بطرس يسطس
عشنا فى حملات دعائية فترة كبيرة من حياتنا بدءاً من عبد الناصر الذى كان يحرض على الغرب وعلى الدول الملكية العربية ، وكان يصم الفترة الملكية بالفساد والرجعية ، والسادات كان يشن هجمات على من يهاجمونه من الدول العربية التى أسمت نفسها جبهة الرفض والتصدى ومنها العراق واليمن وسوريا ، وفى أيام الرئيس مبارك كان هناك حملتين إعلامتين ضد صدام حسين سنة 1990 ، 2000 ، وبعد سقوط الرئيس مبارك كانت هناك حملة ضده لمدة سنة ونصف ، وكل هذه الحملات تتميز بتغييب الطرف الخصم وإكالة كافة التهم له بدليل أو بدون دليل ، وعشنا حملة إعلامية ضد الرئيس مرسى لمدة سنة ، ثم حملة أضخم ضد
الإخوان مستمرة حتى الآن . الأمر التانى هو عند وجود نظام جديد يهيل التراب والرماد والسوء كله على النظام الذى يسبقه ، ويتم مسح النظام القديم مع شخوصه ومؤسساته ويحتكر النظام الجديد كل شىء ، وهذا حدث مع محمد على والمماليك ( إبادة ومصادرة ) ، وعبد الناصر والنظام الملكى ( مصادرة الإغنياء ومنع الأحزاب وسجن السياسيين وعزلهم سياسياً ) ، ومع الرئيس مبارك ونظامه ( حرق المقر العام للحزب الوطنى وحله ومصادرة أمواله وسجن المسئولين ) ، وهو
ما هو مطلوب عمله مع الإخوان حالياً ( حرق مقراتهم وسجنهم وحل حزبهم ) . الأمر الثالث أن الحرب أصبحت شىء مألوف وعادى جداً عند الشعب المدرسى لأننا نعيش مع الحرب منذ أول يوم مدرسى وتخصص الفترة المدرسية كلها لحفظ سجل حربى مجيد إسلامى ، ولإقناع المتعلمين أن الحرب والسيف يفتحوا الجنة وأنه لا خير ولا عز ولا كرامة إلا بالمعركة والسيف ، فالحرب والمعركة هى حياة المتعلمين ولا يمكنهم أبداً الخروج منها أو التخلى عنها ويعتبرونها شىء عادى جداً وطبيعى جداً ولا مهمة لهم فى الحياة إلا المعركة