اللعب في الطين
بقلم: ماجد سمير
بعد أن فقدت شوارع وحواري مصر البالوعات في ظروف ليست غامضة أصابت مصر بسدة شديدة ووصل الطين فيها فعلاً للركب، وتم رصف الطرق لسنوات متتالية وضاعت كل آثار للبالوعات التي كانت منتشرة في كل الشوراع قبل الثورة المجيدة، ولا يعرف أحد ما هو سر عداء الحكومات المتتالية في العقود الأخيرة والبالوعات ربما لأن البالوعات "تسرب" الأخبار للأعداء والعملاء والخونة، لم يعد أمام الحكومة سوى حل وحيد وهو اختراع وسلية موصلات جديدة تسطتيع العوم والسباحة في مياة الأمطار التي أغلقت كل شوارع مدن مصر وقراها التي "غرقت في شبر ميه" خلال الأيام الاخيرة والتوك توك العائم الاختيار المناسب، كل مواطن تضطره ظروفه للخروج من منزله سيجد التوك توك العائم مستعدًا دائمًا لنقله حيثما يريد وسط المياة والطين.
وعلى نهج دورة الألعاب الشتوية التي تمارس رياضتها على الثلوج، سيبدأ المجلس القومي للرياضة برئاسة المهندس حسن صقر في الإعداد لأولميباد اللعب في الطين، وستضيف الشوارع المسابقات بمنتهى السهولة بشرط أن يقوم المشاهدون وعلى رأسهم الوزير المسئول "بتشمير" بنطلوناتهم إلى الركب، وستضم الألمبياد المنتظرة عدة ألعاب رياضة منها الزحلقة على الوحل، وسباقات التتابع على الطين، والتجديف، وسباقات التوك توك العائم، فضلاً عن الرياضة الشعبية الأولى "الدقاميق" واللعبة الشهيرة يمكن ممارستها بشكل فردي أو جماعي، حيث يقوم كل فرد برشق الأرض الموحلة ببعض العصي القصيرة، ويحاول المنافس إيقاع العصي المرشوقة عن طريق تصويب العصي الخاصة به نحوها لتحل محلها، وهي لعبة تُمارس بشكل شعبي بين أطفال وشباب قرى مصر بعد هطول الأمطار وغرق شوراعها في الطين.
والاستغلال الأمثل لكل المواقف التي تتعرض لها البلاد شيمة الحكومات الذكية، ولا يوجد دليل على ذكاء حكومتنا العظيمة أكثر من أن مصر الدولة الوحيدة في العالم التي يوجد بها قرية ذكية لزوم الحكم، وكروت ذكية لزوم الاتصال ومدرسة ذكية لزوم التعليم ورائحة ذكية لزوم الشم بجانب الست ذكية بتاعت المحشي في سوق الجيزة التي قد تصبح في يوم وزيرة الأمن الغذائي لمجرد تشابة الأسماء بينها وبين الحكومة الذكية، وقريبًا سيضيف الطين ومياة الامطار طرقًا ذكية تحت شعار سكة اللي يروح ما يرجعشي.
واحتفالاً بطين مصر الغالي سيُقام احتفال سنوي يشارك فيه الفرق المتنافسة في ختام أولمبياد اللعب في الطين تحت شعار "القديمة تحلى... لو كانت وحلة"، وسيتم خلاله الشكوى من رفض اللجنة المنظمة للبطولة مشاركة دول أمريكا "اللاتينية" على أساس أن مسمى دول الإقيلم المذكور منعاها الانتماء إلى اللغة اللاتينية وأن هناك لبس لدى بعض أعضاء اللجنة المنظمة سببه خطأ في تفسير معنى دول أمريكا اللاتينية أنها دول خالية من الطين وبالتالي لا يمارس مواطنوها اللعب في الطين.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :