بقلم: بولس رمزي
لقد تعمدت أن التزم الصمت عقب الحادث الإرهابي الذي تعرض له اقباط مصر في مدينة نجع حمادي والذي اهتز له العالم كله إلا النظام المصري الذي يعتبر هذه المجزه الدمويه ليست أكثر من حادثًا فرديًا قام به شخص مسجل خطر بغرض الانتقام والثأر.
ولم يكن التزامي الصمت تعبيرًا عن استهجاني لموقف الدولة من الحادث ومحاولة تبسيطه وتسطيحه ولكن قررت الانتظار حتي تصدر النيابة العامة قرار الاتهام لمرتكبي الحادث الارهابي ولمناقشة هذا الموضوع يجب علينا ان نجيب علي التساؤلات التالية:
اولا – ارهاب أم اجرام؟
ثانيا - من هو القاتل الحقيقي؟
ثالثا – هل هناك علاقه بين محاولة تفجير الطائره الامريكيه الفاشله وحادث نجع حمادي؟

التساؤل الاول : هل هو حادثا ارهابيا ام عملا اجراميا؟
اجمع شهود العيان الذين تواجدوا في موقع الحادث بان هؤلاء البلطجيه الذين احالتهم النيابه العامه الي محكمة امن الدوله العليا هم من ارتكبوا بالفعل هذه الجريمه البشعه بما لايدعوا مجالا للشك او التشكيك في شخوص مرتكبي هذا الحادث ولكن هذا التساؤل يستوجب ان نلقي الضوء علي التساؤلات التاليه :
1- طبقا للتقارير الصحفيه والامنيه عن القاتل بانه ليس شخصا متدينا بل هو اعتاد علي الاجرام بالرغم من ان الطبيعه السيكولوجيه لامثال هؤلاء المجرمين انهم اشخاصا لايعرفون شيئا عن التدين ولا لهم أي علاقه بالنخوه الدينيه لانهم بطبيعتهم اشخاصا اعتادوا علي الاجرام من اجل مصالحهم الشخصيه لتحقيق عائدا ماديا – فهم لا يقتلون من اجل الدين مطلقا وهذا لايعني ان اياديهم بيضاء لكنهم ان قتلوا فانهم يقتلون من اجل مقابلا معينا لذلك فأن الدافع للقتل لايمكن أن يكون بدافع الثأر من اجل بنت مسلمه علي علاقه غير سوية بشاب قبطي وهنا يبدو التساؤل الاول ماهي الدوافع الحقيقيه للقتل؟؟
2- قام هؤلاء القتله بعمليات القتل امام جهارا امام مرئي ومسمع الجميع دون اخفاء شخصياتهم عن الماره وطبيعه امثال هؤلاء المجرمين التربص بضحاياهم بعيدا عن الاعين فقد اعتادوا علي القتل في الخفاء واغلب جرائمهم تمر دون أي دليل ادانه عليهم , لكن الغريب في هذا الحادث ان جريمتهم تمت بشكلا مخالفا لما اعتاد عليه محترفي الاجرام دون أي اكتراث حول تحديد شخصياتهم وهذا ان دل علي شئ فانه يدل علي ان هؤلاء ارتكبوا جريمتهم وهم لديهم يقينا بانهم سوف يفلتون من العقاب علي جريمتهم والتساؤل هنا هل هناك من اوحي لهم بان جريمتهم سوف تنتهي علي طاولة جلسات الصلح العرفي؟؟
3- لماذا تم الحادث ليلة عيد الميلاد تحديدا بالرغم من ان ليلة عيد الميلاد تشهد الكنائس اجراءات امنيه مشدده وخصوصا امام الايبراشيات وكان من الممكن ان تتم الحادث قبل او بعد ليلة الميلاد فان انشطة الشباب كل يوم وكثير ما يغادرون الكنائس ليلا وغالبا ما لا يكون هناك أي اجراءات امنيه امام الكنائس او الايبراشيات لكن ان يتم تنفيذ هذا العمل الارهابي ليلة الميلاد يهدف الي احداث فرقعه اعلاميه عالميه – ويعلن عن تحدي جميع الاجراءات التي تقوم بها الاجهزه الامنيه واثبات فشلها والهدف منها اسقاط وزير الداخليه في دائرة الفشل وهنا يدور في خاطري تساؤلا غريبا وهو هل هناك مستفيدين من محاولة اسقاط وزير الداخليه؟
4- من خلال التساؤلات السابقه نستنتج ان هؤلاء القتله لا يرقوا لاكثر من انهم كانوا ادواتا في ايادي منظمه تنظيما جيدا قامت بالتخطيط لهم وتدريبهم وحددت لهم الهدف تحديدا دقيقا وكذلك ساعة الصفر – ومن الواضح ان هذه الايادي ذات نفوذا ما اعطي لهؤلاء القتله الامان بان يد العداله لن تطالهم الامر الذي معه قام هؤلاء القتله الاغبياء بتنفيذ جريمتهم في العلن امام مرئي ومسمع الجميع

التساؤل الثاني : من هو القاتل الحقيقي ؟؟
لايمكن ان نلقي الاتهام علي قاتلا واحدا فالقتله كثيرون ومن بينهم:

القاتل الاول : التعليم في مصر قام بتفريغ اطباء ومهندسين ومعلمين وصحفيين وقضاة ومحامون واعلاميون وصحفيون وضباط شرطه واساتذة جامعات جميعهم لايعترفون بالآخر جميعهم هم الاعلون والاخرون كافرون دماؤهم حلال اعراضهم حلال اموالهم حلال
القاتل الثاني: الاعلام المصري الذي ساعد في نشر خطابا متطرفا من خلال برامج دينيه وثقافيه وحواريه من شانها نشر افكارا متشدده تكفر كل من هو غير مسلم ولا ننسي الشحنات الاعلاميه الغير مسئوله عندما نشرت الصحف الدنماركيه رسوما مسيئه للاسلام الامر الذي اثار حفيظة الاعلاميين المصريين وكشف وجههم الحقيقي في كراهيتهم الدفينه لكل ما هو غير مسلم كذلك الامر عند تغطية حادث مقتل المصريه مروه الشربيني في المانيا كان هناك حمله اعلاميه علي الاخر ونسي اعلامنا او تناسي انه يوجد في مصر اناسا غير مسلمين ولا يجب تسطيح الامور وتعميمها لاصحاب ديانه بعينها لان هذا الامر يمس الكيان المصري باكمله وليس الاقباط فقط
القاتل الثالث : الخطاب الديني من خلال وسائل الاعلام المسموعه والمرئيه والمقروءه يحرض علي كراهية الاخر وهنا لا يفوتني ان اشير الي جريدة المصري اليوم في عددها رقم 2048 الصادر يوم الخميس الموافق 21 يناير 2010 والذي كشفت فيه الجريده عن تورط كل من منظمة حماس الفلسطينيه وكشفت التحقيقات عن علاقة المتهمين بعدد كبير من الدعاة المعروفين الذين تحتفظ «المصرى اليوم» بأسمائهم التى وردت فى أوراق القضية دون توجيه اتهامات لهم، والعديد منهم يظهر على الفضائيات، وبعضهم يعيش فى عواصم أوروبية وعربية:
http://www.almasry-alyoum.com/article2.aspx?ArticleID=241074
القاتل الرابع :
الاقباط انفسهم لقد عزلتهم الدوله وساعدوا الدوله في عزلهم وسعدت الدوله بانعزالهم اصبحوا غرباء في بلدنهم عندما نجد هناك من يحاول ان ينسب كل شئ وكل نجاح في مصر الي الدين فانه امرا طبيعيا ان يستشعر الاقباط بعزلتهم وانعزالهم فعندما نري في مصر الطب الاسلامي والاقتصاد الاسلامي والزي الاسلامي والخطاب الاسلامي والبنوك الاسلاميه والجامعات والمدارس الاسلاميه والوظائف التي تشترط الديانه الاسلاميه ووسائل المواصلات الاسلاميه والاعلام الاسلامي والصحف الاسلاميه والاحزاب والجماعات الاسلاميه حتي الرياضه تم اسلمتها وسمي الفريق المصري بفريق الساجدين فكان في المقابل السينما المسيحيه والقنوات التليفزيونيه المسيحيه حتي الرياضه عندما وجد الشباب المسيحي الذي لديه مواهب رياضيه ورفض الانديه المصريه احتوائه وضمه ضمن صفوف فرقها كون الانديه الكنسيه وكان دوري الكنائس عوضا لرفض الانديه المصريه ان يكون من بين عناصرها لاعبون اقباط كان اخرهم اللاعب هاني رمزي

التساؤل الثالث : هل هناك علاقه بين محاولة تفجير الطائره الامريكيه الفاشله وحادث نجع حمادي؟
لا استبعد ان تكون هناك علاقه تم التخطيط والتنظيم لها علي مستوي في غاية الدقه بين احداث محاولة تفجير الطائره الامريكه وبين حادث نجع حمادي واحداث قافلة شريان الحياة ومقتل الجندي المصري علي الحدود المصريه الفلسطينيه في رفح – فان هناك شبكات دوليه ترعاها حكومات ودول في المنطقه تخطط لاحداث الفوضي العارمه في مصر حيث انه هناك قوي اقليميه تشن هجوما غير مسبوقا علي مصر من اجل سحب الملف الفلسطيني من القبضه المصريه بغرض استخدامه كورقة ضغط علي القوي الكبري للمساومه علي تحقيق مصالحها في المنطقه والغرض من هذه العمليات هو دفع مصر علي التخلي عن الملف الفلسطيني من اجل ان تتلقفه تلك الدول الاقليميه ومن تلك الدول ايران وتركيا كل منهم في حاجه الي الملف الفلسطيني فان ايران ترغب في التفرد بالملف الفلسطيني من اجل الهيمنه علي دويلات الخليج اما تركيا فهي ترغب في السيطره علي الملف من اجل المساومه والضغط لتحقيق هدفها نحو الانضمام الي الاتحاد الاوروبي
وان صحت هذه التوقعات فانا اتوقع حدوث فتن طائفيه في مصر اشد واصعب من حادث نجع حمادي مالم تتخذ الحكومه المصريه حذرها الشديد والردع القاسي لمثل هذه الاحداث حتي لاتخرج الامور عن سيطرتها وتضيع الدوله في فوضي عارمه سبق وأن بشرنا بها السيد محمد حسنين هيكل.
اللهم فبلغت اللهم فاشهد.