الأقباط متحدون | بريء يا هانم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٦:٣٥ | الأحد ٦ ديسمبر ٢٠٠٩ | ٢٧ هاتور ١٧٢٦ ش | العدد ١٨٦٦ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بريء يا هانم

الأحد ٦ ديسمبر ٢٠٠٩ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: مينا ملاك عازر
يجرني العسكري مسرعًا يدلف بي لمكتب فخيم، ويدي مكبلتان وأكاد أسقط من الإعياء وأنا أصرخ رغم تهالكي من كثرة الدلع إللي تدلعته في التخشيبة من الإخوة العساكر والأعزاء المسجونين، المهم في وسط هذا كله كنت عمال أصرخ وأقول بريء يا بيه بريء يا بيه وهنا عاجلني صوت ناعم ملائكي هادئ يقول مبتسمًا واثقًا بريء من إيه؟! فهدأ روعي ولم أعرف منين جالي السلام النفسي الغريب ده وقلت مش عارف يا بيه هما خادوني وعمالين يضغطوا عليّ ويقولوا اعترف وأنا أصلاً مش عارف اعترف بإيه؟ فثار الشخص صاحب الصوت الواثق على العسكري وقال منذ متى ونحن ننفذ الأساليب الهمجية هذه في استجواب المواطنين؟! فاندهشت ونظرت نحو الصوت الهادئ وإذ بنفسي أجد أنثى... أيوه أنثى يا جدعان تستجوبني، استغربت واندهشت لكن حاولت أن أتماسك ونظرت لليافطة المثبتة أمامها على المكتب ووجدت اسمها مكتوب "أماني موسى"، وأخذت أركز في الاسم وقلت إنها الكاتبة المبدعة في موقع الأقباط متحدون، فتفهمت على الفور أنه تحقيق لن يخلو من الحيادية والعدل، فاطمئنيت على نفسي وهدأت جدًا وسألتها بنبرة لا تخلو من الثقة ما هي جريمتي التي أتت بي إلى هنا؟!

فقالت ليس هناك جريمة بل سؤال بسيط جدًا نسأله لك وهو.. هل أنت شاب عربي؟ فجلست على مقعد مبتسم مقلبًا الأمر في رأسي، ولكنها سرعان ما عاجلتني وقالت ولكن قبل أن تجيب على هذا السؤال البسيط أطلب منك أن تقرأ هذا المقال وأشارت لجهاز كمبيوتر، واقتربت لأقرأ فوجدت مقالاً بعنوان الفصام مرض العرب العضال تحت عامودها "من الآخر" فلم أقرأه واعتدلت في جلستي وقلت لها لن أقرأه فقد سبق لي قرأته مرتين حينما نُشِر فيما قبل، فابتسمت وقالت إذًا لك الحق في الإجابة الآن فقلت لا لست عربيًا بهذه المواصفات التي وصفتيها حتى أنني أبحث عن زوجة تكون غاية في الذكاء فأنا أكره الغباء مووووت وليس لي طاقة على احتماله وأنا بشكل عام أنظر للمرأة على أنها شريكة، أما باقي الأمثلة أو التهم لا أشارك فيها فلا يعقل أن أضطهد نفسي أو بني ديني ولا حتى بني أي دين آخر، ثم سألتها والآن هل لي الحق في أن أسألك، فاندهشت ولكنها بثقة في نفسها قالت رغم أنه أمر غير معتاد إلا أنني لا أُمانع تفضل، فسألت هل هذه الأمثلة فقط التي ذكرتيها تعد رمزًا للازدواجية؟ ألا ترين في احترام المجتمع لإنجازات المعوق وفي نفس الوقت إنكار المجتمع على نفس المعوق أن يأخذ فرصته في الاندماج بين أفراده نوع من أنواع الازدواجية؟! وهنا وجدت ضربة عنيف على رأسي من العسكري اللطيف الممسك بقيدي وهو يقول إتكلم عدل مع الهانم وعلى إثر الضربة رفعت يدي لأتحسس موضعها فصحوت من نومي وأنا أصرخ قائلاً بريء يا هانم.

وفور استيقاظي قلت لنفسي يا ساتر ده كان كابوس ولا كان حلم؟! على أي حال فالأمثلة التي وردت في مقالة الأستاذة أماني ليست الوحيدة ولن تكون الأخيرة على الإطلاق، فنحن شعب نظهر دائمًا خلاف ما نبطن حيث نبحث عن المظهرية وليس عن الجوهر.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :