بقلم : كمال سيداروس

اللجنة الدستورية تبحث عن تطبيق شرع الله وتكاثر الكلام ما هو شرع الله؟ وهل هناك فى المسيحية ما يسمى شرع الله؟  أم فقط فى الاسلام؟ وهل المفهوم واحد أم أختلف العلماء؟
ليتنا نحاول أن نفهم شرع الله فالله حينما خلق أدم لم يعطيه شريعة ونسأل كيف سيحاسبة ؟
ولماذا مع خلقة الانسان لم يعطيه نصوص واضحة شرعية تحكم سلوك الانسان 
ماهو حرام ؟ وما هو حلال ؟
هل الله ترك الانسان بدون شريعة ؟ ومتى جاءت الشريعة؟ 
لعل هذا السؤال يوضح تماما أن شريعة الله كانت في داخل الانسان 
ومن هنا نفهم ما معنى قول الكتاب المقدس (تك 7:2)
 
"وجبل الرب الاله ادم ترابا من الارض ونفخ فى أنفه نسمة حياة ، فصار أدم نفسا حية "
 
وهل كل الكائنات الحية نفخ الله فى أنفها نسمة حياة ؟
وما الفرق بين حياة الانسان وحياة البهيمة ؟
 
أن الانسان مخلوق على الخلود له يوم حساب ويوم قيامة حتى لو كان فى النار خالدين فيها أما البهيمة تراب يعود الى التراب ، لذلك حينما سقط الانسان ودخله الموت يقول سليمان الحكيم في (سفر الجامعة 3 : 19 )
لان ما يحدث لبني البشر يحدث للبهيمة موت هذا كموت ذاك ،
ونسمه واحدة للكل فليس للانسان مزية على البهيمة لان كليهما باطل 
أن هذا عن الانسان الساقط الذى دخله موت لذلك سفر الجامعة يقول موت هذا كموت ذاك 
لذلك ما لم تفهم أن الانسان مخلوق للحياة الابدية وليس مخلوق للموت يصعب أن نفهم حقيقة أن الشريعة كانت فى داخل الانسان 
لكن نجد أن قايين حينما قتل أخاه عرف أن القتل ذنب كبير وقال ذذبى أعظم من أن يحتمل تكوين 13:4
لم يقل لايوجد شريعة واريني أين هو النص؟ الذى يقول لاتقتل .
 
حينما يكون الله فى داخل الانسان ، هو داخله شرع الله  
يوسف الصديق قبل أن يأتى موسى ويقول لا تزني  قال كيف أفعل هذا الشر العظيم وأخطئ الى الله؟ ( تكوين 9:39)
لذلك حينما سقط الانسان تشوهت خلقتة وسكن في داخلة أبليس الذى تعاهد معه أصبح يجرى فى داخلة مجرى الدم وأصبح لكل امرئ شيطانة وكما نقول نحن الجميع زاغوا وفسدوا وليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد .
وكان الله يرتب ان يعود الانسان ليفك أرتباطه بالشيطان  ويتعاهد معه فالله لن يعطى شريعة لآناس هم من جنود أبليس  .
لذلك بعد الطوفان وحينما قدم نوح ذبيحة محرقة يقول الكتاب تنسم رأئحة الرضا 
وقال ها أنا أقيم ميثاقى معكم ومع نسلكم من بعدكم 
من يرغب أن يتعاهد معى 
وكان نتيجة لذلك أن قبل أبراهيم العهد وقال بنسلك تتبارك جميع قبائل الارض وأنا أجعلك أمة عظيمة.
وكان ابراهيم واسحق ويعقوب وبنى أسرائيل الذى أعتبرهم شعبه بعد خروجهم من أرض العبودية من مصر حيث كانوا عبيداً لفرعون
فشعب الله المختار لايمكن أن يكونوا عبيدا 
لذلك طلب من موسى أن يصعد الى جبل سيناء حيث أعطاه الشريعة وهى الوصايا العشرة 
كان لابد لشعب الله المختار أن يكون لديه شريعة بديل للشريعة التى كانت من داخل الانسان 
ونجد ان الشريعة وصايا يمكن أن نقبلها ويمكن أن لا نقبلها ، لذلك سميت وصية فالانسان مخلوق حر الارادة حتى أن يعبد غير الله 
وأسال !!
 
وأرجو أن أجد أجابة لواضعى الدستور ؟
ما هى حد الذى يعبد الشيطان ؟ وأين النص الذى يجرم هذا العمل ؟
لذلك فأن أول دستور الهى هو هذه الوصايا العشرة وهى راس الموضوع دون الدخول فى تفاصيل أو شروحات  تجعل الانسان يبحث و ينقب ويتوه ويتفرع في كثير من الامور الذى نسمع عنها الان .
ما هو سر الزواج؟
ماهو تطبيق الحدود ؟
ما هو الفرق بين الزني وملكات اليمين ؟
وكيف تكون الانثى حرثا للرجل ؟
أن الدستور يضع نصا الهدف منه أساسا أن يوضح لنا كيف نسلك ؟
فمثلا فى وصية تحب قريبك كنفسك ، هى راس موضوع واضح  وصريح كيف نتعامل مع الناس ؟
دخل مفسرى اليهود فى هذا النص فقال البعض 
طالما هو يقول تحب قريبك كنفسك يكون المعنى أن تبغض عدوك 
هل الله قال أبغض عدوك ؟ لكن هذا هو التفسير الذى يخالف شرع الله 
لدرجة ان أصبح معروفا للكل فى عصر المسيح أن الله يقول تحب قريبك  وتبغض عدوك ، لذلك أعاد المسيح الشرح السليم للوصية حينما قال لهم 
سمعتم أنه قيل ، تحب قريبك وتبغض عدوك 
أما انا فأقول لكم أحبوا أعداءكم  باركو لاعنيكم 
أنه يريد أن يقول محبة القريب حينما تتسع تشمل الجميع حتى العدو
لذلك أعطاهم مثل السامرى الصالح 
أكرر قائلا أن النص الدستورى لابد أن يكون واضحاً مختصراً وبدون استثناءات
على سبيل المثال 
 
لا نقتل؟ أى ان القتل حرام ؟ 
لكن ماذا اذا قيل لك " لاتقتل النفس التى حرم الله قتلها الابالحق ؟ "
ماهو نتيجة مايتريب على هذا الاستثناء
فالكل يقول أنى أقتل بالحق ؟
والكل يقول أنا أنفذ شرع الله؟
وأأمر بالمعروف و أنهي عن المنكر  ؟
والبعض سيقول هذا نص للمشرع وليس للانسان 
أقول هذا لعلى قد أوضحت ما أقصدة وهو 
أن الاصل أن تكون الشريعة من داخل الانسان 
وهو حقيقة ظاهرة لان أذا كانت الشريعة من الخارج ونحتاج الى نصوص  لتوضيحها سيكثر الجدل وسيكثر النقاش ؟
بل أن أعظم مفسرى الشريعة يقولون في النهاية والله اعلم ؟ الشريعة جاءت من خارج الانسان حينما فقد روح الله الذى فى داخله وكان هذا حل مؤقت سمي عهد قديم ولكن حينما يأتي عهد جديد سيعود للانسان الشريعه فى داخله وهذا واضح تماما فى ارميا النبي واشار اليه القديس بولس الرسول فى عبرانين (8 : 12 ).
 
ها ايام تاتى يقول الرب حين أكمل مع بيت اسرائيل وبيت يهوذا عهدا جديدا ....
الى ان يقول ......
اجعل نواميسي فى اذهانهم واكتبها على قلوبهم وانا اكون لهم الها وهم يكونون لي شعباً ولا  يعلمون كل واحد قريبه ، وكل واحد أخاه قائلا اعرف الرب لان الجميع سيعرفوننى من صغيرهم الى كبيرهم .
 
لذلك الذى يقول ان الدين المسيحى ليس فيه شريعه نقول ان الشريعه عادت الى داخلنا وياريت يكون عملنا ان ندخل الخير الى قلوبنا وليس الى عقولنا 
فالذى يضع الشريعه ليس من المهم ان يكون فقيه بل المهم ان يكون فى داخله خير
فقد يكون الفقيه عقلية جبارة ولكن فى الداخل يخرج افكار شريرة فيكون تفكيره جهنمى .
 
والانسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح والانسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرور 
ربما هذا الفقيه يكون عقليه جبارة ولكى يريد ان يضع فى الدستور نص واضح خاص بزواج القاصرات 
ولماذا هذا يا ايها الفقيه؟ ربما يكون هذا التفكير جهنمى 
ان يكون هذا قصدا لخطف المسيحيات القاصرات كما حدث مع فتاة الضبع  !!!
ويكون النص الدستورى غطاء شرعى لفعل هذا العمل الخبيث 
ولكل امرئ شيطان يجرى مجرى الدم والرب يرحمنا من هذه الاحداث التى نراها كل يوم