الأقباط متحدون | الرَّاعِي الصَّالِحُ
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠٤:١٠ | الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤ | أمشير ١٧٣٠ ش ٦ | العدد ٣٠٩٩ السنة التاسعه
الأرشيف
شريط الأخبار

الرَّاعِي الصَّالِحُ

الخميس ١٣ فبراير ٢٠١٤ - ٠٥: ٠٧ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

أثناسيوس فهمى جورج

الذﻱ صُلب ومات وقام حقًا لأجلنا ، وأخرجنا من ظلال الموت المعتمة ؛ ووهبنا شركة خوارسه السمائية ، وأنعم علينا بالمنازل العليا في حضرة الآب السماوﻱ نفسه ، عوض الرزوح في قاع الهاوية .... تقدم وانتشلنا  وفدانا بإرادته وسلطانه وحده ... غلبته محبته وتحننه ؛ لذلك صنع التدبير من أجلنا ومن أجل خلاصنا.

إنه راعي النفوس كلها ، وراعي (نفسك أنت) ؛ يسأل عنك ليفتقدك على جبال البعاد والمعاصي ... عبر غيم وضباب التشتت ... يجمعك بذراعيه مع الحملان ويحملك ويضمك إلى حضنه ... يقودك ويعضدك بصبر ، من دور إلى دور مع المبتدئين (المرضعات) ... إنه لا ينساك وسط كل ظروف الحياة ، يظلل عليك في الحر والقيظ ولفحة التجارب ، ويطعمك في القحط والجوع ، ويرويك عند العطش والجفاف ... يرسل لك المطر المبكر والمتأخر ، يحرسك فما ينعس ولا ينام حافظك وراعي نفسك ... ويعينك ويوقظك حتى لا يبتلعك العدو ، يربضك في المراعي الجيدة والمروج الحسنة الدسمة ، وينزع عنك محاربات الوحوش الردية ، يعرف خرافه بأسمائها ويدعوها فتسمع صوته وهو يخرجها ويسير أمامها فتتبعه ، إنه يعرفها كخاصته ويضع نفسه عنها ، ويحملها على منكبيه ، وقد أعد كل شيء في ميعاده ، وحتى عندما يستخدم عكازه ، كي لا تتسرب منه في دروب الذئاب فيقتنصونك ويسلمونك إلى ذهن مرفوض وأهواء الهوان ... راعيك هو من يرتب لك مراعي حكمته الإلهية . قائدًا لك حتى لا تنحرف ولا تنجرف عن الطريق ... فعصاه هي للنعمة والجمال والاستقامة كي لا يعوزك شيء ، يجبرك في كسرك ، وفي جُرحك يضمدك ، وعيناه عليك في ابتعادك وانقطاعك ، لأن ذبيحته فريدة لا تتكرر ولا تقارن ، لكنها ممتدة وقائمة دون تغيير .

يفكك من الرباطات التي تقيدك ، ويرفعك على الأذرع الأبدية ، ويحملك كل الأيام أكثر مما تطلب أو تفتكر ، لأنه يعرف حتى ما لم تطلبه أو تتمناه ، مقدسًا لنا جميعًا مانحًا لنا مجده بذبيحته المحيية ، فقد أعطانا ذاته وحياته وحمل الجروح التي بها جرح لأجلنا وفتح أمامنا (حظيرة) الأبدية ، صانعًا من جسده المخضب بالدم الثمين ، طريقنا للملكوت وقد أرضع محبيه وأشبعهم من ثدﻱ التعزيات والبركات التي لا توسع من درة ضرع مجده ، حتى نتبعه حيثما يذهب ويقودنا إلى ينابيعه الحية لأنه الراعي والحمل في ذات الوقت ... (راعيَّ الأمين نفسي تتبعك ؛ ما أعجب صوتك لي ، درِّبْني ؛ أرشدني ؛ أنت الكلُّ لي).

 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :