بقلم: مدحت عويضة
يعيش المصريون حالة من الحزن والآسي علي ما وصلت إليه حالة بلادهم، وبالرغم من كل هذا الحزن والألم الذي يعتصر قلوبنا، إلا أننا استطعنا في هذه أن نفرز مجموعة كبيرة من المصريين ونعرف من هم أصحاب المبادئ والقيم، ومن هم الكاذبون والذين خدعونا، فمن كان يتوقع من شباب الثورة رد فعل البرادعي، ومن كان يتوقع من الأقباط رد فعل جبهة الإنقاذ مما حدث لذويهم في الصعيد في مرحلة ما قبل فض الاعتصام، ومن كان يتوقع أن يكون عمرو حمزاوي خلية إخوانية نائمة!!!.
التقلبات لم تظهر الشخصيات فقط بل أظهرت تغير في المواقف لكثير من الناس، وأظهرت صدق آخرين ومدي وطنيتهم وحبهم لبلادهم، في مقدمة هؤلاء الوطنيين المحترمين المخلصين المحبين لوطنهم أضع أقباط المهجر في الصفوف الأولي، ولا أنكر أن معهم عدد كبير وكبير جدا من مسلمي مصر الذين لا يقلون شئ عما وصفت به أقباط المهجر.
بعد الأحداث الاخيرة تساءل الجميع أين أقباط المهجر وأين ردود أفعالهم أزاء ما يحدث في مصر؟؟ ربما يكون هؤلاء معذرون في شئ وهو عدم معرفتهم بالنظام والقانون الغربي، الذي يلزم تحديد مكان وتاريخ وتوقيت المظاهرة ثم السماح به وإعطاء البوليس وقتا كافيا لتأمين المظاهرة والمسيرة، وربما هؤلاء قد تناسوا أن أقباط المهجر او المصريين بالمهجر يعيشون في مدن متفرقة ويحتاج منظمي المظاهرات وقت كافي للحشد ولضمان وصول الدعوة لكل الناس، وقد رد عليهم أقباط المهجر بالخروج بمظاهرات هزت عواصم العالم تأييدا للشعب ولجيشة ولشرطته.
هذا ليس مهم، المهم أن من هؤلاء من كان يري في الماضي أن خروج الأقباط في مظاهرات في الخارج نوع من تشويه صورة مصر، وكان يحلو للإعلام وصفنا بالخونة ويتهمنا بالتمويل والعمالة وغيرها من الألفاظ التي أستخدمت لتشويه فصيل مصري من أخلص وأفضل ما انجبت مصر، كانوا دائما يطالبوننا بالعمل من داخل مصر وأن القضايا المصرية تناقش فقط داخل مصر، واحيانا يطلبون منا أن نترك الشأن المصري لمن يعيش في مصر فقط!!!!.
ليس هؤلاء فقط بل من بيننا في المهجر ومن اقباط يعيشون معنا من كان يعمل علي إفشال مظاهراتنا أو العمل علي أن يكون العدد قليلا، وجدناهم هذه المرة يشاركون يحشدون ينادون ويدفعون من جيوبهم لإنجاح المظاهرات، يا للعجب كيف غَير يا ألهي هؤلاء جلدهم بهذه السرعة وبهذه الطريقة، كيف يغيرون مبادئهم وقيمهم، لا اقصد أن اعاتب أحد لكن تذكروا مواقفكم فالطريق مازال طويلا.
ومن الذين تغيرت مواقفهم هم جماعة الإخوان وأنصار المعزول الذين كانوا يصفونا بالإستقواء بالخارج، فإذ بهم يطلبون من مؤيديهم وأنصارهم في كل العالم الخروج في مظاهرات، ومخاطبة الحكومات الغربية ووسائل الإعلام، بل وتعدي الامر التحرك الشعبي، لعقد لقاءات مع قيادات في العالم للتآمر علي مصر.
يدور في ذهني شريط طويل من الذكريات من خلال مشاركتي في العمل القبطي، به ذكريات مريرة ومحبطة ومحزنة من حروب تعرضنا لها من أشخاص خارج الجالية القبطية وآخرون داخل الجالية القبطية، كانت الحروب من الخارج لا تأثير لها، ولكن كانت حروب بعض الأقباط لنا تبكي قلوبنا دماً وتجعل الدموع تنزل من قلوب أرجل الرجال.
تغير الجميع وبقيت قيادات العمل السياسي القبطي علي مبدأهم ثابتين علي قيمهم، لم يذهبوا لأحد بل حضر الجميع إليهم وأحتشد بجانبهم، نسي أقباط المهجر مطاردات رجال المخابرات لهم وتشويه الإعلام لهم وحرب البعض ضدهم ووضعوا أياديهم في أيدى كل من أراد أن يقف بجانب مصر في هذه الأزمة الطاحنة.
وفي النهاية أشكر قيادة العمل القبطي من اساتذتي الذين تحملوا الكثير والكثير، والذين أوصلوا لنا القضية، ونعدهم بأننا سنكون معهم لنساعدهم في أداء رسالتهم الوطنية المصرية الجميلة، وأننا سنكمل مشوارهم وسنسير علي دربهم لأخر يوم في حياتنا، وستبقي الحركة القبطية السياسية في المهجر طالما ظللنا أحياء،وأقول لهم سيروا في طريقكم فمصر اليوم وغدا تحتاج أبنائها الأشراف المخلصين أكثر من أي وقت مضي.
نقلا عن إيلاف