بقلم: حكمت حنا
أصبح موقع الأقباط متحدون -بما لا يدع مجالاً للشك- من أكثر المواقع تأثيرًا في الوسط الإعلامي المصري، وأوجد صدى لدى الغالبية العظمى من المسؤلين والجهات الأمنية والجماعات المتشددة بفضل الموضوعات التي يتناولها بمصداقية وبتغطية شاملة للحدث مع رصده فور وقوعه، لا سيما الأحداث الطائفية من الاستيلاء على ممتلكات الأقباط وتدميرها واختفاء الفتيات القاصرات وحركات الأسلمة المنظمة على يد الجماعات المتشددة، وغيرها من القضايا التي أحدثت تاثيرًا ملموسًا في نفوس القراء وأحاطتهم وعيًا بما يحدث في بلدهم وأحدثت قلقًا لدى الجهات الأمنية والجماعات المتشددة، لدرجة جعلتهم لا يحتملوا وجود مثل هذا النوع من الإعلام الكاشف لحقيقتهم، حتى وصل الأمر للتعبير عن موقفهم الغاضب من قوة وجرأة موقعنا في عرض جرائم وفساد المجتمع المصري الذي اشتم كل من يعيش فيه وتحديدًا الأقباط عفن رائحته من كثرة تجاوزاته.
فقد تلقيت رسالة تهديد منذ يومين نصها (نقسم بالله الذي لا الله الا هو أنكِ لو كتبتِ عن الجوهري مرة أخرى ستموتين معه، عودي إلى رشدك حتى لا يتأذى أهلك).
ومنذ عدة أشهر قليلة كان هناك هاكرز سعودي هاجم موقعنا لتعطيله عن مسيرته الكاشفة لحالة التمييز والاضطهاد التي يعاني منها الأقباط، لكن لم يستمر الأمر حتى رجع الموقع بكل شموخه بل وأكثر جرأة أمام الهجوم الوهابي بأفكاره الرجعية المظلمة التي لم تحتمل استنارة الأفكار التقدمية وتعرية العقول السلفية.
وعلى قدر ما كان يهدف إليه باعث الرسالة من تخويف لعدم استكمال النشر في قضايا المتنصرين، على قدر ما تصورت مدى القلق الذي يعيشه هؤلاء عند قيامنا بنشر مثل هذه القضايا، لدرجة جعلت أعصابهم لا تحتمل، حتى عبروا عن غضبهم برسالة جعلتني أقدر قيمة الموقع الذي أنتمي له لرصده قضايا مثيرة تخشى وسائل الإعلام الأخرى الاقتراب منها حتى المعارضة، لئلا تكشف الجانب الآخر من نمو حركات التنوير الفكري في ظل سيطرة الفكر الرجعي الذي جعل المجتمع يتنفس دين بشكل خاطئ وإقحام الدين في كل شؤونه.
وسنواصل رصد العديد من القضايا سواء المتعلقة بأسلمة الفتيات القاصرات أو عرض الظلم والاضطهاد الذي يعانيه المسيحيين الأقباط في مصر، والدفاع عن حق الآخرين في الحياة والتعبير عن معتقداتهم سواء كانوا بهائيين أو قرآنيين أو عائدين أو متنصرين أو ضحايا حرية الفكر والإبداع، ليس سوى أنهم أفراد لهم حق الحياة في مجتمع حرمهم عنوة من ممارسة معتقداتهم التي يؤمنوا بها لسيطرة أفكار خاطئة طالما تؤمن بها الأغلبية.
فموقع الأقباط متحدون له باع طويل ورصيد كبير في مثل هذه القضايا وغيرها من قضايا الفساد المجتمعي، ومزيدا من النجاح ليزيد قلق وغضب المتشددين الرجعيين وأصحاب الأفكار الوهابية والجهات الأمنية.