بقلم: ماجد سمير
"يا رب أرزقني بأنبوبة... تكون مش منفسة" دعوة من أعماق قلوب سيدات البيوت تطلقها كل منهن بضمير صافي، متمنيات أن يحصلن على الأنبوبة مع عدد لا بأس به من "الجلدة"، هذه الدعوة من الممكن أن تسمعها في أي وقت و أي مكان في ربوع مصر من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، والصورة الطبيعية المتوقع ظهورها في وسائل الإعلام المختلفة النساء يقفن بالحلل في انتظار الفرج حتى يتمكن من إعداد الطعام لأسرهن ولسان حال كل منهن "يا رب ارزقنا بأنبوبة".
الحصول على أنبوبة بوتاجاز بات من رابع المستحيلات تمامًا كمقابلة الغول والعنقاء، أو التعرف على الخل الوفي، وحلم الحصول على الأنبوبة المرجوة صعب التحقيق لأن وزارة البترول والحاكم بأمره في دروبها لا يهتم إلا بكرة القدم بصفته مشجع عالي الليقافة في شئون الساحرة المستديرة، وكون قطاع رياضي بوزارته يكلف الدولة المليارات من الجنيهات من أموال الشعب على الملابس الخاصة بالفرق الرياضية المختلفة.
وأهم شيء في الكون بالنسبة لوزارة البترول هو الرياضة وقطاعها المعظم، والكل يعمل من أجل إرضاء الحاكم بأمره في مصير الذهب الأسود في مصر، ومجرد فوز بتروجيت أو إنبي بالدوري أو الكأس هو الحلم الأعظم، وما من أحد يهتم بالسعر المتدني للغاز المصري على مستوى العالم، ولا بالمناطق التي لم ولن يدخلها الغاز الطبيعي في كبرى مدن مصر وعلى رأسها مدينة الجيزة عاصمة محافظة الجيزة، وفوز أي من أندية البترول بالبطولة يعوض الجميع عن عدم وجود أنابيب بوتاجاز ويلهم الجميع الصبر والسلوان على الساعات الطويلة في الطوابير اللانهائية أمام منافذ بيع اسطوانات الغاز، ويجعل الجميع يشعر بالسعادة الفائفة وهو يدفع نحو 30 جنيهًا ثمنًا للاسطوانة في بلد وزير بترولها يخرج يوميًا تقريبًا يتحدث بسعادة بالغة وزهو منقطع النظير عن الإكتشافات المتتالية لحقول البترول والغاز في كل ربوع مصر.
وزارة التضامن الإجتماعي هي الوزارة الأخرى المسئولة عن توصيل الأنابيب إلى المستخدم والدعم إلى مستحقيه، والعمل في دروب الوزارة الموقرة يسير وفق أسلوب "منظم" تمامًا لا "يسرب" أبدًا، ووزيرها يظهر كل حين وآخر وهو يتثير قضية جدلية تأخذ المتلقيين إلى منافشة بيظنطية لا جدوى منها.
ويظل الدعاء والابتهال الذي لن يكل من ترديده نساء وأيضًا رجال مصر "ألهم ارزقنا بأنبوبة... وارفع عنا الحكومة الأروبة".