بقلم: بهاء رمزى
لم يكن مستغرباً أن نسمع التصريحات التي نطق بها المرشد العام للأخوان المسلمين مهدى عاكف حين قال أن المسلم أياً كان وطنه أقرب الينا من القبطى المصرى ! وأنه يفضل أن يحكم مصر مسلم ماليزى عن أن يحكمها مسيحى مصرى . فهذا هو الفكر الذى تقوم عليه جماعة الأخوان المسلمين .فكر الدولة الدينية ..ولكن الغريب هو أن نجد الحكومة المصرية ومعها الكثيريين من المسلمين المصريين يأخذون هذا الفكر الأخوانى مبدأ لهم . فحين قتلت السيدة مروة الشربينى فى ألمانيا على يد أليكس ديليو وهو ألمانى من أصل روسى حزنت وحزن كثيرييين من ألأقباط علىهذا التصرف ألاأنسانى وحزنا أكثر لأنها مصرية مثلنا فهى منا ... وحين رأيت رد الفعل المصرى الحكومى والشعبى من مظاهرات وحرق علم ألمانيا وجنازة رسمية وشعبية يتقدمها ثلاثة وزراء ,بالأضافه الى محافظ الأسكندرية وأستنكار من الجميع أبتداء من شيخ ألازهر الدكتور محمد سيد طنطاوى الى حمدى خليفة نقيب المحاميين المصريين ورئيس أتحاد المحاميين العرب الذى شكل عن طريق النقابة وألاتحاد لجنه قانونية رفيعة المستوى لمتابعة التحقيقات فى ألمانيا والتعازى من وزارة الخارجية ألالمانية لنظيرتها المصرية ومن السفير الآلمانى فى مصر والذى كان فى أستقبال الجثمان بنفسه _حتى السيدة مبركل المستشارة الألمانية قدمت العزاء بنفسها للسيد الرئيس حسنى مبارك.
حين رأيت كل هذا شعرت بأن كل فرد من أفراد الشعب المصرى له ثمن غالى جداً عند الحكومة وعند باقى افراد الشعب وشعرت بالسعادة لهذا... ولكننى حين سألت نفسى وماذا لوكانت القتيلة قبطية والقاتل ألمانى متطرف من أصل تركى أو مغربى وقتلها لأنها تعلق الصليب على صدرها ؟ هل كان رد الفعل لدى الحكومة و الشعب سيكون كرد الفعل فى حادثة شهيدة الحجاب ؟ وهل كانوا سيعطونها لقب شهيدة الصليب ؟ وسريعاً زالت مشاعر السعادة التى شعرت بها لأن الأجابة معروفة لدى وعندى لها بدل الدليل أدلة وبدل الحادثة أحداث .. فكم وزيراً تقدم جنازة شهداء الكشح الواحد والعشريين اللذين ذبحوا وحرقوا وبقرت بطون البعض منهم ؟
- وكم عدد المتظاهريين المسلمين اللذين خرجوا ينددون بهذا الحادث المروع؟
- وماهى ألاحكام التى أصدرها القضاء المصرى النزيه العادل مقابل دم هؤلاء الشهداء ؟
-وماهو رد فعل الشارع المصرى والصحافة وشيخ الأزهر ونقابة المحاميين على مئات الأعتداءات المادية والجسدية التى يتعرض لها الأقباط فى مصر؟!
فمن قرية بمها للعياط لأسوان للأسكندرية لأبوفانا لطنطا لديروط لفرشوط ولغيرها من الأعتداءات التى لم تترك مدينة أو قرية صغيرة ألاوعانى ويعانى ألاقباط فيها من ظلم التطرف الجاهل الى ظلم الدولة وأجهزتها المنظم .
لقد ظلت الحكومة المصرية تتابع قضية شهيدة الحجاب وسافر عدد من المحاميين المصرين لألمانيا لنفس السبب ولم يرتاح الشعب ولم ترتاح الحكومة ألا حين حكمت المحكمة ألآلمانية بأقصى عقوبه يمكن أن يحصل عليها مواطن ألمانى وهى السجن مدى الحياه مع عدم الحق فى الأفراج المبكر .
تبكى الدوله ويبكى الشعب المصرى ويتظاهرون أحتجاجاً على الظلم الواقع على الفلسطينيين المسلمين وعلى شهيدة الحجاب وعلى كل ماهو مسلم على وجه الأرض ... أما أخوانهم المسيحيين اللذين يعيشون معهم على نفس الأرض فحين تقطع رؤوسهم وتعلق على أعمدة الأناره كما حدث فىمدينة ألمنيافى التسعينات من القرن الماضى كما روى بنفسه الكاتب المسلم عبد الرحيم على فىالمؤتمر الذى عقد بأمستردام فى يناير 2009 فلا ديه لهم ولا دمعة! ولاحكم قضائى ينصفهم ولامن يحميهم بل هى أستهانة بهم وبدمائهم وحين تعلوا الأصوات القبطية منددة بما يحدث تكون جلسات الصلح القبلية هى الحل... والقضاء ليس له دور ! فالمسيحى ليس له دية لأنه كافر والمادة الثانية فى الدستور هى المخرج لكل قاضى أومحامى متطرف ليحكم أو ليدافع كما يشاء... حينما دارت كل هذه الأفكار برأسى تأكدت بأن فكر مهدى عاكف الأخوانى المعلن هو نفسه فكر الدولة المنفذ بدون أعلان.. فالمسلم للدولة مصرياً كان أو فلسطينياً أو ماليزياً أهم ألف مرة من المسيحىالمصرى .....والدولة تساعد على نشر هذا الفكر بين الشعب فيزداد عدد المتطرفيين ويزداد المتطرفيين تطرفاً والذين يدفعون ثمن تطرف الدولة من دمائهم وأعراضهم وممتلكاتهم هم ألاقباط.. وحين نصرخ ونأن من ألامانا فنحن الملامون ونحن اللذين نثير الفتنه بين شعب مصرى عريق لايعرف التفرقة بين مسلم ومسيحى!
وحين تريد الحكومة تحسين صورتها وتهدئة الأقباط المقيمين فى الخارج لصفقة خارجية تريد تمريرها أو لزيارة للرئيس يريد أن تمر بسلام دون أزعاج .ترسل الحكومة مندوبيها وسفراءها ووزرائها المفوضيين لتهدئة أقباط الخارج كماحدث منذ عدة أشهر ونسمع منهم أن الحكومه تعلم بمشاكل الأقباط وأنها تسعى جاهدة لحلها ولكن علينا وأعطاء الحكومة فرصة لذلك ... وكأن السنيين الماضية لم تكن كافية لحل مشاكلنا التى قالوا هم عنها أن الحكومة تعرفها وتقدرها ... مازالت الحكومة تعاملنا كأطفال صغار تتركنا لنجوع ثم تسكن ألآمنا بقليل من اللبن ترضعنا أياه عله يسكننا ويغلق أفواهنا ... وهى لا تعلم أننا قد فطمنا وما عاد يصلح معنا هذا النوع من المسكنات .
وأريد أن أسال الحكومة ومندوبيها اللذين جابوا العالم.. أين كلامكم ووعودكم من الذي يحدث للأقباط فى مصر فى الشهور الأخيرة ؟ .وما هذا الترويع الحادث لنا ؟ فى فرشوط مثلاً أصبح المسيحيين يخافون الخروج من منازلهم.. كيف يحدث هذا فى دولة المؤسسات والحريات ؟
أفيقى يا حكومة مصر المحروسة فما تفعلينه بأبنائك الأقباط والتمييز بين عنصرى الأمه وأخونة الدولة وأسلمتها لن يفيد أحد ولن يفيدك.. فتعلمى مما حدث للرئيس الراحل أنور السادات الذى ربى الفرقة والحقد وربى معها غولآ فمزقه!
أفيق أيها الشعب المغيب فكما حزنا على شهيدة الحجاب أحزنوا على أخواتكم الأقباط وما يحدث لهم وكما رفضتم ما حدث لها أرفضوا ما يحدث لنا وأعلموا أننا أقرب اليكم من المسلم الماليزى .
عجباً على أمة تفخر بخزيها
فتفتدى العار بقطرات دمها
تخجل من أخاً يسكن أرضها
وان بنت فوق أنقاض بيته بيتها
تظنه ذلآ حين تعلن حبها
أو أنها بالعدل تغضب ربها