الأمريكان الرافضة للواقع الجديد وعدم الاعتراف بان ما حدث ثورة شعبية مصرية أطاحت بالجماعة والمتحالفين معها بل إنقلابا عسكريا ً ، والحق أقول أن سلسلة الوفود التي ترسلها الإدارة الأمريكية إلى مصر بعد 30 يونيو ما هي إلا محاولات بائسة وخايبة لإعادة ترسيخ مفهوم الوصاية الأمريكية على الإرادة المصرية وعلى جيشنا.
كما أن تلويح مسئولين في البيت الأبيض والكونجرس بقطع المعونة يؤكد على أن الإدارة الأمريكية ما زالت في غيبوبة أو في حالة من عدم التوازن من هولة الصدمة ، وغير مدركة للواقع الجديد وهو أن مصر فعليا تحررت وللأبد من الوصايا الأمريكية التي كانت تكبل إرادتها وإدارتها ،وتضع قيوداً على مصيرها ومصير أجيالها القادمة ، لجعلها دولة تابعة وتافهة وعاجزة في مواجهة دولة إسرائيل.
والتاريخ يؤكد أن الولايات المتحدة كانت ضد جيش مصر الوطني وحاربت بلا هوادة كل من وقفوا ودعموا إرادة المصريين الحرة في التحرر من التبعية والوصاية على إرادتهم من أيام عبد الناصر إلى السادات مرورا بمبارك ، الذي تم الإطاحة به بثورة خطط لها الأمريكان بشكل مخابراتي مع الإخوان المسلمين في مصر !!
وإنني من هنا أطالب الشعب المصري والحكومة بعدة مطالب هامة للتحرر من الوصاية الامريكية على قرارنا الوطني وإرادتنا الحرة لتكون تعاملاتنا مع أمريكا معاملة ندية لا تبعية:
1 ـ رفض المعونة الأمريكية لمصر رفضا باتا وقاطعاً وخاصة المعونة العسكرية التي تمثل قيدا على إرادتنا وحريتنا مع أنها تصب في الأساس في مصالح الولايات المتحدة وليست في مصلحة مصر.
2 ـ تنوع مصادر التسليح المصري خاصة وأن تسليح الجيش حاليا يعتمد في 80 % منه على الولايات المتحدة الأمريكية والاتجاه لتقوية ودعم علاقات مصر بـ"روسيا" والصين والإتحاد الأوروبي وغيرها خاصة في المجال التسليحي والإقتصادي والعلمي والإستخباراتي .
3 ـ وقف المناوارات الحربية بين مصر والولايات المتحدة ، خاصة في الفترة المقبلة حيث أنه من المقرر إجراء مناورات الشهر القادم وربما تستخدم ضد مصر بعد دخول باخرات وطائرات وصواريخ حربية أمريكية لمصر كرد فعل انتقامي ضد الثورة المصرية.
4 ـ مناشدة كافة رجال الأعمال المصريين الكبار في الولايات المتحدة الأمريكية بالمجئ إلى مصر والاستثمار فيها بعد توفي مناخ آمن لهم لنمو اقتصادياتهم
5 ـ أن يندد العلماء المصريين في الولايات المتحدة الامريكية بالتدخل السافر في الشان المصري وإلا سينقلون ابحاثهم لخدمة بلادهم لا لخدمة دولة معادية لإرادة شعبهم.
6 ـ إطلاق حملة شعبية باللغة الغنجليزية توضح للأمريكان خطورة احتضان الإدارة الامريكية للإرهاب وصناعته ودعم الجماعات الإرهابية المتمثلة في جماعة الإخوان المسلمين والجماعات الجهادية والسلفية ، وأن هذه السياسة الراعية للإرهاب ستطول الشعب الأمريكي كله وتهدد منه ومستقبله بل وتهدد بانهيار وتفككك الولايات المتحدة نفسها بعد مطالب من الجماعات المتأسلمة ذات الأغلبية في الكثافة السكانية بامريكا بالإنفصال عن الولايات المتحدة وهذا ما أكده لي شخصيا أحد القادة الدينيين في السعودية.