بقلم: عاطف موسي
عشت طفولتى بنهايه الخمسينات وبدايه الستينيات من القرن الماضى فى مجتمع يموج بالوحده الوطنيه . ورغم حداثه طفولتى الا اننى كنت اميز الكافرين كلفظ يقوله الاخوه المسلمين عن اناس غير موجودين بمصرنا الحبيبه . فالكفار هم قوم عاشوا اما فى الجاهليه قبل الاسلام – او هم قوم مازالوا فى غيهم عن اعتناق احدى الرسالات الثلاث المعتمده قانونا بتصديق الوحده الوطنيه وهى اليهوديه والمسيحيه والاسلام .
وكأنه كان هناك اتفاق ضمنى بين طوائف الشعب على المهادنه – وعدم خروج النص القرآنى للايه 72 من سوره المائده (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ ) للنور – وعدم الزج بها بكتب المطالعه – وكأنها نسخت . وعشت بفخر فى مدينتى – فأنا لست من الكافرين - الى ان اعاد محمد عبد الوهاب صياغه اغنيته القديمه الجديده – انا والكافرين بهواك .. عايشين لبعضينا .
وخرج شيوخ الخراب من قمقم الفانوس الذى كاد ان يصدأ . فتحررت الايه القرانيه من نسخها وظهرت كوجبه اسلاميه لكل من يريد اشعال نار الفتنه فى هذا البلد الذى كان قبل وقت قليل آمن . وحينما كنت اسير انظر فى عيون اخوه الوطن لاجد كل منهم يخرج لى لسانه ويشخصنى بالكافر . واسمع هواجسهم وهمساتهم – ( ياعم دول عالم كفره – انجاس - طب قول لواحد فيهم كده لا اله الا الله .. مايردش عليك .. يعمل انه مش سامعك عشان مايقولش محمد رسول الله ) وهنا انشقت وحده الوطن واعلن رسميا عن وفاه الوحده الوطنيه يوم 17 يونيو عام 1981 بحادث دموى اليم وقع لها بالزاويه الحمراء واسفر عن استشهاد 81 قبطى من ابنائها .
وتسلسلت وتعاقبت المذابح الدمويه بجريره او بدون جريره – كرد فعل او كعمل فردى او جماعى والمحصله مختل عقليا . وكانت الدوله متمثله فى اجهزتها الامنيه حتى وقت قريب ليست بطرف فى المعادله الا ناهيك عن احداث الزاويه الحمراء . الى ان تطور اسلوب الاداء كراع رسمى اما بغض البصر او المساعده . واذا بالتطرف يكشر عن انيابه من الافراد الى الهيئات ثم النقابات الى ابعد من ذلك بكثير .. حيث تحولت اجهزه الدوله ودواوينها وحوانيتها تموج بالتطرف .
الى ان تحول التطرف من الفكر الى الفعل . لتجد من يشير اليك انه لايوجد لك مكان آمن تستطيع ان تضع فيه رأسك بسكينه لتنام . واذا كانت الشريعه الاسلاميه السمحه تكون هكذا .. فماذا سنرى من هذه الشريعه اذا كانت غير متسامحه ؟ سؤال نرجوا الاجابه عليه من الأجهزه المعنيه بحقوق الاقليات .