الكاتب
جديد الموقع
ترك الصعيد ينزف لإثبات إرهاب الإخوان المسلمين
بقلم: جورج فايق
كان حديث الدول الغربية و منظمات حقوق الأنسان عن الأضطهاد و العنف الذي يمارس ضد الأقباط و أدانته قبل 30 يونيو 2013 أمر مرفوض و محرم من قبل الدولة المصرية بجميع مؤسساتها بما فيها الكنيسة المصرية التي كانت ترفض مقابلة أي وفد حقوقي أو دبلوماسي يريد مناقشة قضية الأقباط معتبرين أن هذا تدخل في شئن داخلي للدولة المصرية
و كثيراً ما رفض قطاع كبير من الأقباط و أنا من ضمنهم رفض الكنيسة مقابلة هذه الوفود أو كذبهم عليهم أذا تم مقابلة بعضهم ببعض الأساقفة بصفة عير رسمية لينفوا تقاريرهم و يعطوهم هدايا من التراث القبطي أو الفرعوني و يلتقطون الصور التذكارية معهم و ينتهي حديثهم أنه ليس هناك أضطهاد للأقباط بل مشاكل سيتم حلها بالحوار الداخلي و أن الحل لا يمكن أن يأتي من الخارج بل من الداخل و قلت قبلاً أن هذه القضية ليس لها حل في الداخل أو في الخارج لأن أصحاب القضية انفسهم الا و هم نحن نستعذب الأضطهاد و نرى أنه جزء من أيماننا بل أنه هبة إلهية.
و كان رفضنا نحن كأقباط تقارير الغرب عن أضطهادنا دليل اثبات وطنيتنا المشكك فيها عند العامة و الغوغاء و المتشددين و كانوا على الدوام يقولوا لنا ( انتم فاكرين أن أمريكا هتحميكم ؟ ) و الحمد الله قد أنكشف للجميع أمريكا بتحمي مين.
و بالرغم ان الدولة المصرية و كثير من فئات المجتمع لا ترفض التقارير التي تتحدث عن أنتهاك حقوق المرأة و الطفل و ... بل و تقبل تبرعات و تكوين جمعيات للعمل على حل مشاكل فئات كثيرة مضطهدة ومهمشة في المجتمع للعمل على النهوض بها لكن عندما يصل الأمر إلى الأقباط يصبح تدخل من الغرب في شئون مصر والأستعانة بهم خيانة عظمى.
و لا يهمنا تدخل الغرب أو الغرب قي القضية القبطية فهذا الغرب كما ثبت لنا أنه لا يهمه و لا يعنيه أي حقوق لأي أقليات و انما كل ما يهمه مصالحه فيكتفي بالأدانة الصورية كتقرير الخارجية الأمريكة عن الحريات الدينية و الذي يصدر كل عام ويدين دول عديدة في الشرق الأوسط لممارساتها أضطهاد لطوائف دينية و أقليات كالأقباط و الشيعة و البهائيين و ...
و مصر محتفظة بمكانتها في هذا التقرير منذ سنوات عديدة و لم يؤثر هذا على العلاقات بين القاهرة وواشنطن فكل ما يهم الأمريكان مصلحتهم، وبعد هذا التقرير كل سنة كان يبداء مولد الوطنية المصرية و من شعائره رفض التدخل الأمريكي في الشأن المصري من الجميع حكومة و شعباً و كنيسة ووصم كل من يقبله أو يقرة بالعمالة و الخيانة
و تمر السنوات و تتعاقب الأنظمة و نفس الممارسات القمعية ضد الأقباط فيكفي أن يخطأ قبطي أو حتى يشاع أنه أخطاء فيبداء العقاب الجماعي لكل أقباط القرية أو المنطقة لعل أطرف هذه الحوداث عندما حرق قبطي قميص زبون مسلم أثناء كيه و في كل الأحوال لن يزيد ثمن القميص عن 100 جنيه فأذا تتحول حياة الأقباط هناك لجحيم و المنطقة لأرض معركة بها أعتداء على بيوت و محلات و أنفس و كنائس الأقباط فقد هب الجميع للدفاع عن القميص الذي حرقة الأقباط .
الحوداث كثيرة و متكررة والأسباب متعددة و الأزمنة و الأماكن هي التي تتغير فمرة في الصعيد و اخرى في بحري و ثالثة في القاهرة و ... حدث هذا في عهد كافة الأنظمة السابقة و يحدث في النظام الحالي سيحدث في عهد الأنظمة القادمة و هذا يعني أن الجرائم ضد الأقباط ليست في عهد الأخوان وحدهم.
فالشرطة عاجزة أو متواطئة فلا تدخل الا بعد عدة ساعات يكون النهب و الحرق و الأعتداء قد تم وأنتهى أمره ثم تبداء في القبض العشوائي على بعض الجناة و للعجب يقبض على المجني عليهم وأقاربهم ابضاً لتبداء المساومات للأفراج عن الجميع و تعقد المجالس العرفية و التي يرأس الكثير منها راعاة الأعتداء و المحرضين عليه يتم وضع بنود و شروط تعجزية و ظالمة للمجني عليهم و منها تهجير عائلات بأكملها لا ذنب لها و دفع مبالغ طائلة
و بفضل هذه المجالس العرفية يهروب الجناة من العقاب ليزدادوا ظلم و بطش بالأقباط لأنهم عرفوا أن جرائهم ضدهم دون عقاب
و للعجب أن النيابة التي من المفروض أنها تمثل المجتمع وأن هذه الحوداث لا يمكن التصالح بها لأن للدولة و للمجتمع حق معاقبة الجناة فنجد أن النيابة تقر هذا التصالح و تعتمد بنوده و شروطه و تقرج عن الجناة غير واضعة في الأعتبار أن الصلح تم بالأجباروالتهديد للمجني عليهم
الأحداث متكررة لا شيء تغير و لن يتغير شيء فهي نفس الأضطهادات نفس الجرائم نفس المجالس العرفية نفس المصالحات و نفس المقولات .
لكن في الحواداث الأخيرة وجدنا نبرة مختلفة فالدولة بعد ما تركت كنائس الصعيد و بالأخص في المنيا دون أي حماية و لم تستجب لأي أستغاثات و تحذيرات قبل فض الأعتصامين أن الصعيد سيتحول إلى مذابح ضد الأقباط و هذا ما حدث من سلب و نهب ثم حرق للكنائس وتهديد للمسيحيين و قتلهم و خطف لدفع أتاوات و فديات كبيرة و بدلا ما تتدخل الدولة بجيشها و شرطتها بقوة لفرض سيطرتها و للقضاء على بؤر الأرهاب في الصعيد نجد انهم تركوهم يفعلوا ما يحلوا لهم بالأقباط و بكنائسهم ليتجاروا به أمام المجتمع الدولي الذي رفض هذه السلعة و أستمر في أدانة ما يحدث للأخوان أليس هذا الغرب الذي كنتم ترفضون تدخله الأن تريدوه أن يدين ما يحدث للأقباط بل أنهم يدينون صمت المجتمع الدولي وبالأخص الحكومات الغربية لعدم أدانتهم لما يحدث للأقباط من قتل وحرق لكنائسهم مثلما أدانوا الأعتداء على أعتصامي الأخوان و مسيرتهم من قبل الشرطة لأثبات أرهاب الأخوان .
بل وباركت الدولة المصرية أيضاً مظاهرات أقباط المهجر و دعمتها أعلاميا بأخبار عنها ذاعها الإعلام على الهواء بعدما دائبت على وصفهم بالخيانة والعمالة مما يعطي أنطباع مؤكد ان الصعيد ترك ليكون ورقة اثبات لأرهاب الأخوان.
و للحق ان من حرق الكنائس و قتل الأقباط و روعهم ليس كلهم أخوان و انما فيهم سلفيين و جماعات أسلامية و بلطجية و لا منتمون و لكنهم مؤمنين غيروين على دينهم و يريدون أن يحرقوا دار الكفر والكفار لنصرة دينهم كما علمهم بعض شيوخهم التي تركت لهم الدولة المنابر و الفضئيات ليشبعوا هؤلاء بالكرة و التعصب
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :