مجدى نجيب وهبة
** نحن لا نتعلم .. ولن نتعلم من الماضى أو من الدروس السابقة .. فالمخطط هو هو ، وسيناريو إسقاط مصر يسير كما خطط له .. والبداية هى نفس البداية التى أعقبت نكسة 25 يناير التى كان مخطط لها ، بنفس النداءات ونفس العبارات التى إستخدمها الإخوان .. ومن يدعون أنهم ثوار .. ومن أطلقوا على
أنفسهم أحزاب ، وكل هذه الأشياء خرجت برابطة المعلم \"أوباما\" ، وعلى رأسهم مجالس حقوق الإنسان ، ومنتديات الحريات ، وما أطلقوا عليه المجتمع المدنى .. كل هذه الفقاعات خرجت من المجارى والبالوعات ، مثلها مثل الصراصير والقوارض .. قادتهم جماعة الإخوان وعصابتهم بالداخل ، وقادهم
أنفسهم أحزاب ، وكل هذه الأشياء خرجت برابطة المعلم \"أوباما\" ، وعلى رأسهم مجالس حقوق الإنسان ، ومنتديات الحريات ، وما أطلقوا عليه المجتمع المدنى .. كل هذه الفقاعات خرجت من المجارى والبالوعات ، مثلها مثل الصراصير والقوارض .. قادتهم جماعة الإخوان وعصابتهم بالداخل ، وقادهم
أوباما وعصابته من الخارج .. وإنتهى الموقف بالقضاء على كل هذه العصابات بثورة 30 يونيو العظيمة .. ** كانت شعارات هذه الصراصير بعد تنحى مبارك هى سرعة إجراء الإنتخابات البرلمانية ، وقالوا \"حتى يكون لدينا برلمان يعبر عن الشعب\" .. ولم تكن هناك أى أحزاب بعد سقوط الحزب الوطنى ، ولم يكن الشعب ينتبه لذلك ، بل وافق الجميع على إجراء الإنتخابات المبكرة قبل الإستفتاء على الدستور أو قبل الإنتخابات الرئاسية .. ** لم يكن إلا فصيل واحد فى مصر ، يستطيع أن يقود الناخب ويمول اللجان ويقدم الرشاوى ، ويرفع الشعارات البراقة ، ويكذب على الجميع .. كان هذا الفصيل هو الإخوان
المسلمين ، والجماعات السلفية وميليشياتهم .. ثم إنبثق عنهم حزب النور والعديد من الأحزاب الدينية التابعة لمكتب الإرشاد ، أو بالأصح الموالين لدولة الإخوان والمضلل العام ، المرشد الحالى \"محمد بديع\" .. ** قال الإخوان \"سنكون مشاركين لا مغالبين\" .. قال الإخوان \"نحن لا نسعى إلا للحصول على 20
المسلمين ، والجماعات السلفية وميليشياتهم .. ثم إنبثق عنهم حزب النور والعديد من الأحزاب الدينية التابعة لمكتب الإرشاد ، أو بالأصح الموالين لدولة الإخوان والمضلل العام ، المرشد الحالى \"محمد بديع\" .. ** قال الإخوان \"سنكون مشاركين لا مغالبين\" .. قال الإخوان \"نحن لا نسعى إلا للحصول على 20
% من مقاعد البرلمان\" .. قال الإخوان \"لن نرشح من بيننا أى عضو داخل الجماعة لمنصب رئيس الجمهورية ، ولا لأى منصب وزارى\" .. وصدقهم البلهاء وبعض البسطاء .. وفوجئ الشعب بالإخوان يحصدون كل مقاعد البرلمان ، وعين سعد الكتاتنى رئيس لمجلس قندهار \"مجلس الشعب سابقا\" ، ولكم إعادة مشاهد أعضاء هذا البرلمان الذى رفض نصفهم أداء القسم ، أو تحية العلم .. ومن إضطر لذلك ، فهو لم يكن من جراء إيمانه بالوطن ، ولكنه من باب جبر الخواطر ..
** كان مشهد البرلمان هو أسوأ مشهد شهدته مصر منذ بداية أول برلمان .. مشهد إمتلأ بالسواد والوجوه الكئيبة التى كانت لا تحلم أن تسير بجوار سور مجلس الشعب ، وما حدث فى مجلس الشعب تكرر حدوثه فى مجلس الشورى .. وبدأنا نرى ونشاهد ونسمع سيرك من الجماعات الإرهابية
داخل قبة البرلمان ، ثم نجدهم يهرولون بعد ذلك إلى الفضائيات .. حتى إنتهى المطاف بالحكم التاريخى الصادر من محكمة القضاء الإدارى بمجلس الدولة بحل هذا المجلس .. وإعتباره كأنه لم يكن ..
** تنفست مصر الصعداء .. فقد أسقط هذا الكابوس المخيف والجاسم فوق صدورنا .. بعض أعضاء البرلمان المنحل لم يصدقوا أنفسهم فقرر بعضهم الدخول عنوة فى قاعة مجلس الشعب ، وإجراء الجلسات والضرب بعرض الحائط على قرارات المحكمة والبعض حاول تسلق أسوار مجلس الشعب عندما أغلق الأمن أبوابه ، وقرر البعض عقد الجلسات بالتحرير فى الهواء الطلق ، وظلت حالة الجنان التى أصابت الإخوان تزداد حدتها وهم لا يصدقون أنهم خارج البرلمان ..
** ثم بدأت التحرشات بالمجلس العسكرى وإفتعال الأزمات ، ولا تنسوا الأزمة التى إشتعلت فى شارع مجلس الوزراء ، وحرق المجمع العلمى .. ثم إشتعال أزمات مع وزارة الداخلية والتى عرفت بأحداث محمد محمود قبل حل البرلمان ، وبعد حل البرلمان .. ثم أحداث ماسبيرو .. ثم أحداث النادى المصرى ببورسعيد .. وفى كل هذه الأزمات المفتعلة والمدبرة من قبل الإخوان ، وعناصر 6 إبريل التخريبية ، والإشتراكيين الثوريين ، وبعض الأحزاب الكارتونية الهشة مثل حركة كفاية ، والوطنية للتغيير ، وحزب الغد ، وحزب الوفد ، وجبهة الخراب التى تكونت فيما بعد .. كل هؤلاء خرجوا يطالبون المجلس العسكرى بتسليم السلطة للرئيس المصرى المنتخب القادم .. ولم يكن أمام الإخوان بعد أن فقدوا مجلس الشعب ، إلا أن يحافظوا على مجلس الشورى الذى بدأ يبدو كالطفل اللقيط ..
** كان كل ذلك يتم بجانب المؤامرة القذرة التى تدبرها أمريكا لإسقاط مصر .. فلم يكن أمام الإخوان إلا الإنتخابات الرئاسية المدعمة من أمريكا وأوربا وقطر ، وكان الشعب المصرى أخر من يعلم .. وإستبعد الشاطر ودفع الإخوان بمحمد مرسى الإستبن .. ورغم كل التزوير الذى شارك فيه العديد إلا أن الشعب المصرى قال كلمته ، وإنتخب الفريق أحمد شفيق ، الذى حاول الكثيرين إقصاءه .. وقبل إعلان النتيجة بلحظات تم إستبدال الفائز بالمهزوم حسب ما وردت التعليمات الأمريكية ، وزعموا أن هذا الخيار هو لمصلحة الشعب المصرى حتى يهدأ الشارع .. وأعلنت اللجنة العليا للإنتخابات النتيجة بفوز محمد مرسى العياط رئيسا لمصر ، رغم أنهم كانوا يعلمون بأنها نتيجة مزورة .. وحاول مرسى العياط إعادة البرلمان المنحل .. ولكن المحكمة تصدت له ، فوعدهم بإجراء إنتخابات فى أسرع وقت ، لعودتهم إلى البرلمان ، وأصدر فرمانات وقرارات دستورية مكملة بتحصين كل قراراته ضد الطعن عليها ، وتحصين مجلس الشورى ، وتحصين عمل لجنة وضع الدستور .. وإنتهى به المطاف بثورة عارمة فى 30 يونيو ، وتم الإطاحة به فى 3 يوليو ..
** هذا هو السيناريو .. بل أننا نتذكر أن محمد مرسى العياط قام بتفكيك كل مفاصل الدولة وأخونتها ، وتدمير السياسة الخارجية ، وبيع أراضى الوطن ، وتدمير الإقتصاد ، وتهريب السلع الغذائية ، والمواد البترولية ، والتشجيع على حفر الأنفاق ، ودعم الحركات الإرهابية لقتل ضباط وجنود الجيش المصرى والشرطة .. وهكذا أغلق هذا السيناريو بوضع المرشد العام ومحمد مرسى وعصابته فى السجون المصرية ومحاكمتهم التى قد تصل إلى الإعدام ..
** أزعج هذا السيناريو وثورة 30 يونيو أمريكا وحلفاءها بعد أن أسقطت المخطط الأمريكى الصهيونى القطرى التركى .. فهل سيستسلم هؤلاء .. هل ستتنازل العاهرة أمريكا عن تفنيذ مخططها لتدمير منطقة الشرق الأوسط .. هل سيتنازل حلفاء أمريكا عن إستكمال سيناريو إسقاط مصر .. هل ستكف العاهرة قطر وتركيا عن تمويل الإرهاب فى مصر ؟ .. بالقطع الإجابة بالنفى ..
** والأن يعود السيناريو ليتكرر للمرة الثانية لإسقاط مصر .. البداية هى الدعوة بسرعة التصويت على الدستور بنعم .. هذا الدستور الذى تم فيه حذف مواد وتغيير فى الدباجة قبل التصويت عليه بساعة واحدة ، وما تم تغييره فى الدباجة ليس تزوير فحسب ، بل هو ينسف الدستور برمته .. فلا معنى أن يتم حذف كلمة \"حكمها مدنى\" ، لتتحول إلى \"حكومة مدنية\" .. ومع العوار فى مواد الدستور التى تعطى سلطات مطلقة لبرلمان مجلس الشعب القادم فهو الذى يوافق على تعيين رئيس الوزراء ، بينما منصب رئيس الدولة هو منصب تشريفى لا أكثر ولا أقل .. وهو الذى يعطى لنفسه الصلاحية بسحب الثقة من الحكومة دون إعتبارات لرئيس الدولة ، فماذا لو كان هذا المجلس أصابه العوار وأصبح جميعه ينتمى للتيار الإسلامى .. وفى هذه الحالة سنكون أمام حكومة تعيد الإخوان مرة أخرى بكل ما عانته مصر من مساوئ تخلصنا منها بثورة 30 يونيو .. بل هل علينا المدعو محمد سلماوى المتحدث بإسم لجنة الخمسين يهدد ويتوعد ، وإنتقل هذا الشخص من كاتب عمود فى المصرى اليوم إلى مركز ديكتاتورى ، يمارس الديكتاتورية بدعم من؟ .. لا ندرى ، يهدد ويتوعد ويحذر .. فمن وراءه .. وهذا سؤال يوجه لرئيس الدولة الذى لا يعلم أى شئ مما يدور فى الحكومة التى يترأسها الببلاوى ، والتى تخطط وتنفذ كل ما لا يخطر على بال الشعب المصرى والقيادات العسكرية لإسقاط ثورة 30 يونيو .. وتدمير الجيش المصرى .. وكتبنا ذلك مرارا وتكرارا ولا حياة لمن تنادى ..
** .. لا تأملوا خيرا بتاتا فيما هو قادم .. فالإصرار على خارطة الطريق ، والتهديد بأنه لا يمكن أن تتم الإنتخابات الرئاسية قبل الإنتخابات البرلمانية .. فهذا لن يجدى بعد إقرار أفسد دستور فى الشارع .. خططت له أمريكا وخطط له محمد البرادعى الهارب ، وخطط له رئيس الحكومة حازم الببلاوى ، وزياد بهاء الدين ، وأحمد البرعى ، وحسام عيسى ، وأيمن نور ، وعمرو حمزاوى ، وأعضاء لجنة الخمسين برئاسة عمرو موسى ..
** المخطط يسير بسرعة البرق ، وهناك دعم كامل من الحكومة للفوضى فى الشارع المصرى ، وكل ما يصرحون به على وسائل الإعلام هو للإستهلاك المحلى ، والدليل أن حازم الببلاوى يرى أن جماعة الإخوان المسلمين غير إرهابية ، وأحمد المسلمانى لا يتصور مصر بدون الجماعة ، ومصطفى حجازى يرى أن الجماعة ليست محظورة ، ولكنها تحتاج لتقنين أوضاعها ، وزياد بهاء الدين يرى أن الطريق الوحيد لعودة المسار الصحيح لمصر هو التفاوض مع هؤلاء القتلة .. كل هذه العصابات هى التى وضعت دستور مصر ، والجميع أصيبوا بالحول .. والكرة تعود فى الملعب مرة أخرى بمخطط رهيب لعودة سيناريو الفوضى والإخوان وحزب النور ..
** تذكروا أن أول قرارات المجلس القادم ستكون العفو عن المرشد العام ومحمد مرسى وعصابته .. وسيوقع هذا العفو رئيس الدولة القادم بعد موافقة رئيس الحكومة ، وسيخرج كل القتلة والمجرمين والإرهابيين من السجون .. ليحكموا ويتحكموا فى مصر .. وهذه المرة ستصدر القوانين الإرهابية وستعلق المشانق فى الميادين .. ** هذا هو المشهد القادم فى مصر .. ولا تلوموا إلا أنفسكم
** لقد ساهمت الكنيسة فى إسقاط مصر .. لأنها رفضت أن تصدر بيانا بتزوير الدستور أو تقدم بلاغ بذلك .. بل ساهم فى إسقاط مصر أيضا بعض المحرضين فى الإعلام المصرى ، بل والإعلام القبطى وهم يدعون للتصويت على الدستور بنعم بمنتهى الغباء ، وهم فرحين بالهيصة التى تناولتها مواد الدستور الباطل ..
** كلمة أخيرة للفريق اول عبد الفتاح السيسى .. إلى متى ستظل صامتا ، بينما الفوضى وصلت ذروتها فى مصر .. هل ستظل صامتا والدولة تنهار ، والثورة تنهار .. هل ستظل صامتا بعد أن فوضك الشعب للقضاء على الفوضى والإرهاب .. هل إنتهى دوركم فى القضاء على الإرهاب داخل سيناء بينما تتركون مصر فى ميادينها وشوارعها للعربدة للإرهاب والفوضى لإسقاط الدولة .. ** إنتبهوا .. إنتبهوا .. فالتاريخ يعيد نفسه .. والدستور الذى أقرته لجنة الخمسين هو المكمل الأساسى لنكسة 25 يناير .. فقبل إنتخاب محمد مرسى العياط كتبت مقالا بعنوان \"لا لمرسى ليوما واحدا\" بتاريخ 18 يوليو 2012 .. وحدث كل ما حذرت منه .. واليوم أقول \"لا لهذا الدستور المزور