الأقباط متحدون | بارقة أمل
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٢:٢١ | الثلاثاء ١٩ يناير ٢٠١٠ | ١١ طوبة ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٠٧ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

بارقة أمل

الثلاثاء ١٩ يناير ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : مادونا شاكر
ليس أصعب وأشق على النفس من أن يفقد الإنسان فلذة كبده وجزء غالى من جسده ومن كيانه وروحه هكذا فجأة دون مقدمات .. حقاً أنه لمؤلم وقاسى وتخيّله مريع ذلك الشعور بفقدان هذا الغالى وذلك الحبيب وخصوصاً إذا كانت طريقة الموت بشعة .. لكن فى مسيحيتنا رغم ألم الفراق الجسدى لم نعد نسميه فقدان أو موت بل إنتقال وأن الرب أسترد وديعته وعطيته التى منحنا أياها .. ويطلق أيضاً عليه سفر من الحياة الأرضية المليئة بالشقاء والمعاناة إلى الحياة الأبدية المنيرة الخالدة والخالية من كل متاعب تلك الحياة القاسية .. ولعل ظهور القديسة العذراء مريم فى كل بقعة من أرض مصر قبل بضعة أسابيع ... كان مقدمة وعزاء للقلوب التى جُرحت وستجرح وعما سيحل بأقباط مصر و ونبؤة أكيدة لبداية عصر إستشهاد جديد .. فبمجرد ظهورها البهى والمتكرر فى سماء مصر تساءل الكثيرين على الفور عن سر هذا الظهور العجيب فى ذلك التوقيت تحديداً ..
وجاء الجواب سريعاً بحادثة نجع حمادى البشعة التى راح ضحيتها ثمانية من شهداءنا الشباب .. ستة إستشهدوا فى الحال وأثنان إستشهدوا فى المستشفى بجانب العديد من المصابين ما بين إصابات خطيرة إلى إصابات لا تفضى إلى الموت .. كان ظهور السيدة العذراء كمن تقول لنا تشجعوا وتقووا يا أولادى فالقادم أصعب وأمر ولا يمكن الفرار منه .. فها هو سلام المسيح يرسله لكم لكى يعطيكم الغلبة ويقويكم على إحتمال الآلام ومن يصبر إلى المنتهى فهذا يخلص .
عندما شاهدت أهالى الضحايا على قناة سى تى فى .. وكم الحزن البادى على وجوههم من مرارة وألم الفراق فى حين أنهم يتمتعون بعزاء وسلام قلبى عجيب .. أدركت أن الله تدخل بعنايته الفائقة لأولاده ضمد وطيب جروحهم العميقة وأرسل تعزية سماوية وكشف عن مصير هؤلاء الأولاد لأهاليهم وأنهم ينعمون الآن بفردوس النعيم .. وهذا ما أكده وعبر عنه أهالى الشهداء كلاً بطريقته الخاصة .

لقد خطف التعصب والعنصرية والإرهاب زهرة شباب هؤلاء الملائكة ليلة عيد الميلاد بملابسهم الجديدة الجميلة التى تخضبت بدماء الغدر .. والذين وصفهم ذويهم بالنسمات العليلة لحياتهم لما يتمتعون به من هدوء وطاعة كاملة .. ومعظمهم كانوا من الخدام الأمناء لكنائسهم وكان منهم من يعطى نصف مرتبه بالكامل لكنيسته ويعطف على المحتاجين .. وكانوا بجملتهم أبراراً طاهرين ومستقيميين ولم يسلكوا كأولاد العالم الأشرار .. وكانوا يطبقون وصايا إلههم بمحبة وطاعة الإبن لأبيه فإستحقوا بالحقيقة أن يدخلوا إلى فرح سيدهم المعد لهم من قبل دخولهم هذا العالم .. لقد خطف هؤلاء الإرهابيون أجساد هؤلاء الأبرار وحياتهم الأرضية الوقتية فقط .. ولكنهم لم يستطيعوا أن ينزعوا مسيحهم وأرواحهم وقلوبهم وعقولهم وسلامهم منهم .. لقد تكاتفت قوى الشر على أبناء النور وأتفقوا أن يبيدوهم تماماً بيد بشرية مضللة وأداة إرهابية دموية تمثلت فى البلطجى المدعو الكمونى وشركاؤه بتحريض من نائب الحزب الوطنى الإرهابى عبد الرحيم الغول المعروف بتعصبه وعنصريته ضد الأقباط وتهييج المتطرفين لحرق وتدمير ممتلكات الأقباط  من قبل فى بهجورة وفرشوط .. والذى أنكر معرفته بالكمونى رغم وجود عدة صور تجمعهم معاً وتثبت بالدليل القاطع علاقته الوثيقة به .. وأن المقصود من القتل كان نيافة الأنبا كيرلس لرفضه تأييد هذا الإرهابى هو وجموع الأقباط فى حملته الإنتخابية لأعماله الشريرة التى تشهد له ..

فكانت النتيجة سقوط هؤلاء الشباب وآخرين مصابين ولم يجدوا رعاية وإسعافات كافية فى مستشفى سوهاج المُهملة والتى تحتاج إلى أطباء وأجهزة كثيرة وطاقم تمريض على دراية كافية بالإسعافات الأولية وليس من خريجى الإبتدائية أو من فئة حلاقين الصحة بتوع زمان ... كشأن معظم مستشفيات المحروسة المهلهلة والتى بدلاً من مساعدة مرضاها على الشفاء تساعدهم على الخروج من الحياة بأسرع وقت ممكن .. وبدلاً من أن يستيقظ ضمير الآخرين ويساندون أهالى الضحايا راحوا يهاجمون منازل الأقباط ويحطمون محالهم التجارية ويعيثون فى الأرض فساداً .. بحجة أنهم غاضبون !!!!! .. ونتساءل فى تعجب وذهول مما يغضب هؤلاء الغوغاء الذين تجردوا من أبسط قواعد الإنسانية وراحوا يمارسون بلطجتهم وإجرامهم كمن يملك الحق أو مجنى عليه .. كما حدث فى ديروط وفرشوط والإسكندرية وقرية بشرى الشرقية !!!! ..

ومن الواضح والمعروف للجميع أنه مخطط إرهابى ينفذ بدقة بالغة يستتر وراء مسجلى الخطر والبلطجية الذين ليس لهم باع فى مجال الإرهاب الإسلامى ... وهذه تعتبر صيحة جديدة فى عالم الإرهاب بدأت فى السنوات الأخيرة تستخدمها هذه الخلايا الموبؤة لتغطى على أعمالها الإجرامية وتنسبها لآخرين بتسهيل ومشاركة من أمن البلاد  .. علاوة على القبض على 21 قبطى متهمين أياهم بإثارة الشغب وقتل أخوتهم الأقباط بالسلاح الآلى ليلة عيد الميلاد ( تلك النكتة السخيفة المتكررة التى سئمناها ) .. وتحطيم منازلهم ومحالهم التجارية بأنفسهم .. كما حدث فى الكشح حينما قتل 21 قبطى فتم القبض على 1014 قبطى آخرين وكانت المحصلة النهائية إتهام 38 قبطى منهم .. فى مقابل 38 مسلم وإطلاق سراح الجميع لتظهر وكأنها مصادمات بين الطرفين - أو نكتة الثأر التى يخرجون بها علينا أحياناً .. أما آخر صيحة فى التلفيقات اللاعقلانية خروجهم هذه الأيام بموضة الشرف وهم أبعد ما يكونون عنه وعن معرفته - فى ظل قضاء وهابى لتنتهى قضية الكشح وتذهب دماء هؤلاء الشهداء أدراج الرياح دون عقاب رادع لهؤلاء القتلة .. ونفس السيناريو يتكرر بإستمرار وسيتكرر دائماً طالما أننا نعيش فى ظل غياب تام للقانون وسلطة الدولة وتواطئها مع القتلة والمجرمين والإرهابيين .

لكن ها هى بارقة أمل تلوح فى الأفق بظهور الصحوة القبطية والإستفاقة التى كنا نتحدث عنها دائماً ونحث عليها بإستمرار .. وها هم الأقباط فى كل العالم يتظاهرون وينددون بما يحدث لأخوتهم أقباط الداخل على قلب رجلاً واحد ..  وأقباط الداخل يعبرون عن غضبهم ويسمع العالم كله آنينهم وصراخهم وتتناقله جميع وسائل الإعلام العالمية بكافة أشكالها لتنفضح هذه المخططات الإرهابية الآثمة التى تعمل على قدم وساق للتنكيل بالأقباط وقتلهم وسلب كافة حقوقهم منهم .. ليدرك العالم أخيراً فداحة الإضطهاد والتمييز العنصرى الذى يعانى منه أقباط مصر .. وها هى دموع أبونا مكارى يونان تمتزج بدموع الشعب فى صلاة ملتهبة صارخاً يارب نجينا من شر الإنسان .. وحقاً كان لهذه الدموع الساخنة وهذه الصلاة تأثيرها القوى على جميع من شاهدوها .. وها هى دموع قداسة البابا شنوده تنهمرعلى أرواح أولاده الأبرياء معلقاً أن الذى لا يقدر عليه البشر يقدر عليه الله .. وأن الله سمع هذا الصراخ وإتخذ موقفاً منه .

ونحن فى إنتظار هذا الموقف الإلهى الذى سيظهر عن قريب والذى نثق فى حدوثه .. ولكن هذا لا يعنى أن نتنازل عن المطالبة بمحاكمة هؤلاء المجرمين قاتلى شبابنا القبطى وسالبى حقوق الأقباط وكل من له يد فى هذه الأعمال الوحشية .
لقد فُضح طيور الظلام ولم يعد لهم وكر يهربون إليه .. لقد سقطت آخر ورقة توت لهم لتظهر عوارتهم القبيحة .. وضاعت منهم الفرصة الأخيرة وظهرت الصورة بكل قتامتها .. وقريباً سيشرق علينا نور الحرية والذى سيخترق أستار الظلام والجهل والإرهاب ويبددها .. لتعود مصرنا الحبيبة كما كانت عروس مزينة وإن كره الكارهون .  




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :