بقلم: جـون ســـــدراك
نرى جميعاً بل ونلمس أيضاً التغيرات والتطوير الذى جرى على صعيد البنية الأساسية للدولة المصرية , فإنجازات ضخمة وحقيقية بالفعل قد تحققت.
من طرق دائرية ومحورية وكبارى وأنفاق , توصيل الكهرباء إلى كافة القرى تقريباً , النقلة العظيمة فى الأتصالات والمواصلات, طريق جديد لمدن الصعيد بمستوى أعلى كثيراً من الطريق القديم بالأضافة للصرف الصحى ... إلخ
ولكن للأسف مع وجود هذه الأنجازات فقد تم تجاهل النهوض بالمصريين فكرياً وثقافياً إلى أن أصبح الكثير منهم أسيراً لأفكار التطرف والتوحش وإنعدام الضمير .
التغاضى عن الوقوف أمام هذا الفكر المتطرف يأتى لأحتمالين :
1. خوفاً من المواجهة "على أحسن تقدير". فلتجنب الصدام مع معتنقى فكر تكفير الآخر وبحجة الحفاظ على السلام الأجتماعى والأقتصادى والسياسى يجعل الحكومة المصرية تغفر لهم جميع الأخطاء ( المهم أن لا تكون إعتداء على الحكومة أو السياح) بحجة أن تمر العاصفة حتى لو كان هذا على حساب المصريين من الأقباط وكرامتهم , فتستخدم ألفاظ شبيهة بمعلش وموضوع ويعدى , مصارين البطن بتتخانق وتفرض على المظلوم دائماً الصلح العرفى بحجة أن هؤلاء مختلون عقلياً أو أن هذا قد أُثير وخرج عن مشاعره .و هى مسميات معروفة مسبقاً والغرض منها التخفيف من حدة المشكلة وإنهائها بدون إعطاء ذو الحق حقه.
و مهما كان غرض الحكومة "نبيل" إلا أنه قد أدى (مع تكراره) إلى عواقب وخيمة لا يحمد عقباها . فقد وصلت للمتطرفين رسالة مفادها أن الأقباط هم كائن رخيص لا تحميه سيادة القانون فلذلك يحق لكل من هب ودب من الغوغاء واللصوص الأعتداء عليهم بسبب وبدونه , مما أدى إلى الوصول بالأقباط إلى وضع من سيئ إلى أسوأ.
فقد كان من الواجب على الحكومة المصرية والنظام المصرى إعمال قوة القانون على جميع المواطنين سواء والدولة بدون شك قادرة على ذلك . بقوة الشرطة الغير متناهية الموجودة وإن إحتاج الأمر بقوة الجيش أيضاً.
2. بتخطيط من جهاز البوليس السياسى "و هو الأمر الغالب " صورة جديدة متخفياً فى أسم جديد " أمن الدولة " هذا الجهاز الذى لا نعلم من يديره؟ وما هو الهدف منه؟ الجهاز الذى يزيد قوة وشراسة يوم بعد يوم إلى أن أصبح يقود بكل السبل سير السياسة والأقتصاد فى مصر المحروسة , أصبح كالغول المخيف لكل من يسمع أسمه مهما علا شأنه .. نسمع ونقرأ عن قصص مخيفة ومرعبة . فنراهم تارة بالمسايسة يجندون موظفين للتجسس على رؤسائهم وشركاتهم أو يستدعون شباب من المسيحيين لسؤالهم عن أجتماعات الصلاة فى الكنيسة , وهذا لا يصل إلى دوره فى الترقية الوظيفية لمعارضة أمن الدولة . أو هذا يفصل من عمله لرغبة أمن الدولة . رأينا أخت متنصرة على قناة الحياة وهى تبكى عندما تذكرت ضابط أمن الدولة الذى أهانها فضربها وقص شعرها. وقرأنا فى كتاب للمتنصر أحمد أباظة ماذا رأى فى أمن الدولة من أهوال وتعذيب للمتنصرين . قرأنا للأستاذ أبراهيم عيسى عن لجنة المرور التى احالت شاب وفتاة لأمن الدولة لمجرد أن الشاب مسيحى والفتاة مسلمة ! وسوء معاملة الضابط للشاب . شاهدنا فتيات مختطفات يروون كيف كان ضابط أمن الدولة يعمل كواعظ لأقناعها بالدخول فى الأسلام ! ورأينا أخت متنصرة يحاول ضابط أمن الدولة تشكيكها فى المسيحية من كتاب مقدس موجود فى مكتبه. رأينا أب فتاة مخطوفة يُضرب ويهان لمحاولته تقديم بلاغ بأختفاء إبنته. سمعنا من عائدات بعد أن غرر بهم ,كيف كان أمين الشرطة فى أمن الدولة ينظر لها لأخافتها من العودة إلى أهلها . وإذا علمنا أن هذا هو الجهاز المختص بالتعامل فى كل شئون المسيحية فى مصر بدءاً من بناء الكنائس إلى المشاحنات . فنجد أنه جهاز كل غرضه الأضرار بالمسيحيين فى مصر وإضعافهم .
و إحقاقاً للحق فهناك أيضاً الكثير من القصص أيضاً عن مسلمين يدخلون أمن الدولة فلا ينجون أيضاً من التعذيب والأهانة .
و لكن السؤال هنا :أين أمن الدولة فى ذلك ؟ لا بل أين الأمن ؟ وأين الدولة فى ذلك ؟ وهل كل هذا مجرد صدفة ؟
أم انه بالفعل بوليس سياسى يحاول الأتجاه بالمحروسة إلى حيث لا نعلم ؟ لماذا ؟ لمصلحة من ؟
هل جهاز أمن الدولة أصبح دولة داخل الدولة المصرية ؟ أم أنه مازال يقاد من الحكومة المصرية ؟
أخى الحبيب . إن هذا هو ما يدور فى فكر كل واحد فينا فتاره نرجح الأحتمال الأول وتارة الأحتمال الثانى ولكن إن كان الأول أو الثانى فهما إحتمالان مرفوضان تماماً ولا نجد لهما ما يبررهما.
و السؤال الآن إن كان كل هذا يحدث فى وجود الرئيس مبارك والمشهود له بالحكمة والقوة وحصوله على تأييد عدد كبير من الشعب المصرى والموجود بالحكم منذ فترة طويلة ولم يستطيع السيطرة أو حل مشكلة الأقباط فى مصر بل على العكس فعلى صعيد الشارع المصرى عموماً إزداد إضطهاد الأقباط وتفاقمت حالة الأعتداء عليهم . فكيف سيكون الحال فى وجود إبنه فى سدة الحكم ؟