بقلم: أسامة بدير
كشفت إنتخابات نقابة الصحفيين على مقعد النقيب التى جرت يوم الأحد الماضى عن سوء تقدير وحكمة لأكثر من نصف أعضاء الجمعية العمومية للنقابة والبالع عددهم نحو 5633 عضو، إضافة إلى سقطوها المدوى فى وحل مستنقع النظام المصرى.
لقد سقط شعار التغيير والإستقلال من غير عودة محتله له فى القريب العاجل أمام حنفة مصالح ضيقة قبلت بها غالبية الجماعة الصحفية المصرية، التى هى بالأساس لا تستحق أن تنال شرف إنضمامها إلى ممارسة هذه المهنة العريقة والحساسة، التى تبنى العقول، وتصنع الرأى العام، وتحارب كل أشكال الفساد أينما كان وأينما وجد فى أى ساحة أو مجال من مجالات العمل الوطنى.
عار عليكم يا صحفيوا مصر أن تقبلوا مثل هؤلاء المرتزقة التى لا تفكر إلا فى نفسها على حساب هموم وطن إغتالات كل قضاياه الوطنية بمطالب فئوية سوف يختزل معظمها وتحصلوا فقط على أقل القليل منها.
لكن سيذكر لكم التاريخ بأحرف سوداء ذاك الجرم الذى ارتكبتموه فى حق جموع الشعب المصرى من تفويت الفرصة على النظام الحاكم، وإعطائه صفعة جديدة خاصة ونحن على أعتاب مرحلة حساسة من تاريخ مصر الحديث تشهد كل أشكال الحراك والتطور السياسى على المستوى المجتمعى.
كنا نتوقع منكم بداية قوية لعهد تسوده الديمقراطية وحقوق الإنسان لكنكم خيبتم آمال ملايين الآجنة فى بطون أمهاتهن، وأهدرتم حقوقهم فى التنمية المستدامة القائمة على العدل والمساواه.
لقد كان الأمل قريب المنال فى سقوط مفزع للنظام المصرى على أيدى الجماعة الصحفية لو أنها توافقت على ضياء رشوان الذى اختار شعارا قويا افتقدته النقابة على مدار تاريخها، لكن مكرم محمد أحمد الذى سانده النظام المصرى بكل أدوات وأمكانات موارد الشعب المصرى قتل هذا الأمل، وأعطى من غير أن يدرى شرعية طويلة الأمد لهذا النظام فى بقائه فى الحكم مؤكدا على استمرار مسلسل التوريث من الأب إلى الإبن.
يذكر أن مرشح النظام المصرى مكرم محمد أحمد قد حصل فى جولة الإعادة على 2419 صوتا، مقابل 1561 لمنافسه ضياء رشوان من إجمالى عدد أصوات الجمعية العمومية البالغ عددها نحو 5633 صوتا.
usamabedir@yahoo.com |