بقلم: صفوت مجدي
يحكي عن شخص باع قطيعاً من الحمام المنزلي إلي عالم من علماء
الطيور يعيش في مدينة تبعد 25 ميلاً .
ولأجل أن يُوقف الرجل الحمام عن عودته إلي مكانه القديم ويبقيه في
عشه وبرجه الجديد ، فإنه قص أجنحته.....!!
وبعد مرور أسبوعين من عملية البيع كان الرجل يطل من نافذة منزله
وإذ به يري قطيع الحمام يمشي بتعب وعناء علي الطريق عائداً
إلي مقره الأول.....
العجيب أن الحمام عاد سائراً 25 ميلاً علي أقدام تنزف دماً .. ،
وهو مجروح وقد ملأته القروح ، عاد ولم يهمه كل هذه المسافة....!
عاد إلي وطنه الأصلي الذي يشتاق إليه بغريزته ،
عاد غير مبالي بالأجنحة المقصوصة....والمكسورة ،
فالوطن أهم من الألم والجروح والقروح..... ،
**ونحن أيضا عزيزي....يسكن داخلنا حنين للوطن
ووطن الإنسان الحقيقي؛ هو الله سبحانه......
نحن خلقنا علي" صورته كشبهه" وهذه الصورة دائما
في اشتياق إلي الأصل..........
إلي النموذج الأصلي إلي الله..... ، وكما رسم الله للسمك أن يعيش
في الماء ، والطيور أن تطير في الهواء .... ،
هكذا قصد الله للإنسان أن يحيا معه.... في علاقة شخصية ،
وبعيد عن هذا الوطن توجد العزلة ويوجد الوحشة والوحدة ،
بعيداً عن هذا الوطن هناك الفراغ الداخلي والضجر وعدم الرضا ،
صديقي أبواب الوطن مفتوحة لك إن كنت قد تهت عنها !!
ُعد إلي وطنك حيث السلام الذي يفوق كل عقل..... ،
ُعد إليه هذا وحده يستطيع أن يُشبع أعماقك ويداوي جروحك الكثيرة
عزيزي ....عُد إلي وطنك عد إلي الله .