الأقباط متحدون | التعليم في مصر (لا تعليق)
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٤٦ | الخميس ٢٥ فبراير ٢٠١٠ | ١٨ أمشير ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٤٤ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار

التعليم في مصر (لا تعليق)

الخميس ٢٥ فبراير ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: أماني موسى
التعليم ونجاحه هو أساس تقدم المجتمعات، فالمجتمعات المتأخرة والدول النامية يكون نظام التعليم فيها بالتبعية كذلك، بينما الدول المتقدمة يكون التعليم بها قائم على أسس ناجحة ومتطورة أيضًا.
والتعليم في بلدنا مصر مش محتاج أي شهادة أو كلام لأن صورته واضحة ومكشوفة للجميع من أول ما كنّا في الابتدائية بنحفظ زي اللي بيتعلموا في الكُتّاب، لحد أولادنا اللي بيعانوا في جميع مراحل التعليم من كتر الحفظ اللي في النهاية بيصيبهم بغباء حاد في القدرات الذكائية وبيقتل جواهم كل بذور الإبداع والابتكار ليصبح في نهاية المطاف التعليمي لحمار.
والتعليم في مصر مش محتاج لكلامي أو شهادتي لأن ترتيب الجامعات المصرية بين جامعات العالم خير شهادة ودليل على مدى التأخر والتخلف اللي وصلنا له. حيث جامعات مصر لا ترتيب (ولا حتى متأخر) بين جامعات العالم!!
نرجع ونقول مش مهم الترتيب، يمكن إحنا ماشيين بالمثل اللي بيقول (يوضع سره في أضعف خلقه) وجايز يكون ترتيبنا ضعيف لكن نقدر نخرج عظماء وعظيمات زي ما بنخرج سنويًا متخلفين ومتخلفات.

لكن الكارثة الكبيرة اللي كلنا تقريبًا عارفينها هي أنه أصبح الآن مفيش تعليم في مصرنا الحبيبة لكن فيه (تبهيم) اللي هي مشتقة من الأشياء المبهمة اللي عفا عليها الزمن ومازال الطالب المصري بيتعلمها ومشتقة أيضًا من حالة الخريج المصري ووصفه كالبهيم بعد التخرج.
افتكرت كل الكلام دة وأنا بشوف فيديو عن برنامج "القاهرة اليوم" اللي بيعبر عن مأساة القاهرة اليوم وكل يوم، حيث صُدمت بما رأته عيناي من مدرسة إعدادية للبنين بجنوب سينا وما بها كان أشبه بالكُتاب أو الخرابة، فتشعر أنك ترى فيديو أثري عن أهل الكهف، حيث الطلاب أو بمعنى أصح (الضحايا) يرتدون الجلباب والشبشب أبو صباع والقاذورات تملأ وجوههم وملابسهم والبسمة البلهاء تعلو جباههم (وشوية شوية ممكن تشم الريحة من التليفزيون).
المهم جالت الكاميرا بين أركان المدرسة لتكشف عمق الحالة المؤسفة، حيث المباني المتهالكة والأنفس المتهالكة أيضًا وحين سألتهم الست المذيعة عن هجاء بعض الكلمات فلم تجد لها مجيب، فحين سألت أحدهم في المرحلة الإعدادية عن جاء كلمة جمهورية فلم يجيبها إلا ببعض الأحرف المفرطة، وحين سألت آخر عن 30× 2 بكام فصدمها بالإجابة قائلاً بـ 32!!!
والواقع أن الجيل اللي مش عارف يستهجى حروف اسم الجمهورية اللي عايش فيها أكيد عمره ما في يوم من الأيام هيحس بيها أو يقدملها شيء يبنيها، والجيل اللي بيجمع بدل ما يضرب يأكد إننا هنطلع جيل عنده خلط في الحسابات وعمره ما هيعرف يحسبها صح، أو يمكن من كتر ما هو بيضرب على قفاه فَكره عمليات الضرب الحسابية واستبدلها بالجمع.

شعرت بحالة من الأرف والحزن الشديد شاركتني فيها المذيعة متسائلة: أنتوا نجحتوا في الابتدائية؟ فردوا فرحين أيوة!!
جالت الكاميرا أيضًا بين الفصول الخاوية من الجمال والإبداع ومن التلاميذ كذلك، وحجرة الكمبيوتر مغلقة بأبواب حديدية كالسجن ولا يوجد بها سوى بعض أجهزة الكمبيوتر القديمة والمعدودة على أصابع اليد الواحدة، وأكوام التراب تغطي الأجهزة (طبعًا دة نتيجة الحفاظ عليها وعدم استخدامها مطلقًا).
وستصاب بحالة من الغثيان حين تجد بحجرة التمريض المدرسية زجاجتين من الدواء يقول مدير المدرسة أن وزارة الصحة أرسلتهم للمدرسة لمواجهة أنفلونزا الخنازير والمدهش إن الدوا كان بتاع حموضة!!
أنهت المذيعة الفقرة بأن ردد الطلاب مقولة (لا تعليق). وأتفق معها جدًا حيث المشهد وتبعاته يفوق أي تعليق.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :