بقلم: صفوت مجدي
حدثت هذه القصة الحقيقية في ربيع 1931 ، عندما كان الشيوعيون يزحفون علي أسبانيا ويحرقون كنائسها ومستشفياتها وأديرتها،
تحكي القصة عن كاهن عجوز له من العمر 86 عاماً تم اقتياده ويداه مُقيدتان لتنفيذ حكم الإعدام فيه ، بإلقائه في نار مُشتعلة، وعندما سُئل عما يريده قبل أن يُعدم ، فكان رده بإنه ترجاهم أن يفكوا قيوده لكي يستطيع أن يباركهم كوداع لهم...!!
ظن واحد من الحراس أن الكاهن يهذي ويسخر منهم ، فأخذ فأساً وضرب ، ليس فقط القيود التي كانت تُقيد الكاهن ، بل وأيضاً يديه ، عندئذ كانت المفأجاة.... رفع الكاهن يديه المُقطعة والمشوهة التي يسيل منها الدم بغزارة... رفعها بقدر ما استطاع ، وحرك ما تبقي منها وهو يتلوي من الألم علي رؤؤس الجلادين بوضع البركة وهو يقول لهم : "إنني أغفر لكم ، وهذه هي صلاتي ودعائي الأخير أن يغفر لكم الله ويبارككم " .
قال ذلك وأسلم الروح
نعم هذه قصة حقيقية دون مبالغة.....إنها قصة غفران عجيبة استطاع أن يُوديها قس أسباني بسيط ساكن في قلبه المسيح
إن "الغفران" صعب جدااا بل ومستحيل علي الإنسان الطبيعي
لكن الإنسان الذي سمح لله أن يأخذ مكان الصدارة في قلبه....
للإنسان الذي ذاق حب الله الغافر في الصليب وتمتع بالتغيير....
للإنسان الذي صار خليقة جديدة أي أصبح له المسيح صديقاًومخلصاً
لهذا فقط يصبح الغفران سهلاً لأنه سيصبح عمل الله في القلب

** صديقي...... عندما يُقيم المسيح ويسكنُ الروح القدس بقوته في القلب البشري ، لايعود الغفران أو محبة الأعداء مثالاً مستحيلاً ، بل خبرة حقيقية واقعية يتمتع بها كل من سكن المسيح في قلبه وأنت عزيزي تُري من يسكن قلبك ؟؟

كاتب ومعد برامج تلفزيونية