الأقباط متحدون | لجنة الخمسين التعيسة وخراب الإمبراطورية
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٩:٠٠ | الاربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣ | توت ١٧٣٠ ش ١ | العدد ٣٢٤٨ السنة الثامنة
الأرشيف

لجنة الخمسين التعيسة وخراب الإمبراطورية

الاربعاء ١١ سبتمبر ٢٠١٣ - ٥٠: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

كتب: ناجي اسحق

اول دستور عنصري في التاريخ
القوانين التي لا تدعوا للعدل بين الناس لا تغضب البشر وحسب بل تزعزع اركان الكون باكملة, حكمة مصرية قديمة, واليكم الدليل من التاريخ.
ماعت, ألهة العدل عند قدماء المصرين قبل 7 الاف سنة.

تقول ماعت:
تم خلق كل ما هو حي، على مبدأ واحد, هو العدل, ماعت التي تعني التوازن. يجب أن تكون جميع العوامل متوازنة بشكل صحيح. والعدل هو اساس الإستقرار الكوني وسعادة المجتمع والفرد بالعمل من اجل لقمة العيش. خلل ماعت لا يغضب البشر فقط بل الكون باكملة فتنتشر الامراض وتثور البراكين وتقع الزلازل وتظلم الشمس وتزداد في العادة الكوارث كلما زاد ظلم البشر
قبل ان ابدأ بالسرد التاريخي لإمبراطور الكوارث جستنيان كمثال للشؤم والدمار, احب ان اشكر اجدادي قدماء المصرين, اول من عرف ان العدل يسعد البشر والسماء
نعود لموضوع المقال وهو الدستور العنصري للإمبراطور البيزنطي , سيئ الحظ, جستنيان الاول
(من 1. اغسطس سنة 527 وحتى وفاته سنة 565 ميلادية)
كان امبراطور سيئ الحظ عن جدارة بالرغم من نعته بالمحظوظ كما هو مدموغاً على عملته النقدية, يالا سخرية القدر
 (DN IVSTINIANVS P F AVG)
"" سيدنا، الوديع، صاحب السعادة المحظوظ جستنيان
جملة موجودة على قطعة عملة برونزية تحمل صورته بين مجموعة من قطع النقود الاثرية في احد ادراج مكتبي.
العجيب انها من اكثر العملات الاثرية انتشارا في المقابر والاماكن الاثرية القبطية داخل وخارج ارض مصر.

   
   
DN IVSTINIANVS P F AVG („Unser Herr Justinian, der fromme, glückhafte Augustus“)
Justinian I. - Flavius Petrus Sabbatius Iustinianus
في 18 فبراير سنة 528 ميلادية, بتوصية من الإمبراطور البيزنطي جوستنيان, بدأ علماء الشريعة رسمياً في صياغة اول دستور تشريعي عرفته البشرية لتوحيد القوانين المعمول بها في جميع انحاء البلاد والامصار والقبائل والمدن والشعوب.في سنة 533 ميلادية(اي بعد 5 سنوات من العمل الجاد) إكتملت صياغته وبدأ العمل به في جميع الولايات والامصار الخاضعة لسيادة إمبراطور القسطنطينية. تاريخياً تعرف لائحة القوانين بــ
(Corpus iuris civilis, مدونة جوستنيان وتعرف تاريخياً ايضاً بـ)
(Constitutio de novo codice componendo)
وتم تأسيس معهد حقوقي متخصص لصياغة كتاب قانون متكامل يعمل به في جميع انحاء الإمبراطورية وتم بالفعل اصدار كتاب قانون كامل نهاية سنة 534 ميلادية ودخل الكتاب التاريخ تحت اسم
(Codex Iustinianus)
وتمت صياغته باللغة اللاتينية ونشر باللغة اليونانية وهي لغة النسخ المعروفة والموجودة حتى اليوم في كثير من متاحف اوروبا. كان لسن هذه القوانين الاثر الاقوى في تغير المجتمعات وتاريخ البشرية بطريقة او اخرى حتى نهاية القرن الثالث عشر تقريباً.
وكان دارسي القانون في كلية الحقوق بمدينة بولونيا (إميليا رومانيا) يدرسونه كمرجع ومرجعية قانونية حتى نهاية القرن الثاني عشر
(لاحظ عزيزي القارئ وقع هذا الدستور واثاره على الحروب المسماة ظلماً بالصليبية)
نعود لموضوعنا وهو لعنة القوانين العنصرية على البشر والبيئة والكون وبدون اي مبالغة روائية او اساطير من تأليف وخيال الاولين. وهنا اعيد وأصر على الإعادة, انني اعتمد في كل كلمة اكتبها على مصادر علمية وتاريخية يمكن للقارئ البحث بنفسه عن مصدرها ليتأكد انه يقرأ الان حقائق تاريخية موثقة وان ما قرأه في المدرسة او الجامعة او حتى في مدارس الاحد من تاريخ مصر ليس إلاما كتبه له المحتلون العرب وكلها اساطير وكذب من صنع خيال بعض المنتفعين والمرتعشين.

بينما كان دستور ثيودوسيان
(Codex Theodosianus)
لسنة 439 ميلادية يحفظ حقوق الاقليات عامة واليهود خاصة ولا يفرق بين مواطنين الإمبراطورية لأي سبباً كان, كـ لون البشرة او نوع العبادة او العقيدة, اصبحت قوانين الإمبراطور جوستنيان الجديدة والتي صاغها علماء القانون سنة 534 ميلادية مصدراً للتعصب ، الإضطهاد والتفرقة العنصرية.
في ظل هذه الظروف فإنه ليس من المستغرب أن اليهود خصوصا، اول من رحب بالغزاة العرب في القرن السابع والثامن كمحررين.
سنة 545 او 546 امر جستنيان بإضطهاد المواطنين والشعوب الغير مسيحية، وامر ايضاً بطرد البلغاء، والأطباء والمحامين وجميع موظفي الإمبراطورية الغير مسيحين (الكفار) هذا واحرق علنا في 562 كتب وثنية ونفذ قانون الردة بإعدام كل مسيحي او مسيحية يرتد عن معموديته. معمودية الاطفال اصبحت إلزامية ويعاقب كل مقصر في تأديتها. من يقصر او يرفض معمودية الاطفال يعاقب بعدم الإعتراف بمواطنته وبالتالي لا امن ولا امان لروحة او ممتلكاته. كل من نال بركة المعمودية لا يحق له الردة عن المسيحية, الدين الرسمي للإمبراطور والإمبراطورية، وكان على الاخرين دفع الجزية وهم أذلاء صاغرون. لم يكن فقط اليهود وحدهم ضحايا الشريعة الجديدة بل ايضاً اقليات اخرى كـاتباع الديانة المانوية -أو المنانية, وهم من اكثر المتضررين لانه حتى هروبهم ولجؤهم لبلاد الفرس لم ينفعهم, حيث ذاقوا هناك ايضاً اشد انواع الإضطهاد والعنصرية. فما كان لهم وغيرهم من اقليات اخرى, زاد عليها نير الإضطهاد سوى الهروب واللجوء للهند والصين.
حال يهود الإمبراطورية زاد سؤاً بالرغم من ان ديانتهم اليهودية كانت الوحيدة المسموح بها بعد المسيحية. ازدادت مع هذه الشريعة الجديدة ايضاً شراسة التبشير بالمسيحية, خاصة في جنوب مصر والسودان وجزيرة العرب.
و كان بالطبع غضب قبائل العرب وابناء عمومتهم الغساسنة, افضل جنود الإمبراطورية, احد توابع تطبيق شريعة جستينيان الأول.
نعود لعرب ويهود الجزيرة على اطراف الإمبراطورية جنوباً من النبطية وفلسطين وغربا من فارس. لهم تاريخ لا يكفيني عشرات الكتب لكتابته, خاصة وانه تاريخ لا علاقة له بما تعلمناه من الكتابات والروايات والاحاديث الصحيحة احياناً وغير صحيحة او ضعيفة غالباً وهذا شئ متوقع يعود لطبيعة العرب ونشأتهم ومجتمعاتهم.

كان العرب ويهود الجزيرة واهل اليمن اكثر الشعوب والقبائل تضرراً من سياسة وشريعة وحروب الإمبراطورية البيزنطية. وبإختصار شديد نركز كلامنا هنا عن طبيعة حياة هؤلاء السكان وطبيعة عملهم من اجل لقمة عيشهم. منذ اكثر من 3500 سنة وسكان اليمن وصحراء الجزيرة يعيشون ويسترزقون من اعمال الوساطة وحماية ورعاية القوافل التجارية لقوافل طريق الحرير وقوافل طريق البخور. توجد دراسات موثوق بها تقول ان إستهلاك كنائس الإمبراطورية للبخور في القرن السادس الميلادي كانت تزيد عن 1500 طناً سنويا, هذا غير زيادة طلب شعوب المنطقة على الحرير وسن الفيل والمشغولات الذهبية والاحجار الكريمة والحبوب والغلال والنبيذ من والى مصر, كان إرتفاع الطلب على منتجات الرغد والترف لاسباب تعود لإنتعاش الإقتصاد وإنخفاض تكاليف النقل البحري. إذا نستطيع القول ان إعتماد سكان صحراء وواحات جزيرة العرب على التجارة العالمية في كسب لقمة عيشهم كان يزيد كثيراً عن اعتمادهم على اي عمل اخر. وهنا نجد ان قرارا إمبراطوري واحدا في القرن الرابع كان سبباً في كارثة اقتصادية لليمن خاصة والعرب عامة. كانت الطرق التجارية البرية عبر الصحراء القاحلة تجارة كلها مخاطر ومكلفة للغاية إذا قورنت بالطريق البحري والسفن الضخمة التي اتقن صناع السفن المصريين والسوريين صناعتها فكانت تصل حمولة السفينة الواحدة لاكثر من 1000 طن مع بداية القرن الرابع الميلادي. وهنا يجدر بنا ذكر فضل اجدادنا قدما المصريين على نمو وتقدم التجارة البحرية وصناعة السفن
"عادت سفينتك من سوريا، محملة بجميع الأنواع والأشياء الجيدة "...
نقرأ ذلك في إحدى أوراق البردي وفي موضع اخر ينصح المُشتر ... :
"ويجب عليك أن تبحث عن التاجر ومعرفة ما اذا كان بالفعل قد عاد من سوريا"
للمقارنة بالقوافل البرية خلال الصحراء:
نقرأ في بردية اخرى احدى رسائل ملك بابل يشكو فيها لفرعون مصر أخناتون :
"
 اخي وبلاده يعيشون في رغد عيش وسلام, بخصوص حامل رسالتي هذه, نَهب قطاع الطرق قافلتان له, مرة كان اللصوص من اتباع ملك دمشق والمرة الثانية كان قطاع الطرق فيها من اتباع احد ولاة اراضيك, ارجوك اخي ان تعوضه بعض الشئ عن الاضرار التي
لحقت به
"
وثيقة تاريخية ومنها نستشف انه حتى وقت كان الفراعنة يحكمون البلاد كان فساد بعض موظفين الدولة وولالتها يدفعهم لمشاركة قطاع الطرق واللصوص للإستيلاء على بضائع قافلة او اخرى. هل كان احد كبار موظفي ميناء او ثغر مصري فاسد مرتشي يتقاسم الغنائم ويكافئ زعيم العصابة تارة بالمال وتارة اخرى بالجواري؟ لك عزيزي القارئ ان ترى رواية ماريا القبطية من زاوية جديدة لم تكن لتخطر لك على بال وهكذا يكون التاريخ, بعيدا عن الخيال وقريبا من الواقع وصغائر البشر.
زاد عدد السفن من والى الهند والصين ومناطق اخرى وبفضل القبطان المصري -القبطان القبطي!- الماهر استطاعت السفن تحديد مواسم واوقات معينة يستغل فيها التيارات البحرية والرياح كـ
(Trade wind)
وبفضلهم إنحدر سعر تكلفة نقل طن واحد من البضائع الى اقل من 0,2% من سعر نقله برياً مما ادى لإنخفاض الاسعار وارتفاع الطلب وإنعاش التجارة والاقتصاد العالمي.
كان تطور الطرق البحرية ايضاً احد اسباب إنتشار الفقر لبعض الشعوب كالـ اليمن وجزيرة العرب بعد تراجع عدد القوافل وانعدام مكاسب وسطاء التجارة البرية مما دفع كثيرين منهم للقرصنة وقطع الطرق.
كان ايضاً فقر اليمن وعدم قدرة حكامها على سداد مصاريف ترميم سد مآرب السنوية المعتادة احد اهم اسباب إنهيار هذا السد سنة 575 ميلادية ودمار الديار والحقول مما ارغم معظم سكان اليمن المزارعين على الهرب من الجوع والمرض الى جزيرة العرب بحثاً عن ارض خصبة يزرعونها وهناك اشتعلت الحروب بينهم وبين العرب واليهود في محاولة كل منهم للإستيلاء على منابع المياة, خاصة وان مهاجرين اليمن لا يجيدون اي مهنة
(مهنة من مهانة)
غير الزراعة.
(راجع المعارك الطاحنة والشهيرة بين الأوس والخزرج على ارض يثرب الخصبة, يثرب ارض ظهور الحركة الإسلامية).
لم يكن كل بدو العرب بؤساء متعوسين بل كان منهم قليلون سعداء محظوظين, كالغساسنة بعد لجوئهم للعمل كمرتزقة في صفوف الجيوش البيزنطية و كان منهم كثيرون إعتنق المسيحية بشكل او اخر إرضاءً للملك والقائد الاعلى للجيوش.
ومنهم اخرون امكنهم كسب ثقة الاقباط من سكان الميناء المصري الشهير والذي كان اسمه منذ اكثر من الف سنة " قِبط " ولذلك سمي سكانه بالاقباط وهذا سر تسمية البدو العاملين في النقل بالجمال لنا بالاقباط او القبط نسبة لهذا الميناء الضخم ولشهير.

اسم الميناء النهري الكبير في المراجع التاريخية
 (Koptos ، Kebto ، Gebtu ، Gebtiu ، Keft )
واليوم اسمها بالعربية " قـفط " وهي مدينة ومركز بمحافظة قنا وتبعد حوالي 20 كم من مدينة الاقصر شمالاً ومنها كانت تشحن السفن بالبضائع وتشق طريقها في النيل وحتى البحر المتوسط ومن هنا الى باقي امصار واقطار الإمبراطورية.
كانت كل مهام البدو العرب لا تزيد عن مرافقة وحراسة الجمال المحملة بالذهب من مناجم ذهب وادي فوحير وبالبضائع من ميناء القصير الشهير على البحر الاحمر
وليس من المستبعد ابداً ان  بدو العرب هؤلاء هم من ساعد عمر إبن العاص في غزو مصر وهو واحداً منهم).)
كانت تأتي السفن الى ميناء القصير محملة  بالبضائع من الهند والصين ومملكة اقسم (إثيوبيا) ويقوم العمال العرب بتحميلها على الجمال وتجهيز القافلة بالمؤن لرحلة خمسة ايام حتى ميناء القبط.
معلومة عارضة: قدماء المصرين هم اول من روض الجمال واستخدمها في نقل الاحمال قبل ميلاد السيد المسيح بـ 1500 سنة.
معلومة اخرى: ميناء القبط هو الميناء النهري الشهير في رواية قديسين الكتيبة الطيبيةوالتي كانت مسؤلية حمايته تقع على عاتق الكتيبة بقيادة القديس موريس وكانت مهمتهم حفظ النظام والامن في الميناء وحماية سكان القرى وعمال مناجم الذهب والقوافل التجارية الاتية من البحر الاحمر ضد هجمات البدو والبرابرة وقطاع الطرق الذين زادت اعدادهم وشراسة هجماتهم بحثاً عن لقمة العيش وهرباً من الحروب والمجاعات في جزيرة العرب.
ملحوظة : الاسم مـوريـس ليست تسمية قبطية بل كلمة جرمانية ومعناها الاسـمـر البشرة.
دعونا نعود من رحلتنا مع القوافل التجارية والعرب الى من الإمبراطور البيزنطي جوستنيان المنحوس ومؤسس الشريعة الشريرة.
كما كان يتوقع كل مصري اصيل لم يوافق لا سكان الارض ولا سكان السماء على شريعة العنصرية والظلم.



غضب ماعت الهة العدل الكوني

لم تدوم سعادة الإمبراطور البيزنطي جوستنيان المنحوس بشريعته كثيراً حتى بدأت المصائب والكوارث والاوبئة والمجاعات والحروب تمزق اوصال المملكة:
في 20 مايو سنة 526 ميلادية ضرب زلزال المدينة الخالدة أنطاكية وضوحيها وتسبب في مئات الالاف من الموتى والجرحى وهروب مئات الالاف من ديارهم ، عدد الضحايا زاد عن 250 الف.
في 29 نوفمبر سنة 528 زلزال اخر دمر ما تبقى من المدينة وفي 29 نوفمبر اي نفس التاريخ ونفس الساعة سنة 533 ميلادية ضرب زلزالاً رهيبا اخر انطاكية وسوريا والمدن المحيطة وكان عدد الضحايا فوق 130 الف.
كانت تنشق الارض وتبتلع الإنسان والحيوان وكانت تخرج غازات وابخرة سامة تقتل الطيور في السماء وما تبقى من كائنات.
هاجر ما تبقى من الاحياء ديارة وتشتت البؤساء في جميع انحاء الإمبراطوية فكان لمصر وفلسطين نصيب الاسد من المهاجرين فاكرم الاقباط ضيوفهم خير كرم وفتح الاقباط كنائسهم وبيوتهم لإيواء المساكين وضحايا الغضب الكوني.
سنة 535/536 حدث شذوذ للطقس معروف تاريخياً تحت :
(Extreme weather events of 535–536)
اظلمت السماء لمدة عام كامل وغطى الجليد شوراع وحقول مصر والشام وانتشرت المجاعة في جميع انحاء الإمبراطورية بعد انقطاع الحصاد وموت الزرع.

يعتقد بعض العلماء ان إنفجار بركان عظيم في جزر مدغسقا وغباره كانا السبب في إظلام الارض, وهناك ادلة على ذلك من اشجار البلوط القديمة في النرويج والتي توقف نموها تماما في هذه الفترة هذا غير إرتفاع نسبة الكبريت في طبقات الارض الرسوبية لنفس الفترة الزمنية. وهناك بعض العلماء يعللون إظلام الارض بسقوط نيازك على جزر قريبة من استراليا وانفجار احدها على ارتفاع 60 ميلا من سطح الارض سنة 535 ميلادية.
تقارير معاصرة من مصادر مثل بروكوبيوس، مايكل السوري، أو تقارير
Cassiodorus
وفلافيوس لعام 536 عن درجات الحرارة المنخفضة مع الثلوج في فصل الصيف، وتلف المحاصيل. وبالمثل، يقول المؤرخون أنه حتى عند الظهر كانت لا تلقي الشمس سوى بظلال باهتة، وبأن الظواهر المرافقة خلاف اي كسوف شمسي، وانها استمرت ما يقرب من عام. حتى في المصادر الصينية والإندونيسية المعاصرة وصفت أحداث غير عادية في الغلاف الجوي، لذلك كانت الكارثة وبلا شك ظاهرة عالمية.
وايضا في ذات الوقت اشتعلت في اوروبا الحروب القوطية من 535 و حتى 554 ميلادية والتي قضت على ما تبقي من إمبراطورية الروم وقضت ايضاً على ثلاثة من عشر قبائل جرمانية. راجع سفر دانيال (80,5)
سنة 541 ميلادية ضرب وباء الطاعون الاسود والمسمى بطاعون جستنيان الإمبراطورية وكل اوروبا.

انتشر المرض في اقل من عام واحد في جميع انحاء دول المتوسط وتغلغل في وسط اوروبا حتى نهر الراين بالمانيا واصاب القسطنطينية في مقتل بعد ان مات اكثر من ثلثي جنود الابراطورية خلال عدة اشهر واصاب المرض القيصر جوستنيان الاول نفسه وزوجته ايضاً. فحص العلماء عظام من المقابر الجماعية لضحايا الموت الاسود من القرن السادس ووجدوا بها بقايا ال DNA لمرض ال Yersinia pestis . وهي اشهر انواع الطاعون فتكا بالبشر ويعتقد انها جائت الى مصر عن طريق اليمن بعد ان إنتقلت القوافل التجارية من طريق البر الى الطريق البحري عبر البحر الاحمر وكانت الفئران والقمل ناقل الطاعون, الساكن في فروتها يسكنون المراكب التجارية الاتية من اليمن واقسم بإثيوبيا الى موانئ مصر على البحر الاحمر. وهي نفس الفترة التي دمرت فيها الزلازل اجزاء كبيرة من سد مأرب في اليمن وتسببت في تكاثر الجرزان والفئران و في هروب اهل اليمن من المجاعات الى واحات كمنطقة يثرب داخل شبه جزيرة العرب وإشاعوا هناك القتل والنهب والسرقة بين سكان المنطقة هناك
(قارن حروب الأوس والخزرج))
 استمر المرض في قتل سكان العالم من مشرقة ومغربه وبنوع خاص سكان البحر الابيض والشام والعراق ومات حتى بداية القرن السابع الميلادي اكثر من نصف سكان العالم المعروف وقت ذاك ويعتقد العلماء ان عدد الموتى يزيد على ال100 مليون نسمة وكان الموتى لا يجدون من يدفنهم وتتعفن وتتحلل جثثهم في البيوت والشوارع والطرقات واصبحت مدن وقرى باكملها خاوية لا يسكنها غير الاشباح وانتشر اللصوص في جميع انحاء المعمورة باحثين عن ثروات وممتلكات الموتى الملقاة في الشوارع والطرقات وكانوا لا يعرفون ماذا يفعلون بالذهب والمال الذي لا يطعم ولا يشبع احدا فكانوا يلقونه في الصحراء او يموتون هم انفسهم بالمرض او الجوع حتى يجد احد الرحالة بعد ذلك ماتبقى من عظامهم بجانب عظام سباياهم وغنائمهم. ولم تتوقف الحياة فقط بل توقفت التجارة والصناعة ورغبة الناجون في الحياة.
انخفض تعداد سكان مصر من 20 مليون قبل الوباء الى اقل من 10 ملايين سنة 630 ميلادية (قبل الغزو بسنوات قليلة) ومن بقى من البشر على قيد الحياة كان اما عليلاً او فاقداً للامل منتظراً لمجيئ الساعة. كانت المصائب والكوارث مطابقة لرؤيا يوحنا تماماً حتى لم يعد احداً يشك في نهاية العالم ومجيئ المخلص الثاني.

انظر لتفسير رؤيا دانيال النبي على ضوء المعلومات التاريخية الحديثة الدقيقة,
 http://www.pdf-archive.com/2013/05/11/daniel-prophecy/
التاريخ بإختصار شديد وللموضوع بقية, اكيد




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :