بقلم : نانى سامى
الانتحار هو قتل النفس بطريقه متعمده وهذا هو التعريف الذى تتضمنه مراجع الطب النفسى وهناك مصطلح اخر مقابل كلمه الانتحار وهو الفعل المدروس لايذاء النفس وقد يكون مجرد محاوله لانتحار لم تتم او قتل للنفس.
وهى تعتبر ظاهره خطيره تتزايد يوما بعد يوم ولقد رفضدتها الاديان السماويه جميعا وذلك كان واضحا فى الاسلام الذى حرم على قتل النفس قالى تعالى ( ولا تقتلوا انفسكم ان الله كان بكم رحيما ومن يفعل ذلك عدوانا وظلما فسوف نضليه نارا وكان ذلك على الله يسيرا) النساء 29-30 وعن ابى هريره رضى الله عنه من النبى صلى الله عليه وسلم انه قال ( الذى يخنق نفسه يخنقها فى النار والذى يطعنها يطعنها فى النار ) وعن جابر بن سمره ان رجلا من اصحاب النبى اصابته جراح فالمت به فدب الى قرن له فى سيفه وقتل نفسه فلم يصلى عليه النبى.. ورفضتها ايضا المسيحيه وذلك واضح عند الحكيم يشوع بن سراج ( من اخطى الى نفسه ؛ فمن يزكيه ؟ ومن يكرم الذى يهين حياته؟(س 10-32) ثم يعود ويقول (من اساء الى نفسه فالى من يحسن) س 14-5 فالكنيسه كذلك لاتصلى عللى الذي يموت فى خطيته سواء كان مؤمن او غير او هرطوقى فالانتحار خطيه موت اى لاان الكنيسه لاتستطيع ان تفعل شيئا بازائها ولا تطلب المغفره له ولا اله سيغفرها ( توجد خطيه للموت ليس لاجل هذه اقول ان يطلب ) رساله يوحنا الاولى 5-16 ...فالمجتمع بتغيراته الاجتماعيه والسياسيه والثقافيه قد يؤدى الى انتشارهذه الظاهره وقد تكون عوامل نفسيه وعقليه او اسريه مثل الصراعات الاسريه المتكرره والحرمان العاطفى او اقتصاديه كالفقر وللبطاله او الشعور بالذنب والرغبه لعقاب الذات واعتقاده ان العالم لا يفهمه... لذلك لابد من التقليل من هذه الظاهره التى اصبحت كالعدوى القادمه الينا من الغرب مع الاعتبار انه لايمكن منعها كليا ولكن غالبيتها وذلك من خلال ابلاء الاهتمام الكافى لجميع التهديدات التى يطلقها الافراد والمتعلقه بايذاء النفس والانصات للمقربين والاصدقاء عندما يمرون بظروف صعبه وعمل برنامج تاهيلى تتشارك فيه الاسره والمدرسه مع المعالج النفسى وذلك من اجل ابنائنا. فقد بلغ عدد حالات الانتحار فى العالم ل800 الف حاله سنويا حسب تقديرات منظمه الصحه العالميه التى تشير الى احتمال زياده العدد لمليون شخص كل عام ففى الوليات المتحده وصل العدد الى230 الف حاله بمعدل انتحار شخص كل 20 دقيقه او 75 حاله يوميا وهؤلاء هم الذين ينجحون فى اتمام الانتحار بينما يصل معدل الانتحار الى 10 اضعاف هذا العدد ولقد ثبت ان اعلى معدل انتحار يوجد فى الدول الاسكندنافيه مثل (السويد-النرويج-الدنمارك)يصل الى40 لكل 100 الف من السكان بينما بعض دول المجر تصل لمعدلات الى 38-40 لكل 100 الف بينما نجد مصر والدول الاسلاميه تنخفض فلاتزيد عن 2-4 لكل 100 الف ويعود ذلك لتعاليم الدين الواضحه بينما نجد فى كتاب (شهقه اليائسين ) الذى صدر حديثا للدكتور ياسر الذى يخوض فى تاريخ مصر ويرصد حالات الانتحار فى عصر محمد على حديثا نجد سلسله من التحولات الاقتصاديه والاجتماعيه خلال النصف الاول من القرن 19 وكان لنقص مياه الفيضان فى اعوام 1824-1825-1833 بينما تحدث كاتب واديب شهير مثل مصطفى لطفى المنفلوطى 1876- 1924 )تحدث عن حالات بعينها بشكل عام 1909 الذى ضم ما كان ينشره فى جريده المويد ومن الجرائم القرن 20 فى هذا المجتمع تاجر غلال يدعى غاور)كان قد جمع ثروته قبل ادمانه للقمار وارتياده للاماكن المثيره للشبهات فبدد ما كان يملكه وامتدت يداه الى اموال زوجته حتى اتى على اخرها ووسوست له نفسه بقتل زوجته وبناته الثلاث ففى ليله 24 نوفمبر 1927 قام كالوحش الضارى فذبح ابنتيه والقى جثتهما بجوار المرحاض بينما الكبرى كانت نائمه مع والدتها خارجا وعندما عادت امره بالذهاب للمدرسه بينما ذهب هو للبوليس وابلغ المامور انه عاد للمنزل وجد ابنتيه مذبوحتان وقد القى بنفسه فى النيل من كثره غضبه لانه يريد الانتحار ثم جاء ليبلغ ولكن بعد الضغط عليه لما وجوده من اثار دماء على قميصه ومن ادله تدينه اعترف بجرمته والقى فى السجن . بينما نجد تزايد نسب الانتحار عام 1931-1932 بالمقارنه من 1929-1933 بينما نجد غالبيه المقبليين على الانتحار ذكور وقد تكون اسباب شخصيه او طبقيه او اجتماعيه او دينيه ونجد ايضا تزايد كطردا لنسبه الانتحار فى مصر) (1948-1960) فنجد عام 1948 (193)حاله انتحار و)207( محاوله انتحار وعام 1849)(226)حاله و(168) محاوله انتحار وفى عام 1950(221)انتحر و)164(محاوله 1951)(240)حاله انتخار و)175( محاوله انتحار وعام 1952(347(حاله نتحار و350 محاوله للانتحار وعام1953(363)انتحارو269محاوله للانتحار وعام 1954عدد269حاله انتحار و340 محاوله بينما 1955نجد 229 حاله انتحار و229 محاوله انتحاربينما 1956 )(190) حاله و(160) محاوله ونجد 1957(220) حاله انتحار و164محاوله وعام 1958 نجد (220) حاله انتحار و190 محاوله للانتحار وعام 1959نجد168لاحاله و106 محاوله بينما عام 1960 نجد 225 حاله انتحار و90 محاوله للانتحار والارقام تحول اللى زياده 11%عام 2011 اغلبهم يكون رجال فنجد 18 الف حاله فى مستشفيات من السموم. وتشهد مصر سنويا نحو 3 الاف حاله انتحار لايتجاوز عمرهم الاربعين وتتركز الغالبيه من هذه الحالات فى الاسكندريه والاسماعليه والقاهره والقليوبيه والغربيه فنجد ها فى المدن الساحليه والعواصم والوجه البحرى وتتراجع هذه النسب او الحالات فى صعيد مصر فنجد السؤال هنا يطرح نفسه لماذا تقل فى الصعيد هل يرجع ذلك للعادادت والتقاليد والقيم الموروثه ام لقله تعقيدات وضغوط الحياه لديهم مقارنه بغيرها فمن المتوقع فى المستقبل نتيجه زياده ضغوط الحياه وسياده النظره الماديه وزياده الرفاهيه وبالتالى الانغماس فىمتطلبات الحياه والابتعاد عن الناحيه الدينه وزياده الاحباط سيودى ذلك الى زياده نسبه الانتحار.