عمار على حسن كلماته باقية لنا وللأجيال القادمة
خيرية شعلان جلال أمير الساخرين بلا منازع
كتب أسامة عيد
11 فبراير2012 وفى ذكرى تنحى مبارك كانت آخر كلمات الكاتب الكبير الساخر جلال عامر كتب هذة الحروف" من كام ألف سنة خصصنا كام ألف كيلومتر لإقامة دولة ومن يومها ونحن «نسقع» الأرض ولا نبنى عليها الدولة، بل نبني عليها قصورًا للحكام وقبورًا للزعماء، لذلك أظن أننا لا نحتاج إلى «دستور جديد» بقدر احتياجنا إلى «عقد اجتماعي جديد».. يعمل فيه الموظف نظير راتب وليس نظير رشوة.. وينال فيه الضابط احترامي دون أن ينال مني.. ويجلس فيه القاضي على المنصة مكان الشعب وليس مكان أحد أقاربه.
وبعد رحيله بعامين لو عاد لكتب سطور أكثر سخرية بعد أن جرفت وأهدرت ملايين الأفدنة وأهدر جزء كبير من الثورة
" رحيل مفاجئ "
أى ان 11 فبراير هو ذكرى تنحى جلال عامر عن الكتابة بعدها بساعات ودع الحياة
حزينا بعد أن شاهد مشاجرة في مظاهرة بالإسكندرية، وصرخ المصريين بيقتلوا بعض وتوقف قلبه النابض دائما بالضحك والسخرية حزنا، وكأنه يتنبأ بما يحدث اليوم بعد أن تخلى فصيل عن مصريته وأخذ يدمر فى وطن .
تتحدث صديقته الكاتبة الصحفية خيرية شعلان نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الاوسط قائلة "جلال عامر شق طريقه بثلاث حروب، بدأها بالاستنزاف وأنهاها بتحرير الكويت، وقبلها كان يرفع علم مصر على أرض سيناء في حرب أكتوبر. عقله كان يفكر دومًا في السخرية،لذلك أطلق عليه "أميرالساخرين" ، ولقب " جنرال السخرية" ، السخرية كانت ينبض بها قلبه ، راسمة في سماء المصريين ابتسامة تزيح الهموم عن صدورهم، وتمنحهم فرصة لتأمل واقعهم المرير بنظرة بعيدة عن الكآبة. وقال عن نفسه:اسمي (جلال) وفي البيت (المخفي) وأمام الضابط (فوزية)، وأنا المصري الوحيد الذي كتبت في إقرار ذمتي المالية أن عندي (حصوة) فأنا لا أمتلك سلسلة مطاعم بل فقط سلسلة ظهري .. ويؤكد: "أنا لا كاتب ساخر ولا سروجي سيارات!
كان نفسى أطلع محلل استراتيجي لكن أهلي ضغطوا علي لأستكمل تعليمي .. لكنني صعلوك عابر سبيل، ابن الحارة المصرية، ليس لي صاحب لذلك كما ظهرت فجأة سوف اختفى فجأة فحاول تفتكرنى"
. عاش مشغولًا بهموم الوطن ومعاناة الناس، وكان مشهد النهاية معبرًا عن مضمون حياته، حيث قضى بعد أزمة صحية ألمت به يوم 12 فبراير سنة 2012 أثناء مشاركته في مظاهرة تطالب بتحقيق أهداف الثورة، حيث سقط مصابًا بأزمة قلبية عندما شاهد بلطجية يعتدون على المتظاهرين، فلم يتحمل قلبه منظر قتال المصريين، فسقط مصاباً بأزمة قلبية وهو يردد آخر عباراته (المصريين بيموتوا بعض)، ليرحل عنا ويدفن بالإسكندرية، بعد أن أوصى بالتبرع بقرنية عينيه لمصابي الثورة.
عمار على حسن لخص مسيرة عامر فى جملة واحدة كلماته باقية لنا وللأجيال القادمة رحم الله عمنا جلال عامر .