بقلم : كمال سيداروس
سألنى أخ مسلم قائلاً كيف تقولون أن الله صانع الخيرات ، وهو يقول فى كتابكم المقدس ( أشعياء 45 : 7 ) مصور النور وخالق الظلمة صانع السلام وخالق الشرّ ، أنا الرب صانع كل هذه .
 
قلت له :   نحن نؤمن بإله واحد فالخالق واحد ، ليس هناك إله للخير وآخر إله للشرّ . الله واحد لكن هو لم يخلق شيطاناً . لو أن الله خلق شيطاناً لا يكون صانع الخيرات ، هو خلق ملاكاً وبحرية الإرادة سقط هذا الملاك فصار شيطان .  هذا الشيطان هو الشرّ الذى أيضاً مخلوق من  الله الواحد .
 
قال لى :  اذا كان الله يعلم أن الملاك سيسقط ويصيرشيطاناً لماذا خلقه لأنه بالتبعية ممكن أن نقول أنه السبب فى هذا الشرّ .
 
قلت له :  الله يخلق البشر بعضهم سيكونون فى نار جهنم لأن أعمالهم شريرة ، هل نقول لماذا خلق هؤلاء وهو يعلم انهم سيسقطون ويكونون من جنود الشيطان .
 
قال لى :  حسب إيمانى الله خلق الأنس والجن ليعبدوه .
 
قلت له :  الله لا يحتاج الى أن نعبده ، نحن نقول ـ أنت لست محتاج لعبوديتى بل أنا المحتاج الى ربوبيتك . وهو لم يطلب منا أن نعبده بل أن نحبه  الوصية تقول :
 
«اِسْمَعْ يَا إِسْرَائِيلُ: الرَّبُّ إِلهُنَا رَبٌّ وَاحِدٌ. فَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ قُوَّتِكَ.
 
قال لى :  أنا يشرفنى أن أكون عبداً لإلهى ،
 
قلت له :  وأنا أيضاً   وهناك فرق بين ما يطلبه منك الله  وما ترغبه أنت  . الله يطلبك أن تحبه من كل قلبك  لكن أنا أعبد إلهى من كل قلبى . ان الموضوع له علاقة بالمحبة   أن أعبده حباً    وليس قهراً ." أنا  من فيض رحمته   تراباً   صرت إنساناً " . خلقنى من رحمته  ومحبته  ليس لأعبده قهراً  بل لأعبده حُباً
 
نعود الى موضعنا
 
اذا خلق الله شيطاناً  سأقول له أنت لست صانع الخيرات  هو خلق ملاك وصار هذا بحرية الإرادة شيطاناً . وكان هذا قبل خلقة البشر اسمع  أشعياء 14
 
كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ. أَصْعَدُ فَوْقَ مُرْتَفَعَاتِ السَّحَابِ. أَصِيرُ مِثْلَ الْعَلِيِّ. لكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ، إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ.
 
هو قُطع الى الأرض  وأصبح رئيس هذا العالم  والله أراد أن يريه أنه يمكن أن يكون بدلا منه تراب . ما هو أرخص شىء فى الأرض ( التراب ) حاول تفهم المعنى وراء هذا الكلام من الكتاب المقدس ( تكوين 2 : 7 ) وجبل الرب الإله آدم تراباً من الأرض ونفخ فى انفه نسمة حياة فصار آدم نفساً حية .هذا الذى جعل الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله ، وهذا ليس بعيداً عما جاء فى ايمانكم ان الله قال للملائكة اذا نفخنا فيه من روحنا قعوا له ساجدين
 
قال لى : تريد ان تقول الانسان مخلوق من التراب ليحل محل الملاك الساقط
 
قلت له :   لذلك هذا الشيطان عدو لنا  كما تقولون