بقلم : بطرس يسطس
إتوجدنا فى الدنيا قالولنا إن المدرسة هى طريق الحياة وسلم المجد والعز والكرامة والغنى والسؤدد إلخ إلخ ، وأن من يفشل فى المدرسة سيرى العذاب الأكبر من الهوان والفقر والذل والتعب والشقاء إلخ إلخ .. إن فشلت فى المدرسة ستعيش مع البشر تخدمهم ويستغلوك وتتعب ويعطوك فلوس قليلة ولايحترمك أحد إلخ ولا يوجد ضمان للمستقبل ، لكن فى المدرسة تدخل العالم السحرى حيث لا عرق ولا شقاء ولا فقر ولا إهانة لكن تحظى بالإحترام والتقدير والوظيفة النظيفة الخفيفة المجزية والحياة الممتعة الرخية السهلة وضمان المستقبل . رحت المدرسة لقيت مبانى قبيحة وكتب قبيحة ومناهج قبيحة وشوارع قبيحة ومواصلات قبيحة .. عالم كامل من القبح .. الكلام كله عن الصحراء ومعارك الصحراء .. الله غير موجود .. مخلوقات الله الهامة التى تشكل محور حياتنا كالبقرة والفرخة والقمح والمزروعات إلخ غير موجودة .. البشر المدنيين غير موجودين .. حتى الشخصيات العسكرية لانعرف عنها سوى الإسم والإنجاز العسكرى الذى حققته .. ونقدر نقول إن البشر ككائنات نستطيع التفاعل معها والإحساس بها هى غير موجودة فى المدرسة ، ثم علوم عن الجمادات التى لانراها فى حياتنا العادية كحمض الكبرتيك والبوصلة والمنشور ونواة الذرة والرياضيات وعلوم كتيرة عبارة عن نظريات لا نراها بالعين المجردة ولانستعملها فى حياتنا اليومية ، الخلاصة إننا نتعلم عن الحروب وأسماء أبطال الحروب وعن جمادات لانراها ولانستعملها .. الله ومخلوقاته بما فى ذلك الإنسان هى غير موجودة فى التعليم ، إذن الأحاسيس الإنسانية ( خارج مجال الحرب ) هى غير موجودة فى التعليم ، والجمال غير موجود فى التعليم .. فما هو الجمال فى ناس عايشة للقتل والقتال والموت ؟؟ ناس مش عاوزين يعيشوا فى القرية ولا فى أى مكان خلقه الله عاوزين فقط يعيشوا فى ميدان المعركة ، ويدرسوا عن الجمادات التى ستكون أسلحة فى ميدان المعركة .. حياة تخلو من الجمال ومن الإنسانية لكن تمثل فقط العنف والطمع والمتعة الآتية من إلتهام الغنائم المسروقة من القرية أو من الغرب .