بقلم شكري بسطوروس – لوس انجيلوس
إلى شهداء كنيسة الوراق الاربع كاميليا حلمى عطية (55 سنة) وسمير فهمى عازر (40 سنة) والطفلتين مريم نبيل فهمي (12 سنة) ومريم اشرف (8 سنين) وايضاً من قد يضاف إلى قائمة المجد الابدي من المصابين – لو سمح الله:
طوباكم بنوالكم هذا الشرف والمجد العظيمين. لقد انتقلتم من حضور فرح ارضي مؤقت إلى فرح سماوي ابدى.هنيئاً لكم بالمجد الابدى والتمتع الدائم بالحضرة الالهية. صلوا لأجلنا.
إلى اسر شهداء كنيسة الوراق:
ربنا يعزي قلوبكم بروحه القدوس ويدبر حياتكم في مصابكم الاليم، "ولكن الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون، بل سيجعل مع التجربة أيضا المنفذ، لتستطيعوا أن تحتملوا." (كورنثوس الاولى 10: 13) و "طوبى للرجل الذي يحتمل التجربة، لأنه إذا تزكى ينال «إكليل الحياة» الذي وعد به الرب للذين يحبونه." (يعقوب 1: 12)
إلى مصابي كنيسة الوراق الـثماني عشرة - الذين لم استطع معرفة جميع اسمائهم وانواع اصاباتهم لكن الله يعرفهم ويعرفها - ومنهم راضى حنا ابادير (عدة طلقات فى المعدة) ونبيل فهيم (طلقة خارقة للساق) وهدى فهمى (طلقة نافذة فى الفخد وطلقة فى الحوض) وابانوب مجدى (طلقة فى الرقبة) رامى سمير (طلقة في القدم) وهويدا رفعت ونبيلة فهمى عازر ومارينا ماجد جورج وفلوبتير اشرف (4 سنين - طلق في البطن ) ونرمين مجدي وفرحة فهمي عازر وكذلك إلى ذويهم: الرب يمد يديه عليكم بالشفاء العاجل جسداً ونفساً وروحاً. طوبى لكم لأنكم اشتركتم مع السيد المسيح في آلامه. نشعر بالامكم ونقدر ما تعانونه من ضيقات تعرضتم لها على يد جبناء باسم الدين لا لشيء سوى انك تحملون اسم السيد المسيح. "أيها الأحباء، لا تستغربوا البلوى المحرقة التي بينكم حادثة، لأجل امتحانكم، كأنه أصابكم أمر غريب، بل كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضا مبتهجين." (بطرس الاولى 4: 12، 13) "إن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضا معه." (رومية 8: 17)
إلى الفريق اول عبد الفتاح السيسي:
في 26 يوليو 2013 فوضك ملايين المصريين لمحاربة الارهاب كما طلبت، ولكنهم لم يفوضوك لترك اقباط مصر يقتلون ويخطفون على الهوية الدينية في جرائم يومية اخرها الهجوم المسلح على اقباط عزل في كنيسة الوراق اثناء حضورهم صلوات اكليل زفاف حيث تحول الفرح إلى مأتم باستشهاد 4 واصابة 18 اغلبهم من النساء والاطفال. ألا تصلك اخبار خطف الاقباط اليومية؟ بالمناسبة لماذا لم يشرع الجيش في بناء اي من الكنائس او الجمعيات والملاجئ والمدارس القبطية - كما وعدت - بعد أن حرقها الاخوان ومن على شاكلتهم؟ لعل المانع خيراً؟ هل صحيح ما يقوله البعض أن السبب هو انك تخشى على شعبيتك؟
إلى رئيس وزراء مصر د. الببلاوي ذي القرارات المرتعشة:
ألم يحن الوقت لتقديم استقالة حكومتك الضعيفة المذعورة والعودة إلى بيوتكم بعد جريمة كنيسة الوراق؟ او اقل الايمان إقالة وزير الداخلية الاخواني محمد ابراهيم بعد سلاسل الجرائم المنظمة لقتل وخطف الاقباط ونهبهم؟ وان رفضتم الاستقالة كعادة المسئولين في مصر، فمتى ستجرؤون على تنظيف الصعيد وخصوصاً المنيا من القيادات الاخوانية المتنفذة في اجهزة الدولة السيادية هناك؟ هل تدري انه في اقل من شهر وقعت 13 حالة خطف اقباط في المنيا وحدها، كان اخرها – وقت كتابة هذا المقال - خطف د. نادي يسي طانيوس 57 سنة مدير مستشفي الحميات ديرمواس ومقيم في ملوي وطُلب فدية مليون جنيه. وايضاً خطف الطالبة بالصف الثالث الإعدادي (مريم س. ش.) من ابو قرقاص أثناء استقلالها سيارة أجرة ربع نقل برفقة أفراد من أسرتها في الطريق العام؟ أم انها خطتكم لإفقار الاقباط وإلهائهم عن المطالبة بنصوص تضمن حقوق المواطنة في الدستور الجديد، فضلا عن تحسين صورتكم امام العالم بإبلاغه رسالة عملية بأن الاخوان ارهابيون؟
إلى السيد عمر موسي وباقي اعضاء لجنة الخمسين لصياغة الدستور:
هل لجنة العشرة التي صاغت الدستور الذي تراجعونه الآن كانت اكثر شجاعة وحكمة وحصافة من لجنتكم؟ هل كانت رؤية العشرة اوسع واشمل من رؤية الخمسين خصوصاً فيما يتعلق بمواد مقومات الدولة؟ لماذا الردة عن الدولة المدنية والابقاء إلى الدولة الدينية؟ لماذا الميوعة فيما يتعلق بقيام احزاب على اساس ديني؟ لماذا القبول بضغوط السلفيين فيما يتعلق بالمادة 219 من الدستور القديم والتي وصفها د. محمد منير مجاهد بانها تقرر "فقه منحط" لعنصريتها الفجة؟ بل ان المادة الثالثة والتي نصها "مبادئ شرائع المصريين من المسيحيين واليهود المصدر الرئيسي للتشريعات المنظِّمة لأحوالهم الشخصية، وشؤونهم الدينية، واختيار قياداتهم الروحية." تكرس الدولة الدينية ايضاً وتطيح بالدولة المدنية التي تقوم على المواطنة لأنها تربط هذه الحقوق بالدين وليس بالمواطنة. وكان الصحيح استبدال "من المسيحيين واليهود" بـ "من غير المسلمين". بل أن المادة بنصها الحالي تجعل من المسيحيين واليهود ذميين بحسب الفقة الاسلامي الذي يسمح بحقوق دينية مقيدة ومحدودة للمسيحيين واليهود فقط دون غيرهما كما يتضح من نص المادة، فهي مادة تمييزية ضد من لا ينتمي للاسلام بصفة عامة. اي تكرس فقه الذمية العنصرى بالمخالفة لكل معاهدات حقوق الانسان مهدرة حقوق المواطنة التي تساوي بين ابناء الشعب الواحد طالما ولدوا على ارضه وحملوا جنسيته.
بل اننا نرفض ايضاً المادة المعروفة بالثانية من الدستور والتي تنص على ان " الاسلام دين الدولة..." لأن نصها عنصري يحرم المصري غير المسلم من جنسيته! هذا لأن الدولة تُعّرف علمياً بأنها "مجموعة من الافراد يمارسون نشاطهم على إقليم جغرافي محدد ويخضعون لنظام سياسي معين يتولى شؤون الدولة، وتشرف الدولة على انشطة سياسية واقتصادية واجتماعية تهدف إلى تقدمها وازدهارها وتحسين مستوى حياة الافراد فيها." اي ان الدولة - بلغة اكثر سهولة - هي "شعب مستقر في إقليم معين، وخاضع لسلطة سياسية معينة". إذن أركان الدولة هي: شعب + ارض (اقليم) + سلطة (حكومة). فإذا كان دين الدولة الاسلام بحسب المادة الثانية فهذا يعني ان الشعب والأرض والحكومة كلهم مسلمين! وبناء عليه يصبح غير المسلم غير مصري فهو لا ينتمي لا للشعب ولا للارض ولا للسلطة! وبالتالي ما هو التوصيف الدستوري والقانوني لـ 15 مليون مسيحي على الاقل يعيشون على ارض مصر اباً عن جد منذ آلاف السنين يا لجنة الحكماء؟ ما هي جنسية مسيحيِّ مصر بناء على دستور الخيبة هذا؟ ان هذه المادة تجعل انتماء غير المسلم للدولة معدوماً، وبالتالي ولائه. اي بناء على هذا المادة يتحول غير المسلمين إلى رعايا لا مواطنين وتصبح حقوق من لا يدين بالاسلام منقوصه ما لم تكن معدومة!
كان المنتظر من لجنة "الحكماء" الخمسين الدفع بصياغة نص دستوري يعطي تمييزاً ايجابياً للمرأة والاقباط في كافة مؤسسات الدولة خصوصاً البرلمان وتشكيل الوزارة والوظائف القيادية والحساسة - لفترة محددة - بهدف تحقيق العدالة السياسية والاجتماعية دعماً لدولة مدنية حديثة. فهذا النظام مطبق في كثير من بلدان العالم بهدف نشر المساواة الاجتماعية من خلال المعاملة التفضيلية للمهمشين والمضطهدين سواء بسبب الدين او الجنس او العرق او اللون. فتاريخياً وعالمياً، دعمت دول كثيرة مثل امريكا والهند والبرازيل والاردن واسرائيل التمييز الإيجابي لتحقيق عدد من الأهداف العملية كإثراء قيادات الدولة بطيف واسع من المجتمع، وتجسير عدم التكافؤ في التوظيف، وزيادة انتشار التعليم. هذا إذا كانت النية تتجه لدستور مدني، فتاريخياً ايضاً كانت الدولة الاسلامية في كافة عصورها تنتقص من حقوق المرأة وغير المسلمين.
إلى اقباط امريكا والمهجر وخصوصاً نشطائهم:
اين انتم مما يحدث في مصر؟ اين اصواتكم واموالكم لدعم اخوتكم هناك؟ اين جهودكم من اجل وقف ما يتعرض له الاقباط من عنف مسلح يومي؟ اين نشاطكم من اجل صياغة دستور مدني؟ اين اتصالاتكم بصانع القرار الامريكي لإعلامه بحقيقة الاخوان المسلمين كجماعة ارهابية؟ اين دوركم لمنع عودة نظام مبارك مرة اخرى والذي يتبلور في الافق؟ في أقل من 3 سنوات قامت ثورتان في مصر وعُزل رئيسان للجمهورية والقيا في السجن. شارك الاقباط في كلا الثورتين بشجاعة وكثافة ورغم ذلك زاد تهميشهم من قبل الدولة وزادت الاعتداءات عليهم كماً ونوعاً وحدة من الاسلاميين والبلطحية وسط تواطئ امني وسياسي فاضحين. فماذا نحن فاعلون كاقباط في المهجر تجاه كل هذا؟ فلنتواصل بهذا الخصوص.