بقلم: ناهد صبري
رفضت الكنيسة المصرية محاولات التهدئة التي يقودها أعضاء من البرلمان عن الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، على خلفية أحداث الفتنة الطائفية في مدينة فرشوط في محافظة قنا في صعيد مصر، رافضةً أي حديث عن التهدئة طالما لم يتم تعويض المسيحيين ماديًا وأدبيًا، مع ضرورة توقيف ومحاكمة الجناة.
وطالب أقباط فرشوط والقرى المجاورة لها في بيان أمس بتدخل منظمات حقوق الإنسان الدولية لفتح تحقيق في حقيقة ما جرى بعد رفض الجهات الأمنية النظر في شكواهم.
ورفض أسقف نجع حمادي الأنبا كيرلس طريقة التعامل الأمني مع ملف الأزمة في فرشوط، وأشار إلى أن هناك ضغوطًا من جهات أمنية لحث الأقباط على التنازل عن البلاغات المقدمة إلى النيابة والضغط لفتح المحلات من جديد.

ورفض الأنبا كيرلس محاولات التهدئة طالما لم يتم القبض على الجناة ولم يتم تعويض المتضررين، وأكد أنه سيتم اللجوء إلى القضاء المصري للحصول على حق الأقباط المهدر، معربًا عن ثقته بنزاهة القضاء المصري، وأوضح أنه يعد تقريرًا شاملاً عن أحداث فرشوط  لتقديمه إلى البابا شنوده الثالث بابا الإسكندرية.
من ناحيته شدد عضو هيئة مستشاري الكنيسة الأرثوذوكسية ومحامي البابا رمسيس النجار على أن الأقباط لن يتنازلوا عن حقوقهم وأنهم لن يرضخوا لمطالب الأمن بالتهدئة، طالما لم يحصلوا على تعويضات تتناسب مع ما طالهم من أذى وخسائر مادية ومعنوية.
في السياق نفسه يشارك عدد من المنظمات الحقوقية في وقفة احتجاجية صامتة في ذات اليوم أمام مكتب النائب العام، منها مجموعة "شباب ضد التمييز" ومركز "نور الشمس" لحقوق الإنسان وأطراف حقوقية أخرى.
يذكر أن إذاعات متعددة قد أذاعت الخبر فور وقوعه بينما لم تذعه الإذاعات المصرية فقد أذاعته الحدث بالصوت والصورة موقع قناة "سي إن إن" الأمريكية، ووكالات رويترز، واسوشيتد برس، ووكالة الأنباء الفرنسية، ووكالة الأنباء الألمانية، وعشرات المنابر الإعلامية الأخرى حول العالم.

والأمر في حقيقته يقوم على محض افتراء و تحريض أو أعطاء الأوامر لبعض المسلمين لاتهام بعض شباب الأقباط باغتصاب بناتهن، وهل هناك إدعاءات أكثر تأثيرًا على المجتمعات الإسلامية من الدين والعرض، فيكفى صرخة وإسلاماه أو الإسلام في خطر أو شرف البنت المسلمة الذي دنسه الكفار حتى تنخرط الجموع كالثيران الهائجة تحطم وتكسر وتسرق وتنهب وتقتل وتبث الرعب.
فلا نعرف أي شيء عن القضية ومن هو الجاني ومن هو المجني عليه، أو إذا كانت هناك قضية من الأساس، وكأنها شائعة وليست قضية… كل ذلك من أجل إلهاء القاعدة الشعبية الواسعة وزرع الخوف في قلب الرعية ولإبعاد الأنظار عن الفساد المتفاقم بتحويل غضب الشارع للتنفيس في الأقباط وهكذا دائمًا الأقباط هم كبش الفداء وهم الذين يدفعون الثمن في كل مرة.
صدقوني إن هذا هو المأزق الحقيقي، فإذا فقد المظلوم الثقة في مؤسسات العدالة إلى أين يتجه؟ وإذا تشكك في حياد جهاز الشرطة فكيف يشعر بالأمان؟
لا أملك إلا أن أقول… ربنا موجود… لا يغفل ولا ينام.
الله يسمع صوت صمتنا…. فما بال بدموعنا وآهاتنا وآلامنا.