بقلم: ميرفت عياد
بلغني أيها الملك السعيد.. ذو الرأي الرشيد أن الملك هاموشير قرر ذات صباح.. أن يقوم بعملية إصلاح.. لأحوال المملكة.. قبل أن يورثها لابنه هالكة.. فدعا مسرور السياف وطلب منه بأسلوب جاف.. أن يحضر ملابس صياد.. ليتفقد شئون العباد.. دون أن يعي أحد أمره.. أو يكشف سره.
فأطاع مسور في الحال.. وذهب لينفذ ما قال.. وأحضر المطلوب على عجل.. وأحضر معه عجل.. حتى لا تكل رجلي مولاه.. من المشي وسط الطوب والنواة.. وبدأت رحلة الملك ومسرور.. من الباب الخلفي للسور.. ورفض الملك أي ركوب.. وقرر أن يركب المركوب.. وقال في إصرار وحماس.. سأمشي مثل جميع الناس.
وفيما كان الملك يسير.. ويرى أحوال الصغير والكبير.. أحس فجأة بالجوع.. فطلب من مسرور الرجوع.. وفي طريق العودة شم الملك رائحة شهية.. ورأى عربية الكبدة المشوية.. فطلب من مسرور أن يحضر له قطعة كبيرة.. لأن رائحتها حقًا خطيرة.. فقال مسرور في نفسه ما هذه البلية.. إنه لا ينفع معدة جلالته الملكية.. وحاول أن يثنيه بكل طريقة.. إلى أن اضطر أن يقول له الحقيقة.. يا مولاى هذا الأكل غير صالح للعباد.. ولا حتى للخيل والجياد.. وهنا نظر الملك لمسرور في استغراب.. وسأله عن الأسباب.. فقال مسرور يا مولاي هذا الطعام غير صالح للاستخدام.. لأن صلاحيته مر عليها عام.. لذلك يُباع بسعر زهيد.. للفقراء والعبيد.. وما أكثرهم في البلاد.. بسبب الشر والفساد.. أما خير أرضنا الطيبة.. فيصدر للشعوب الغريبة.. ومن أجل العملة الصعبة.. الشعب عايش في حالة صعبة.. ويدفع الثمن الغلابة.. من صحتهم التعبانة.. أما الأكل النظيف.. فمن نصيب الوزير واللفيف.. ووصلت بهم قلة الضمير.. أنهم أكّلوا الناس لحم الحمير.. ولكن الله القدير.. منتقم جبار.. من هؤلاء الفجار.
وهنا الملك استشاط.. وطلب ان يحضر الوزير عبدوس إلى البلاط.. فأتى الوزير في همة ونشاط.. وقدم للملك التحية والسلام.. وتمنى له طول الأيام.. فقدم الملك له قطعة من اللحوم.. مليئة بالتوابل والثوم.. وأمره أن يأكل فى عجل.. من لحم هذا العجل.. فأكل الوزير وهو في حالة من الاستغراب.. وسأله الملك عن رأيه في هذا الكباب.. فرد الوزير حقًا أنه أكل لذيذ.. ولكنه بحاجة إلى كوبًا من النبيذ.. فضحك الملك في استهزاء قائلاً يا حقير.. ما أكلته كان لحم حمير.. فلم يصدق الوزير هول ما سمع.. فقال الملك هذا نتيجة الجشع والطمع.. وهنا أصدر الملك فرمان.. يلتزم به الوزير وجميع الأعوان.. أن يأكلوا لمدة شهر.. من لحوم البعير بالأمر.. وأن تُعدم جميع الأغذية الفاسدة.. الصادرة منها والواردة.. وأن يُتاح خير البلاد لجميع العباد.
وهنا أدرك شهراد الصباح.. فسكتت عن الكلام المباح. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|