الكاتب : مايكل ماهر عزيز 
 
في المقاليين السابقين الخاصين بجماعة الاخوان المسلمين تحدثت فيهما عن حقيقة  وبداية إنشاء ذلك التنظيم الاسلامي - علي يد مؤسسه الاستاذ حسن البنا ، الذي أراد إستنساخ تجربة أل سعود وتطبيقها في مصر ، وتحدثت أيضا عن إنشاء حسن البنا لــ " نظام الوحدات الخاصة " عام 1939 الذي جري من خلاله قيام جماعة الاخوان المسلمون بعمليات إغتيالات جسدية ، تجاه أعضاء الحكومة المصرية في أربعينيات القرن الماضي ، وتطور تلك الوحدات الخاصة الذي تحولت مع الزمن إلي ميليشيات خاصة ، وأسلوب العمل بها وما تشكله من خطورة علي أمن وسلامة المجتمع المصري . أكتب لكم اليوم عن تحالف جماعة الاخوان المسلمين مع إمبراطورية الشر ( أمريكا )  كجزء ثالث من سلسلة المقالات هذه ، وأكتب أيضا عن طبيعة الدور الخفي الذي لعبه الدكتور سعد الدين إبراهيم رئيس مركز إبن خلدون للدراسات الانمائية ، ومساعدته للاخوان من أجل التواصل مع الادارة الامريكية وفتح قنوات حوار مع الامريكان من أجل الوصول إلي السلطة .
 
" إمبراطورية الشر في العالم ، شيطان البشر ، تبحث عن الثمرات التي في العالم لتلتهمها ، أما ثمرتها هي فشديدة المرارة ، تجعل من يأخذها يجوع ويعري ، وتنكشف سوءته ، أمريكا إمبراطورية ظالمة طاغية مستبدة ، أمريكا هي شجرة الظلم ، وشجرة الظلم مُحرمة علينا جميعاً ، لذلك إذا أراد الاخوان الاقتراب منها وقطف ثمرتها بالشكل الذي يفعلونه فسيفقدون نور دعوتهم وخيرية مقاصدهم ، فسيدنا آدم عندما أكل من الشجرة المحرمة سأله الله لماذا فعلت هذا ؟ فقال كنت أبحث عن الخلود ، فقال الله له كما جاء في الاثر : ( طلبت الخلود من غيري ولم تطلبه مني ) . ونحن الان نطلب الحكم لا من الله سبحانه وتعالي ولكننا طلبنا الخلود من شجرة أمريكا الظالمة " .
 
بهذه الكلمات عاليه تحدث الاستاذ ثروت الخرباوي في كتابه " سر المعبد " عن الاسرار الخفية لجماعة الاخوان المسلمين وبداية تعاملهم مع الادارات الامريكية المتعاقبة  منذ عام 2003 ، والذين تغاضوا فيها عن مبادئهم وإرتموا في أحضان الامريكان متنازلين عن دعوتهم وأقوالهم السابقة تجاه عدو الاسلام كما يدعون - والمتمثلة في القوي الغربية خاصتا الامريكية - التي يرون فيها انها الشيطان الاعظم ، وقد إندهش المصريين جميعاً في سنة حكم  الرئيس المعزول محمد مرسي عن المتغيرات والتضاد الكبير الذي رأئيناه في أقوال وتصريحات الاخوان الهجومية علي الولايات المتحدة الامريكية - قبل توليهم الحكم  .. وأقوالهم وتصريحاتهم الناعمة تجاه الولايات المتحدة بعد توليهم السلطة لمصر بمنتصف 2012 . الامر الذي أعطي صورة سلبية للمصريين عن تلك الجماعة التي لا تستنكر تحالفها مع الشيطان من أجل غاية واحدة وهو الوصول الي كرسي الحكم .
 
الحكاية تبدأ بعد سنوات عديدة من الملاحقات الامنية والمحاكمات العسكرية التي جرت لقيادات جماعة الاخوان فقد أدرك الاخوان متأخراً ، إن السبيل الوحيد للوصول إلي السلطة هو التفاوض المباشر مع الولايات المتحدة الامريكية الذي كان يراهن عليها نظام مبارك من أجل إستمرار بقائه ، لذا سعي الاخوان بأن يتواصلوا مع الادارة الامريكية للتفاوض معهم وتقديم انفسهم بأنهم القوة التنظيمية الاكبر المتواجده في الشارع المصري ، وذلك لتولي السلطة بعد الرئيس مبارك الذي بات يترنح من كثرة فساد نظامه ، وضعف شعبية حزبه الوطني في الشارع المصري ، خاصتا مع كثرة الجرائم التي تقوم به وزارة داخليته ومعاملتهم القاسية لإيناء الشعب المصريين ، كل تلك العوامل ساعدت في سقوط مبارك ونظامه ، حينها أدرك الاخوان أنه حان الوقت لتقديم تنازلات حقيقية إلي الادارة الامريكية لإعطاء الضوء الاخضر لهم للاستحواذ علي السلطة التي حاربوا من أجلها طيلة أثنان وثمانون عام .
 
  وهنا تبقى تساؤلات لم تخطر في حسباننا ألا وهي : هل حقاً قدم الاخوان المسلمون تنازلات للادارة الامريكية ؟ ومتي قُدمت تلك التنازلات - متي تحاور الاخوان مع أمريكا ؟ وعن طريق من ؟