بقلم / شفيق بطرس
يُذكرني اقتراب أول أبريل بما نسمعه عن كذبة أبريل أو (APRIL FOOL) كما يطلقون عليها في الغرب، ويُقال أن هذه العادة قد بدأت في فرنسا بعد أن حدثت لخبطة عند الفرنسيين عندما بدأ شارل الأول سنة 1564 العمل بالتقويم الجديد بتغيير رأس السنة والتي بدأها من أول يناير بعد أن كانت لوقتها يحتفلون بها أول أبريل، وعندما تغير الاحتفال كان الفرنسيون يستمرون حسب ما قد تعودوا الاحتفال برأس السنة من ليلة 31 مارس ويتبادلون الهدايا.
ويبدأ العام الجديد في أول أبريل ولكنه أصبح احتفالاً كاذباً لأن رأس السنة قد أصبحت منذ أن غيّرها الملك شارل الأول في 1564 في ليلة 31 ديسمبر ويصبح أول يناير هو أول أيام العام، وأصبح أول أبريل يمثلونه بالكاذب ومنذ ذلك الحين انتشرت المُزاحات والنكات الكاذبة بين الناس للدعابة والمرح في كل أنحاء العالم ماعدا أسبانيا لأن أول أبريل هو عيد قومي وأظنه يوم انتهاء الاحتلال العربي الإسلامي لأسبانيا، وكذلك ألمانيا لأنه يوم ميلاد بسمارك الزعيم الألماني المشهور فلا يريدون أن يجعلوه يوماً للدعابة وتبادل الأخبار الكاذبة لتكريمهم لليوم.
ويرى آخرون إن هناك علاقة قوية بين الكذب في أول أبريل وبين عيد "هولي" المعروف في الهند والذي يحتفل به الهندوس في 31 مارس من كل عام، وفيه يقوم بعض البسطاء بمهام كاذبة لمجرد اللهو والدعاية ولا يكشف عن حقيقة أكاذيبهم هذه إلا مساء اليوم الأول من أبريل وربما من هنا قد عرفنا في مصر أن كل مَن يحاول أو يخدعنا ويكذب علينا بحيلة ذكية... نتناصح ونقو له (هو أنا هندي؟؟)، ربما يكون هذا الحدث وراء هذه المقولة المشهورة بمصر.
تذكرت هذا كله وتذكرت معها أول (APRIL FOOL) في بلاد العم سام عندما حل علينا أول أبريل وكنت لا أعلم أن نيويورك ستكون في أول أبريل بهذه البرودة القاسية، ولأنه كان العام الأول لي بأمريكا (أول أبريل) لي ببلاد العم سام، اتصل بي أحد الأصدقاء وبلغني بأن الجو اليوم دافئ والشمس ساطعة وسيكون احتفال للأطفال بمقر الهيئة القبطية، فعلاً صعيدي بجى وصدقت على طول مع أن الذي بلغني أكثر صعيدية مني بمعنى إنه من الصعيد الجواني جوي جوي يعنى من أخر خط الصعيد مجبل. ولكنه ضحك على صعيدي من منتصف الصعيد زي حالاتي.
المهم أخذت العيال وأمهم ونزلنا بجواكت خفيفة للذهاب للاحتفال.. وأول ما قابلناه بالخارج كان الصقيع والهواء البارد جداً وطبعاً لم نشعر به لأن الشمس فعلاً كانت ساطعة من خلف زجاج النوافذ وتغري بتصديق كلام الصعيدي الذي بلغني بخبر الحفلة، رجعنا بسرعة للمنزل ولبسنا بلاطي وجوانتيات وطواقي للحماية من البرد خارج المنزل، وذهبنا لمقر الهيئة القبطية ووجدت هناك أحد الأحباء وزوجته الفاضلة رحبوا بنا وقالوا أهلاً أهلاً بالصعايدة ولم تكن وقتها مسرحية الصعايدة وصلوا قد عرفناها.
وانضممنا لباقي المخدوعين من ضحايا كذبة أبريل وذاد عدد الزوار، لكن لا يفوت الأطفال أي فرصة إلا ويبدأون بالمرح واللعب وأخذنا وقتاً رائعاً معهم وبعدها صممنا على الانتقام من صعيدي أخر الخط وقلت لازم نردهاله.
اتصلنا به تليفونياً وتعمدنا أن يسمع صيحات الأطفال وضحكات الجالسين، ضحك وقال كل سنة وأنتم طيبين وتعيشوا لكل سنة النهاردة (أبريل فوول) قلت له لا أبريل فوول ولا طعمية يلا أنت بقى تعالى مع عيالك وشاركنا ولأنك عملت فينا كدة لازم نغرمكم وجبات سندوتشات للأطفال وكيك أو دونتس فقال ماشي.
وبسرعة رجعنا لبيوتنا وذهب الصعيدي لمقر الهيئة بعد أن بلع طعم كدبة أبريل محملاً حسب كرم الصعايدة بكنتاكي فراى اتشيكين للأطفال لأنه كان الصيام الكبير وقتها وسندوتشات فول وطعمية للكبار، وطبعاً لم يجد أحداً بانتظاره وردينا الخدعة وخدنا بتارنا لأننا كلنا كنا صعايدة ولا نفوت التار.
حاول صديقنا أن نتجمع بمكان فقلنا له كل أبريل وأنت طيب يلا بقى ادبس في السنوتشات والفراخ عشان تحرم تخدع الصعايدة جرايبك وتقول أبريل فوول، طب يا أخي خليها تيجي من واحد بحراوي يضحك علينا ويخدعنا بالفوله دي لكن تيجي منك وأنت صعيدي أكتر من الكل؟ ماتجيش يا بوى دة إحنا في نفس (الجفص) مع بعض وبيضحكوا علينا البحاروه والمصاروه وبيقولوا علينا نفس النكت زي بعض سواء كنا أول الخط ولا أخره في الصعيد الدواني وإحنا (دافنينه سوا) مش كده ولا إيه.