تحقيق: ناهد صبرى - خاص الأقباط متحدون
تقع الكنيسة المعلقة التي بُنيت في أواخر القرن الرابع الميلادي وأوائل الخامس في منطقه مصر القديمة في قلب منطقه الآثار القبطية وتعتبر مزارًا هامًا للأقباط من المصريين والأجانب على السواء وتعد الكنيسة تحفة معمارية لا تضاهى وقد بُنيت على الطراز البازليكي الشهير المكون من ثلاثة أجنحة وردهة أمامية وفي الجهة الشرقية للكنيسة توجد ثلاثة هياكل هي الأيمن ويحمل اسم القديس يوحنا المعمدان، والأوسط ويحمل اسم السيدة العذراء مريم، والأيسر باسم القديس مار جرجس، أمام هذه الهياكل ثلاثة أحجبة نادرة، الأول والثالث مصنوع من الخشب، أما الحجاب الأوسط فهو مصنوع من الأبنوس المطعم بالعاج الشفاف ويرجع ذلك الحجاب إلى القرن الثاني عشر أو الثالث عشر الميلادي وقد نُقشت عليه صلبان هندسية بديعة ومع مرور الزمن احتاجت الكنيسة للترميم وقد بدأ المجلس الأعلى للآثار في ذلك فعليًا وبدأ في استقدام خبراء روسيين وخبراء إيطاليين للقيام بهذه المهمة التي تكلفت حوالي 55 مليون جنيه مصري أي حوالي 10 مليون دولار أمريكي منذ بداية الترميم الذي بدأ عام 1999 وقد تمت 96 % من أعمال الترميم ومن المنتظر أن يتم الباقي خلال شهر.
الأقباط متحدون توجهت للأب يعقوب سليمان يعقوب الذي حدثنا عن تاريخ الكنيسة المعلقة ثم حدثنا عن الترميم الذي شملها فقال :-
يرجع بناء الكنيسة إلى أواخر القرن الرابع الميلادي وأوائل الخامس وقد بنيت على برجين من الأبراج القديمة لحصن بابليون الروماني ذلك الحصن الذي بناه الملك "تراجان" في القرن الثاني الميلادي ومن هنا استمدت الكنيسة اسم المعلقة وقد سُميت في الأصل على اسم السيدة العذراء مريم.
وقد كانت الكنيسة المعلقة مقرًا للعديد من البطاركة وكانت تقام بها محاكمات الكهنة والأساقفة والهراطقة.
ولعل البابا خريستودولوس كان أول من اتخذها مقرًا لبابا الأسكندرية.
وأضاف: لكن بعد مرور السنين آل حال الكنيسة للقدم واحتاجت للترميم وقد أثر فيها زلزال 1992 وهنا أصبح الترميم ضرورة وقد شمل الترميم الكنيسة كلها تقريبًا فقد شمل الأيقونات والخشب والأساسات والأرضيات التالفة، أيضًا برج الجرس مع تغيير شبكه الكهرباء ووضع أجهزة متطورة للإنذار بالحرائق والإطفاء الذاتي بالإضافة إلى أن هناك مشروع إطفاء للمنطقة ككل حتى لا تؤثر كنيسة على الأخرى، وفى النهاية أشار الأب يعقوب إلى أن حوالي 90 % من الأعمال المعمارية قد انتهت من حوالي سنة تقريبًا.
وأضاف اللواء على هلال اللواء وكيل أول وزاره الثقافة ورئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار: الكنيسة المعلقة أثر هام لكل مصري وكل قبطي ولكونها هامه جدًا فقد مرت بمشروعات متتالية من الترميمات أهمها تخفيض منسوب المياه الجوفية لمنطقة الكنائس كلها ومنها بالطبع كنيسة العذراء المعلقة وذلك بالاشتراك مع المحافظة ثم مشروع آخر شمل تطوير برج بابليون المقامة عليه الكنيسة وتنسيق الموقع العام للكنيسة ثم أعمال ترميم الأيقونات (جميع الأيقونات والرسامات على الحوائط ) وتزويدها بوسائل الاتصال الداخلي والإذاعة الداخلية ومؤخرًا المشروع الحالي الذي يكمل كل المنظومة السابقة ويشمل عدة عناصر: -
- تكييف الكنيسة من خلال غرفة تكييف مركزي خاصة بالاستعانة بخبراء إيطاليين لتحقيق الغرض ولطبيعة الكنيسة الخاصة جدًا من حتمية وجود بخور وشموع بها.
- أعمال تأمين الكنيسة ضد الحرائق.
- أعمال إنذار إطفاء سواء بواسطة وسائل يدوية أو وسائل آلية لتحافظ على الكنيسة.
- أعمال البانوراما الخارجية لمنطقة عمرو بن العاص لإعادة الموقع إلى ما كان عليه.
- رفع كفاءة قاعة الأيقونات.
- عملية صيانة لجسم الكنيسة.
وبذلك تتكامل المشروعات مع بعضها البعض.
وأضاف مجدي إسكندر الموظف بأحد البنوك الحكومية وهو من مرتادي الكنيسة: كنيسة القديسة العذراء مريم بالمعلقة قمة أثرية و معمارية وهي مزار لكثيرين لما تتمتع به من قدرة هائلة على تهدئة النفوس المضطربة ومن جمال يريح البصر والبصيرة وما تتمتع به السيدة العذراء من محبة لا تضاهى عند كافه الشعوب كما أن ارتباط الكنيسة بالعائلة المقدسة زاد من محبة الناس إذ يُحكى أن العائلة المقدسة قد أقامت بالمكان الذي شيدت عليه الكنيسة بعضًا من الوقت أثناء بقاءها في مصر وأخيرًا لأن الكنيسة المعلقة تقع وسط مجمع الكنائس الذي يشمل كنائس كثيرة لقديسين عظماء يسهل زيارتهم جميعًا والتبرك بأثرهم في نفس الوقت.
وقالت إيمان تاوضروس وهى مصريه مهاجرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية:- دأبت قبلاً على زيارة الكنيسة المعلقة لما لها من قدسية خاصة عندي وفى أخر زيارة لي إلى مصر سنة 2007 ذهبت إلى هناك بصحبه زوجي وهو بالمناسبة خريج كليه الفنون الجميلة فنقل لي جمالاً لم أرَه من قبل في الكنيسة.