بقلم: د. تيتو غبريال
كانت الفقرة الخاصة والرئيسية فى برنامج العاشرة مساءاًعن ظهور السيدة العذراء مريم أو ما أشاعه البعض – حسب ما قالت مذيعة البرنامج –عن هذا الظهور بكنيسة السيدة العذراء مريم والملاك ميخائيل بالوراق ... ولأننى واثق من عدم حيادها فى هذا الموضوع وأى موضوع خاص بالنسبة للمسيحيين إلاأننى رغبت فى المتابعة ليتيقن قلبى ويتأكد عقلى من إحساسى سالف الذكر ...
و بدأت فى الموضوع الرئيسى للحلقة وهو ظهور أو إدعاء ظهور السيدة العذراء أو الحمام على قباب الكنيسة وكالعادة كان الحديث الموجه لإثبات أنها مجرد إدعاءات أو تهيؤات وأرجع ضيوفها الكرام أن السبب فى ذلك هو الحالة الأقتصادية والإجتماعية بالإضافة للحالة الدينية للشعب المصرى وشككوا بالتالى تاريخياً فى ظهور السيدة العذراء عام 1968 على قباب كنيستها بالزيتون والمتابع للبرنامج يلاحظ الأتى :
إن السيدة المذيعة كان حديثها وضيوفها الكرام موجهاً لنفى ظهورها عام 1968 ( لاحظ الحديث عن ظهورها فى شهر ديسمبر عام 2009 ) وهذا ما أكده ضيوفها الكرام والأسباب معروفة وواضحة للجميع لأن إثبات الظهور يدخل فى دائرة التبشير بالمسيحية وهذا غير مقبول فكراً وموضوعاً وأصحاب هذا الفكر كثرين وهذا البرنامج أحد الردود الإعلامية على قرار سويسرا
الخاص بالمآذن ( وليس المساجد ) ...
أنها اإستضافت كالعادة حينما تناقش مواضيع خاصة بالأقباط من لهم نفس التوجه الذى تريده فضيوفها الكرام أخذا يحللان أسباب هذه الظاهرة إجتماعياً وتاريخياً ودينياً وتوصلا إلى بطلان وإدعاء هذه
الظواهر ونفسياً إلى المصادقة الجماعية ...
تناست المذيعة أن الإعلام الجيد هو القائم على مناقشة مثل هذه الظواهر الغير طبيعية إستناداً للمراجع التاريخية ،فكيف تغفل المذيعة وضيوفها الكرام ما نشرته الجرائد ووكالات الأنباء العالمية عن ظهور وتجلى السيدة العذراء مريم فوق قباب كنيستها فى الزيتون فى الثانى من أبريل عام 1968 وإليها جزء مما نشرته الصحف الحكومية المصرية وعليها العودة إليها :
جريدة الأهرام الصادرة فى يومى 5 ، 7 / مايو عام 1968 جريدة الأخبار الصادرة يومى 5 ، 7،11 / مايو عام 1968
جريدة الجمهورية الصادرة يوم5 مايو1968
جريدة وطنى الصادرة يوم 5 / مايو / 1968
صحيفة ذى إيجبسيان جازيت فى نفس التاريخ
وكالات الأنباء العالمية – وكالة رويتر5 ، 6 ،7 ،8 ، / مايو /1968
الصحف اللبنانية - جريدة الأنوار ( 5 ،6 ،7 / مايو / 1968
- جريدة الدنيا ( 11 ،17 / مايو /1968
- صحيفة البيرق ( 4 ، 8 ، / مايو / 1968 )
- صحيفة الجريدة ( 6 / مايو 1968 )
1968 - صحيفة التلغراف (7/ مايو /
الصحف البريطانية ( الصنداى تليغراف ، صحف الجارديان )
الصحف الأمريكية ، الفرنسية ، الإ يطالية .. مثل هذه الصحف نشرت الظهور والمعجزات التى صاحبته فإن كانت المذيعة لم تولد بعد فهذا عذرها وإن كانت لاتقرأ مثل هذه الأخبار فندعوها وضيوفها للقراءة حتى تتحقق المصداقية لبرنامجها ، وأختم هذا الجزء بما نشرته الصحف المصرية تحت عنوان :
الرئيس جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية يشاهد ظهور السيدة العذراء مريم وأرسل جمال عبد الناصر إلى بطريركية الأقباط ألأرثوذوكس بعض المبعوثين ليتأكد من ظهور العذراء مريم , وجاء مبعوثيه يسألون البابا كيرلس السادس هل العذراء ظهرت ؟ فلم يجيبهم وعندما أصروا على الإجابة قال لهم : " أذهبوا وشوفوها بنفسكم "
فقرر الرئيس جمال عبد الناصر وهويدين بالإسلام الذهاب شخصياً لمشاهدة هذا الظهور الغريب ومعه عائلته وكان يصحبه حسين الشافعى سكرتير المجلس الإسلامى الأعلى .. وجلسوا فى شرفة منزل أحمد زيدان كبير تجار الفاكهة والذى كان منزله مواجه لكنيسة السيدة العذراء بالزيتون , وليلتها ظهرت السيدة العذراء، ورآها كل الحضور وتولت الحكومة تنظيم الحضور حول الكنيسة وجمع مبالغ نقدية وأعطت الحكومة الجراش المقابل إلى الكنيسة وبنيت فيه كاتدرائية كبيرة بأسم القديسة العذراء مريم .
إن التقرير الذى أعده البرنامج من خلال سؤال الأشخاص حول حقيقة الظهور وأنكروه بالطبع الإخوة المسلمين ( لكن هناك من أيدته إحدى الأخوات المسلمات بالتليفون ) قائلين أن هناك من أطلق النور وهناك من أطلق الحمام وبالتالى لم يروا شئ نافين بذلك الظهور ( وهذا هو هدف البرنامج ) فمن حق من إستضافتهم أن يقولوا ما يشاؤون ولكنها كمذيعة لديها رسالة إعلامية ألا تخطئ فى حق الشرطة فهى دون أن تدرى ألقت بالتقصير على الجهات الأمنية لأنها لم تمسك للأن من وراء هذه الأنوار ولا من أطلق الحمام وهذا بالفعل ماحدث عام 1968 ولها أن تراجع الصحف وهذه دعوة ثانية للقراءة حيث ذكرت الصحف (وكررت الحكومة ما فعله عمال الجراش لأن الحكومة خشت أن يكون فى الأمر خدعة فسلطوا أضواء كاشفة على الكنيسة فإزدادت هيئة العذراء نورانبة , وقامت الهيئة العامة للكهرباء بقطع الكهرباء عن منطقة الزيتزن التى بها الكنيسة وما حولها وقامت الشرطة بفحص المنطقة المحيطة فحصاً دقيقاً فى دائرة قطرها 24 كيلومترا وهدفهم الكشف عن أى نوع من أنواع الحيل الخداعية التى ربما تكون مصدر هذه الأضواء الغريبة والإشعاعات , وكانت النتيجة أن السلطات عجزت عن تفسير هذه الظاهرة الغريبة بالنسبة إلى المسلمين وظلت العذراء تظهر ببهاء عجيب ظهورات متكررة تصل إلى عدة ساعات فى الليلة الواحدة ).
كما أنها لم تخبرنا عن السبب فى إختيار الخادعين لهذا المكان بالتحديد ؟! والعجيب أن هناك قصصاً لم يرويها سوى شخصان ويصدقها الملايين ولم يوجد من يؤيدها ؟! وأخيراً لا أجد ما أنهى به مقالى هذا سوى القصة التى رواها الرب يسوع عن الغنى ولعازر كما رواها القديس لوقا الأنجيلى " كان إنسان غنى وكان يلبس الأرجوان والبز وهو يتنعم كل يوم مترفاً .وكان مسكين أسمه لعازر ، الذى طرح عند بابه مضروباً بالقروح ، ويشتهى أن يشبع من الفتات الساقط من مائدة الغنى ، بل كانت الكلاب تأتى وتلحس قروحه . فمات المسكين وحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم . ومات الغنى أيضاً ودفن ، فرفع عينيه فى الجحيم وهو فىالعذاب، ورأى إبراهيم من بعيد ولعازر فى حضنه ، فنادى وقال : يا أبى إبراهيم ، أرحمنى ، وأرسل لعازر ليبل طرف إصبعه بماء ويبرد لسانى ، لأنى معذب فى هذا اللهيب . فقال إبراهيم : يا أبنى ، اذكر آنك آستوفيت خيراتك فى حياتك ، وكذلك لعازر البلايا . والآن هو يتعزى وأنت تتعذب . وفوق هذا كله ، بيننا وبينكم هوة عظيمة قد أثبتت ، حتى ان الذين يريدون العبور من ههنا اليكم لايقدرون ، ولا الذين من هناك يجتازون إلينا. فقال : أسألك إذا ، يا أبت ، أن ترسله إلى بيت أبى
، لأن لى خمسة إخوة ، حتى يشهد لهم لكيلا يأتوا هم أيضا إلى موضع العذاب هذا . قال له إبراهيم : عندهم موسى والأنبياء ، ليستمعوا منهم ز فقال : لا ، يا أبى إبراهيم ، بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون . فقال له : إن كانوا لايسمعون من موسى والأنبياء ، ولا إن قام واحد من الأموات يصدقون " لو16 :19 -31