أ.د. محمد نبيل جامع
كيف نجعل الانتخابات الرئاسية (2014) عرسا ديمقراطيا؟ بقلم دكتور محمد نبيل جامع أستاذ علم اجتماع التنمية بجامعة الإسكندرية 20 يناير 2014 بعد ثورة يناير واستفتاء 30 مارس المزيف وظهور بوادر الانحراف الخطير للمجلس العسكري وتأييده الخفي للإخوان والتيار الديني الفاشي وانزلاقه إلى فخ مؤامرة بيرجينسكي وكونداليزا رايس والحركة الصهيونية لتفتيت دول الشرق الأوسط القوية لتجلس إسرائيل على تل خرابها مختالة كالنسر فوق الأرنب الفريسة، بعد هذا كله كتبت أول مقال بعنوان \"أيها المجلس الأعلى .. أنصر أخاك\" بتاريخ 3/4/2011، أحذره فيه من \"سكة الندامة\" التي يسلكها. للأسف الشديد استسلم المجلس العسكري للإخوان، وحدث ما حدث. ولكن كانت عناية الله سبحانه وتعالى أن أوحى للشعب المصري بدعم جيشه الوطني وقائده الأعلى الفريق أول السيسي
لنخرج من \"سكة الندامة\" ونعود إلى \"سكة السلامة\". خلال هذه الفترة السابقة للثلاثين من يونيو كتبت 261 مقالا أجاهد فيها مع الإعلام الثوري الخلافة الإخوانية الضالة والمؤامرة الصهيوأمريكية، ثم توقفت عن الكتابة لتحقيق الهدف واندحار الجماعة الإرهابية إلى غير رجعة إن شاء الله. عدت لأستغرق في البحث العلمي مع طلاب الدراسات العليا والتدريس وكتابة المؤلفات العلمية للأجيال القادمة. وعدنا جميعا لسكة السلامة وأول محطاتها عرس الدستور الذي أبهر العالم مثلما أبهرته ثورة يناير المجيدة ومن بعدها ثورة 30 يونيو الفتية. المحطة التالية هي الانتخابات الرئاسية. هل نريدها بالتزكية، بمعنى تقدم السيسي لها
وانسحاب كل الراغبين في الترشح اعتقادا منهم بأنهم خاسرون لا محالة؟ إذا حدث ذلك فلن يكون الأمر من الديمقراطية في شيء، بل سيكون عارا على مصر وشعبها الذي يعلن حينئذ أنه قطيع محدود الرؤية خالٍ من المواهب والكوادر السياسية، خاوٍ من الفعالية والمؤسسية السياسية، كسولٌ يسلم أمره وعقله لكبير يعتمد عليه شأنه في ذلك شأن العجزة والأطفال. هل نريد هذه الانتخابات الرئاسية معركة بين السيسي وأبو الفتوح الذي لن يتورع بالغباء الإخواني المعهود عن الترشح تحت لواء الثورة والدولة المدنية والادعاءات المزيفة التي خدعت من انتخبوه في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة؟ حينئذ ستكون مهزلة ينجح فيها السيسي بنسبة 99.99% حقيقة وواقعا، ولكن سيطلق المخدوعون بالتيار الديني المتأسلم والخونة والمتآمرون داخليا وخارجيا النار على الدولة معلنين أنها
انتخابات مزيفة ومزورة بالإضافة إلى اتهامات وهمية أخرى من التنظيم الإخواني الدولي لا حصر لها. أي عرس ديمقراطي سيكون هذا؟ الدول الديمقراطية الحديثة تشترك جميعا في وجود تيارين يتنازعان القوة والسيطرة السياسية هما التيار اللبرالي، من ناحية، والتيار المحافظ من ناحية أخرى. في أمريكا يوجد الحزب الديمقراطي (72 مليون) والحزب الجمهوري (55 مليون) وبجانبهما أحزاب هامشية أبرزها حرب الاستقلال أو المستقلين، في بريطانيا حزب المحافظين وحزب العمال وبجانبهما حزب الديمقراطيين الأحرار، في فرنسا الحزب الاشتراكي وحزب الاتحاد للحركة الشعبية وبجانبهما أحزاب أصغر مثل الخضر والاتحاد الديمقراطي والشيوعي، وفي روسيا حزب روسيا الموحدة المحافظ والحزب الشيوعي الروسي وبجانبهما حزبان صغيران آخران، وفي إسرائيل حزب العمل والليكود وبجانبهما أحزاب كثيرة أخرى.... وقس على ذلك. أرجو ألا تعتبر الدعوة إلى وجود مرشحين أقوياء أمام السيسي نوعا من الارتداد عن
لنخرج من \"سكة الندامة\" ونعود إلى \"سكة السلامة\". خلال هذه الفترة السابقة للثلاثين من يونيو كتبت 261 مقالا أجاهد فيها مع الإعلام الثوري الخلافة الإخوانية الضالة والمؤامرة الصهيوأمريكية، ثم توقفت عن الكتابة لتحقيق الهدف واندحار الجماعة الإرهابية إلى غير رجعة إن شاء الله. عدت لأستغرق في البحث العلمي مع طلاب الدراسات العليا والتدريس وكتابة المؤلفات العلمية للأجيال القادمة. وعدنا جميعا لسكة السلامة وأول محطاتها عرس الدستور الذي أبهر العالم مثلما أبهرته ثورة يناير المجيدة ومن بعدها ثورة 30 يونيو الفتية. المحطة التالية هي الانتخابات الرئاسية. هل نريدها بالتزكية، بمعنى تقدم السيسي لها
وانسحاب كل الراغبين في الترشح اعتقادا منهم بأنهم خاسرون لا محالة؟ إذا حدث ذلك فلن يكون الأمر من الديمقراطية في شيء، بل سيكون عارا على مصر وشعبها الذي يعلن حينئذ أنه قطيع محدود الرؤية خالٍ من المواهب والكوادر السياسية، خاوٍ من الفعالية والمؤسسية السياسية، كسولٌ يسلم أمره وعقله لكبير يعتمد عليه شأنه في ذلك شأن العجزة والأطفال. هل نريد هذه الانتخابات الرئاسية معركة بين السيسي وأبو الفتوح الذي لن يتورع بالغباء الإخواني المعهود عن الترشح تحت لواء الثورة والدولة المدنية والادعاءات المزيفة التي خدعت من انتخبوه في المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية السابقة؟ حينئذ ستكون مهزلة ينجح فيها السيسي بنسبة 99.99% حقيقة وواقعا، ولكن سيطلق المخدوعون بالتيار الديني المتأسلم والخونة والمتآمرون داخليا وخارجيا النار على الدولة معلنين أنها
انتخابات مزيفة ومزورة بالإضافة إلى اتهامات وهمية أخرى من التنظيم الإخواني الدولي لا حصر لها. أي عرس ديمقراطي سيكون هذا؟ الدول الديمقراطية الحديثة تشترك جميعا في وجود تيارين يتنازعان القوة والسيطرة السياسية هما التيار اللبرالي، من ناحية، والتيار المحافظ من ناحية أخرى. في أمريكا يوجد الحزب الديمقراطي (72 مليون) والحزب الجمهوري (55 مليون) وبجانبهما أحزاب هامشية أبرزها حرب الاستقلال أو المستقلين، في بريطانيا حزب المحافظين وحزب العمال وبجانبهما حزب الديمقراطيين الأحرار، في فرنسا الحزب الاشتراكي وحزب الاتحاد للحركة الشعبية وبجانبهما أحزاب أصغر مثل الخضر والاتحاد الديمقراطي والشيوعي، وفي روسيا حزب روسيا الموحدة المحافظ والحزب الشيوعي الروسي وبجانبهما حزبان صغيران آخران، وفي إسرائيل حزب العمل والليكود وبجانبهما أحزاب كثيرة أخرى.... وقس على ذلك. أرجو ألا تعتبر الدعوة إلى وجود مرشحين أقوياء أمام السيسي نوعا من الارتداد عن
ثورتي يناير وثلاثين يونيو، بل العكس تماما هي دعوة من أجل بناء وترسيخ الديمقراطية الحقيقية، وهي دعوة من أجل المزيد من الإنضاج السياسي والمشاركة الشعبية والسياسية بصورة خاصة بين قطاعات الشعب المصري وخاصة فئة البسطاء والفقراء حتى تتحقق مصالحهم. أتمنى أن أدخل لجنة الانتخابات الرئاسية ليختار قلمي واحدا من المرشحين المحتملين التالين: 1. السيد / عبد الفتاح السيسي ممثلا للنزعة المحافظة بحكم تكوينه ونشأته وشخصيته العسكرية السابقة في الوقت الذي تمتزج فيه تلك النزعة بالوطنية وشيء من القومية وكثير من النزعة نحو التنمية والعدالة الاجتماعية. 2. السيد / حمدين صباحي ممثلا للنزعة اللبرالية وتحيزه نحو التنمية والعدالة الاجتماعية وكثير من القومية والاستقلال الوطني. 3. الدكتور / مصطفى حجازي ممثلا للنزعة الوسطية والتوازن وتحقيق السلم الاجتماعي وبناء المؤسسات القوية الشابة وترسيخ الانضباط والالتزام القانوني، والتعايش السلمي المتوازن مع العالم الخارجي. فقط أتمنى أمنية لكل من هؤلاء الثلاثة.
بالنسبة للفريق أول السيسي أتمنى أن يسرع من إعلان ترشحه وأن يؤكد على حرصه على التنمية والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي مع العالم الخارجي وخاصة الغرب. بالنسبة للسيد حمدين صباحي أتمنى أن يتبرأ تماما من تيار الإسلام السياسي ولا يدغدغ مشاعره من أجل صوته فلن يزيده ذلك إلا خسارا في الحكمة العقلية من ناحية والأصوات الانتخابية من ناحية أخرى. وبالنسبة للدكتور مصطفى حجازي، الرجل يمتلك المقومات اللازمة لرئيس جمهورية شاب عظيم، ولكنه يحتاج الاجتهاد لإعداد العدة وبناء برنامجه الإنتخابي والتشمير عن ساعديه والمغامرة بأول تجربة سياسية له، قد تنجح والله أعلم، ولكنها بالتأكيد ستكون تجربة تعلمية هائلة تهيئه ليكون مرشحا من الطراز الفريد للانتخابات الرئاسية التالية. هذه الوجوه المضيئة الوضاءة هي التي ستجعل من الانتخابات الرئاسية المقبلة عرسا حقيقيا يرقى بالمصريين ويرقى بذوقهم وثقافتهم ويمضي بنا على بركة الله على خريطة الطريق الثورية التي وضعها الشعب المصري الحبيب الجدير بالتقدم والهناء اللذين طال انتظارهما بعد أن ذاق الأمرين على مر تاريخه الطويل.