بقلم: ناني سامي

كان يختلس النظر اليها من خلال الباب الموارب ينظر اليها والى نفسه فى حاله من البؤس يبكى بمراره ويكتم انفاسه لكى لاتسمعه فيزيد من الامها وهو الصبى الذى لم يتجاوز قرابه العشر سنوات وفارق والده الحياه قبل ان يراه وهو مازال فى بطن امه والتى هى بمثابه الاب والام معا ولكن جسدها الهزيل لايستطيع مقاومه المرض الذى يشبه الذئب الجائع الذى يتلذذ فى التهام فريسته.
 

فهذا الملعون جعلها غير قادره على العمل ورب العمل رجل قاسى القلب عندما رائها هكذا طردها شر طرده فأخذت تبحث عن عمل اخر فلم تجد فلا تملك اى شهاده ولا مقاومات المراءه الجميله فهذا المفترس اخذ جمالها وشبابها وتركها هزيله بالكاد تستطيع الوقوف على قدميها فعادت للمنزل بعد فقدامها الامل فى العثور على عمل ثم دخلت حجرتها وهى تجر اقدامها ولم تغلق الباب جيدا بل كان مؤارب .


فرائها ابنها فى خلسه وهى تتألم وتبكى على حالها فتمنى لوكان المرض رجلا لقتله .وفجأه وجد امه تصرخ له فدخل اليها مسرعا وجلس بجانبها على السرير فأخذت تنهال عليه بلاحضان و القبولات خوفا من فراقه وتكتم صراخها داخل انفاسها من كثره المرض فنظر اليها وعيناه مملؤتان بالدموع وقبل يديها ثم مد يده للدواء فوجده قد نفذ فتركها ووعدها انه سيأتى بأخر .

ومن ثم ترك المنزل مهموما والدموع تنسال على خديه وهو فى صراع مع نفسه كيف ساتمكن من شراء الدواء وانا لا املك المال وفى هذه الاثناء وجد بعض الاطفال يطلبون الاحسان فى الشارع فجاول تقليدهم بمد يديه الصغيرتين لكنه لم يستطيع فحاول مره ثانيه ولكنه ايضا لم يستطيع فلاحظه رجل طويل يرتدى بالطو اسود  وقبعه على راسه فاقترب من الفتى عندما لاحظ تردده واختلافه عن باقى الاطفال وسأله عن مه وابيه وعما الجأه للسؤال فرمقه بنظره حزينه تملؤها الدموع قائلا ابى توفى وانا جنين فى بطن امى التى انفقت عمرها على والان هى مريضه مرض الموت ولا املك المال لاحضار للدواء والطعام لها...

فضمه الرجل الى صدره لتوسمه فيه العفه والكرامه على الرغم من سغر سنه وظروفه القاسيه فأحضر له ما اراد من دواء وطعام وذهب معه ليطمان عليها فلم يشعر الصبى بطول المسافه من كثره سعادته الى ان اقترب من المنزل فوجد صمت وسكون وظلام يحيط بالمنزل فانتابه شعور بالقلق الى ان دخل المنزل فانتابه شعولر بالقلق الى ان دخل المنزل ليبجث عنها فلم يجده فانصرف للمنزل المجاور ليسأل عنها جاره .

وهنا كانت الصاعقه التى هبطت على الفتى عندما فتح له جاره وراى معالم وجه المرسوم عليها الحزن والبؤس فوجده ينظر اليه وهو يتحدث بصوت ملى بالاسى كانت والدتك امراءه عظيمه مكافحه شد حيلك ياولدى .. فعندما سمع الصبى ذلك سقط كيس الدواء والطعام من يده وانخرط فى البكاء والصراخ فاحتضنه الرجل الغريب ليهدأ من روعه ثم اخذه بعيدا عن المنزل..