بقلم سوسن ابراهيم عبد السيد 
 
 
حادث يضاف الى سلسلة حوادث اضطهاد الاقباط فى مصر ..ذلك هو ما حدث ليلة الاحد الماضى الموافق 19 اكتوبر عام 2013 ..بكنيسة السيدة العذراء بالوراق..حيث قام مثلمون يستلقان دراجة بخارية باطلاق نار عشوائى على مجموعة من المسيحيين كانوا بصدد حضور حفل زفاف بالكنيسة..و نتج عن الحادث
 
استشهاد اربعة افراد ..و اكثر من اربعة عشر فردا ..تتراوح حالتهم بين اصابات خطيرة و اصابات متوسطة ..ثم يلى ذلك عدة بيانات شجب و ادانة من الحكومة ..و من الازهر...و من الطوائف الاخرى...و برامج عديدة تتحدث عن الموضوع بأسى تارة ..و بتحميل هؤلاء او أخرون تبعات الحدث ...مع عرض بعض
 
الافلام التى تتحدث عن الوحدة الوطنية ...و ينتهى المشهد بعد تقبيل اللحى ...بالنسيان ...فهل تم القاء القبض على احد؟..هل تمت ادانة احد؟...هل سيعاقب الجناة؟..هل للدم المسيحى ثمن فى هذا الوطن؟أشك.
 
يلح على السؤال فى كل مرة منذ 30-6 و الى وقتنا هذا..كم يكفيكم من خراب و دماء و حرق دور عبادة لكى تشعروا بالاكتفاء ؟الى متى سيظل رد الفعل فى كل مرة بعد اى  حادث ارهابى هو مجرد المواساة و تقديم خالص التعازيات لا أكثر؟
 
لن اعتاب و اقول انه منذ بداية الحوادث و ايجاد التبريرات الواهية لها تارة بالصاق تهمة المرض العقلى للجناة ..و تارة اخرى بالتعتيم على الجناة ..و تارة بادعاء انها صناعة امنية  كان هو السبب الى ما وصلنا اليه ...فالامر لا يقتصر فقط على غسل الايدى و اعلان البراءة ..ارضاءا للرأى العام او لخديعته ..لا فرق ..فالمرض اصبح ينخر الى النخاع ..و ان لم تتم معالجته الان ..و ليس غدا ..فشكرا ..نحن لا نريد مواساتكم و لا تعاطفكم..فلقد اكتفينا..
 
طالما لازلتم مصرون على الكيل بمكيالين فى معالجة الامور ..فلن نرى اية نتيجة مغايرة عما حدث فى السابق..
نعم تحملنا بعد 30-6 ان تحرق و تدمر اكثر من تسعين دور عبادة و مبانى ملحقة بها و لم يتحرك احد حتى يومنا هذا لترميم مبنا واحدا..دمرت متاجر للاقباط و نهبت مدخراتهم و تأذوا فى ارزاقهم ...و لم يعوضوا بل على العكس فحتى يومنا هذا نسمع يوميا عن حالات خطف لاقباط فى الصعيد بغية طلب فدية و لم يتم القبض على خاطف واحد من هؤلاء.و ان كنا صمتنا على دمارالمبانى و قدمناها بخورا فداء للوطن ووطنيتنا ..فالمبانى تعوض و لكن ارواح البشر لا تعوض ..
صمتنا على اهانات كثيرة فى الماضى ..و معاملة متدنية و كأننا مواطنون درجة عاشرة..لا يحق لنا المطالبة بأية حقوق سواء فى مناصب او فى برلمان ..او فى مراكز سيادية ..عشقا و حبا فى تراب هذا الوطن ..و لكن الى متى ؟
 
خطورة ما حدث يكمن فى استغلاله حاليا من قبل بعض العملاء الذين سيوظفون ما حدث لاثارة غضب الشباب القبطى و تبكيتهم على مساندة و تفويض الجيش ..لتحقيق مصالحهم الدنيئة ..مثلما حدث تماما ابان وكسة 25 خساير ..حينما تم استغلال نفس الشباب و ايهامهم بسطوة و جبروت الدولة البوليسية و شحنهم
 
للنزول الى الميادين ..و بعد ذلك نفضوا غبار ارجلهم عن اقرب صديق لهم مسيحى كان مساندا لهم فى الميدان و ارتموا فى احضان الاخوان المسلمين ..اليوم يتكرر نفس المشهد فحذارى...فالعملاء كثر ..و تمويلهم يجرى على قدم و ساق ..عملاء تركوا الوطن فى احلك ظروفه و هربوا خارجا ..مدعين رهافة احاسيسهم التى لا تحتمل فض اعتصام ارهابى..و عملاء اخرون يعيش احدهم فى امريكا بعد طرده من وظيفته بسبب جريمة اخلاله بشرف المهنة .. يوظف صفحاته عبر مواقع التواصل الاجتماعى "الفيس بوك "و غيره لبث سمومه و كراهيته لهذا الوطن و لسيادة الفريق اول عبد الفتاح السيسى شخصيا..
 
رسالتى الى القائمين على شئون هذه البلاد...شكرا لتعازيكم و لكننا اكتفينا ...فأما ان تعملوا دولة سيادة القانون على الجميع دون استثناء ..و تطبقوا احكام القانون بغض النظر عن ديانة المجنى عليهم و الجناة..و اما ترحلوا..
 
رسالتى الى سيادة الفريق اول عبد الفتاح السيسى...اقولها صادقة ..لقد احبك المسيحيون ..و فوضوك لمحاربة الارهاب..و نحن غير نادمون ...فلا تخذلنا و حذارى ثم حذارى ذم حذارى من بقايا الطابور الخامس ..القابع  بعض منهم فى مكاتب سيادية و يطالبوننا بالتصالح مع الارهابيين...لا تصالح مع الارهاب..فان كنت بدأت مشوارك فى القضاء عليه..و ان كنت تثق فى دعمنا لمجهودك ..فنحن ايضا نثق ان لديك حلولا اخرى...و سنساندك للنهاية.