كله إلى زوال

بقلم: مينا ملاك عازر
مصر الآن بتعمل حملة نضافة.. اثبت عندك ما تخليش فكرك يروح بعيد ما تسمحشي لخيالك يسول لك أمور ليس من حقك التفكير فيها، أيوه أنا عارفك تلاقيك حاتبُص على تل القمامة إللي تحت بلاكونتك زي ما هو ويمكن زاد حبة واقترب من سور البلاكونة والكلاب الضالة زي ما هي بترعى في الشارع، اعترض بقى الشارع ملكية عامة والكلاب تتمتع بحقها في المواطنة بهذا البلد الآمن فلها الحق أن تجري في كل مكان وتعقر من تشاء، أيوه تعقر دي فكرتني بالموضوع إللي كنت عايزك فيه كنت بأقول لك إن مصر الدولة طبعًا بتقوم بحملة نضافة وحملة النضافة دي بتقوم بها من منطلق أن مصر -حلوة الحلوين-، فبعد أن وضعت أحمر خدود إللي بيسموه مِكياج أيوه يا شاطر ده أحمر خدود مش مطرح الآلام إللي نزلت علي خدودها من الجزائريين شفت بقى إن ظنك وحش! فاهمك أنا.

حاتقول لي أمال حملة النضافة دي لإيه!؟ حاقول لك مصر بتعمل إزالة لبعض العماير المخالفة، شفت بقى المسالة بسيطة إزاي! الموضوع كله إن في منطقة بالقاهرة بتسمى عزبة الهجانة -خلي بالك هي الهجانة وليست الهجامة-، الهجامة دول بينطوا على خزنة يكسروها يفتحوا شقة، لكن الهجانة وده أغلب الظن -وليس كل الظن إثم بعضه فقط إللي إثم- أن الهجانة تأتي من مهنة من يعملوا بالهجن، والهجن هم من يسوقوا الجمال ماشي؟ المحليات في محافظة القاهرة الواعية اكتشفت بعد ثماني سنوات أن هذه العمائر مخالفة بعد أن دخلها الكهرباء والماء ويمكن الغاز، اكتشفت إنها مخالفة، وللآن أذكر، بل يرن في مسامعي صوت نائب محافظ القاهرة للمنطقة الشرقية وهو يقول في برنامج البيت بيتك ووسط ذهول الجميع أنها ستُزال ستُزال لأنها تعوق الطيران.
وهنا قفز في ذهني وأنا بأكتب المقالة أن السبب في الإزالة أن الطيارين زهقوا من الطيران في الطريق البديل بيقولوا أنه فردة واحدة وكتير منهم وقعوا في الترع، وكترت الحوادث عليه بسبب أن من بينهم من كان يقود الطائرة مخمور وفي الاتجاه المعاكس وكان يصطدم بالقادم في وجهه ولما كثرت ضحاياهم ضجوا ولهم الحق طبعًا في ذلك كفاهم معاناة لثماني سنوات.

أنا صدقت نائب المحافظ لأن معلوماتي عنه أنه راجل نزيه نزيه نزيه موووت، وطبعًا لما صرح الباشمهندس ممدوح حمزة الرجل الذي وضعه النظام في قائمة المعارضين ووضعته الشرطة البريطانية في السجن ووضعته أنا فوق رأسي بعد أن رأيت بنفسي مكتبة الأسكندرية ذلك الصرح اللي شيد بكفاءة نادرة ومعمارية بديعة بجد ده مش هزار، فبقول لك إنه لما صرح الباشمهندس ممدوح وقال إن السبب الحقيقي الذي يقف من وراء إزالة العمائر أنها ستكون مواجهة لبناءات حكومية جديدة لم أصدقه، لأن اكيد من كانوا يبنون للحكومة مبانيها كانوا شايفين العماير دي وأيضًا الحكومة نفسها تعرف إن في هذا المكان عمائر وإن كنت أظن إن ممكن يكونوا عارفين بس كانوا مطنشين على أساس أنهم ما كانوش متوقعين إن سكان هذه العمائر قادرين أن يجرحوا الحكومة، فلما تأكدوا من قدرات السكان من أن يجرحوهم قرروا هم يدبحوهم، وإللي يرشني بالميه أرشه بالدم.
ولا تنسوا أحبائي أن العدل هو عدل المواطن حتى يأخذ على قفاه بشكل مريح لمن يضربه! وكله إلى زوال من عمائر ومواطنين ما عدا الكراسي ومن يجلسون عليها مش كده ولا إيه؟