طالب بتعميم حملة السعوديات لكل الدول
في كل الأحوال، ليست النساء المصريات في حاجة لتنظيم حملات أو تصعيد بعض الأمور في ما يتعلق بشراء العديد من الاحتياجات الخاصة بدرجة تشبه شقيقاتهن السعوديات، خصوصا في ما يتعلق بقضية بيع الملابس الداخلية للنساء من قبل رجال .
ففي مصر تباع هذه الملابس في غالبية المحلات من قبل نساء حتى وإن كانت المحلات والاستثمارات مملوكة لرجال، إلا أن التصاعد الأخير والذي قاده الداعية الإسلامي يوسف البدري كان ملفتا من حيث مطالبته بمنع العديد من المحلات الشعبية التي تتركز في أسواق شعبة ببيع تلك النوعية من الملابس، ما أعاد نفس قضية الحرج إلى الواجهة .
الشيخ البدري اعتبر أن الرجال الذين يبيعون تلك الملابس "مرتكبو معصية" وأن عملية البيع في هذه الحالة "تشوبها المخالفة الشرعية".
وقال البدري لا ينبغي أن يبيع الملابس الداخلية للنساء إلا النساء، مطالبا بإغلاق مثل هذه الأسواق الشعبية التي تباع من خلالها هذه الملابس من قبل الرجال، معتبرا أن بيعها بالطريقة العشوائية المعروفة في مصر يعتبر "خدشا للحياء".
وأكد أنه "في مثل هذه الأسواق العشوائية يقف الرجال على الرصيف، مفترشين هذه الملابس ويبيعونها للنساء دون خجل، وكذا يشتري منهم النساء دون حياء، وذلك لرخص أسعارها".
البدري: السعوديات على حق
وأضاف الشيخ يوسف البدري "الأصل في الشريعة الإسلامية ألا يبيع ملابس النساء إلا النساء، وإذا حدث أن باع رجل ملابس داخلية للنساء فهو بيع فيه معصية، ومخالفات شرعية للمحلات التي تقوم بذلك".
ويؤيد الداعية الإسلامي حملة مقاطعة محلات الملابس الداخلية للنساء في السعودية التي يضطر فيها النساء إلى التعامل مع الرجال، وطالب بتعميمها في كل بلدان العالم الإسلامي، من أجل الحفاظ على سلامة الدين وتقليل جرائم التحرش الجنسي.
وأوضح "أن الأمر في مصر لا يقتصر عند حد البيع والشراء، بل إن هناك محلات في مصر تعرض الملابس الداخلية للنساء على واجهاتها من خلال "المانيكانات" مما يثير الغرائز، ونحن نطالب بأن تعرض هذه الأشياء داخل المحلات، وليس على واجهاتها".
تباين ملموس
"العربية.نت" وفي جولتها في أسواق القاهرة الكبرى للوقوف على حقيقة الوضع ورصد أي معاناة للنساء المصريات في هذا الجانب، ومدى الحرج الذي يواجهنه. تقول سهير محمود وهي فتاة في العشرين من عمرها "نحن في مصر لا نواجه أي مشكلة في عملية بيع وشراء الملابس الداخلية، لأنه غالبا ما نتعامل مع سيدات وليس رجال".
وتضيف "لأننا في مصر نسمح بحرية العمل للمرأة، فإن غالبية النساء يقمن ببيع الملابس الداخلية للنساء، وهناك أيضا نساء يبعن ملابس عادية للرجال".
هذا فيما يؤكد محمود بكر صاحب محل بيع ملابس نسائية لـ "العربية. نت" أن هناك تنوعاً في عمليات بيع الملابس الداخلية للنساء والتي يطلق عليها "لانجيرى".
فالقاعدة العامة أن السيدات هن اللاتي يقمن بعمليات البيع في مثل هذه المحلات، لكن لا يمنع هذا وجود رجال يعملون في نفس المحل مثل مدير المحل وبعض الشباب الذين يقومون بحمل الملابس".
ويؤكد بكر أن "هناك رجالاً أيضاً يقومون بشراء ملابس داخلية لنسائهم، ولا يوجد حرج في ذلك، حيث يدخل الرجل ويتعامل مع السيدة البائعة بشكل محدد، حيث يطلب منها شيئاً معيناً يشتريه ثم يخرج".
الأسواق الشعبية مخالفة
ومن المحلات إلى الأسواق الشعبية وسط القاهرة، حيث تباع الملابس الداخلية للنساء بواسطة الرجال ولا تجد النساء حرجا في التعامل معهم.
تقول السيدة زينب عبد الله (ربة منزل) "الأسواق الشعبية في القاهرة تبيع ملابس النساء الداخلية على الأرصفة، حيث يفترش البائعون الأرض، وتقف السيدات بحثاً عن المقاسات التي تناسبها، وفى هذه الأسواق يقوم بعملية البيع رجال، وقليلاً ما تستعين هذه الأسواق بسيدات في عملية البيع".
وتستدرك زينب عبد الله "لكن للأسف لا توجد في مثل هذه الأسواق الشعبية غرف منعزلة تقيس فيها السيدة ملابسها الداخلية، ولهذا هي ملابس تعد رخيصة إلى حد كبير، على عكس الملابس التي تباع في المحلات، حيث توجد غرف منعزلة تقوم السيدة بقياس الملابس داخلها ثم تخرج في أمان تام".
وكانت سعوديات أطلقن حملة قبل أيام عدة، على موقع "فيس بوك" لمقاطعة محال بيع الملابس النسائية -غير المؤنثة-، وطالبن بتفعيل قرار مجلس الوزراء بالسماح للنساء بالعمل فيها. |