الأقباط متحدون | البرنس
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٣:٤٣ | السبت ٢٧ فبراير ٢٠١٠ | ٢٠ أمشير ١٧٢٦ ش | العدد ١٩٤٦ السنة الخامسة
الأرشيف
شريط الأخبار
طباعة الصفحة
فهرس شغل سيما
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

البرنس

السبت ٢٧ فبراير ٢٠١٠ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم: هند مختار
للشر أهميته في الحياة، فهو يخلق فيها الصراع الذي يملؤها بالحيوية، وكما قيل في فيلم "أوديسة الفضاء" (لابد أن جرائد المدينة الفاضلة مملة للغاية) صحيح أن الشر مرفوض في المطلق، ومكروهون هم الأشرار في الحياة، إلا أن السينما لا تستطيع أن تستغني عنهم، فهم فاكهة السينما، فإذا كان للخير ملمح محدد، فإن للشر ألف ملمح، وعلى رأس أشرار السينما المصرية والذين أضافوا إليها الكثير من التوابل لجعلها أفضل، البرنس عادل أدهم...

لا أعلم سر الأسكندرية على وجه التحديد، ولكن أغلب المولودين على شواطئها هم فنانون استثنائيون في كل شيء..

لقدالفنان الراحل عادل أدهم احترتُ كثيرًا عندما قررتُ الكتابة عن الفنان عادل أدهم.. فهو مواليد مارس، وقد توفي في فبراير، فلم أكن أدري أكتب عنه في ذكرى وفاته أم ميلاده؟! لكنني اخترت الوسط، فاخترتُ أن أكتب في الفترة ما بين الحياة والموت...

ولد الفنان عادل أدهم في حي الجمرك بالأسكندرية في الثامن من مارس من العام 1928، لأب يعمل موظفًا كبيرًا بالحكومة، ولأم شركسية الأصل...

أما لقب البرنس الذي أطلق عليه، فقد أطلق عليه في فترة شبابه الأول قبل احترافه للتمثيل، والسبب في هذا احترافه لألعاب القوى، وتفوقه في رياضات الملاكمة والجمباز والسباحة، مما أدى لذيوع صيته في الأسكندرية كأحد النجوم...

أحيانًا يقوم الإنسان بأفعال حمقاء قد يكون هو شخصيًا مر بها على أيدي الآخرين، وهذا ما حدث مع الفنان عادل أدهم على يدي الفنان  أنور وجدي، فحينما ترك أدهم الرياضة وحاول التمثيل قال له أنور وجدي (إنه لا يصلح إلا للتمثيل أمام المرآة)، وهو نفس ما فعله المخرج محمد كريم بأنور وجدي حينما حاول أن يجتهد ويقتحم مجال التمثيل..

ولكن نجمنا لم يكترث كثيرًا بذلك وقرر أن يتعلم الرقص على يد صديقه علي رضا حتى أن بدايته في السينما كانت في دور صغير في فيلم "ليلي بنت الفقراء" عام 1945، وكان يقوم في الفيلم بدور راقص، ومثل بعد ذلك فيلمين هما فيلم "البيت الكبير"، وفيلم "وماكنش على البال" وظهر بهما كراقص أيضًا، ثم بعد ذلك ترك التمثيل وعمل في بورصة القطن بالأسكندرية حتى صار من أكبر خبراء القطن حتى جاءت قرارات التأميم وأغلقت بورصة القطن، ففكر في السفر، وأثناء إعداده لأوراق السفر تعرف على المخرج أحمد ضياء الدين، الذي أسعد الجماهير المصرية بجعله عادل أدهم ينطلق من جديد من خلال فيلم "هل أنا مجنونة" عام 1946...

قدم الفنان عادل أدهم جميع أدوار الشر بمختلف أنواعها، فقدم شر البهوات، وشر الفتوات، وشر الطبقات المتوسطة، حتى أنه جسَّد دور الشيطان نفسه في فيلم المرأة التي غلبت الشيطان...

وقدم أيضًا الكوميديا في سلسلة أفلام أخطر رجل في العالم وعودة مستر إكس...

وقدم أدوارًا شديدة الإنسانية مثل دور الأخرس في فيلم المجهول، ودوره في فيلم سواق الهانم، ودوره فيلم ثرثرة فوق النيل...

اشتهر الفنان عادل أدهم بإضافاته الفجائية لبعض الجمل الحوارية في أفلامه، حيث لم تكن مكتوبة في السيناريو، ولكنها كانت تضيف للموضوع، ولا يستطع أي مخرج مهما بلغت دكتاتوريته أن يلغيها إذ كانت مناسبة جدًا، ومثال على ذلك فيلم "الشيطان يعظ"، حينما فتح نور الشريف مطواته الشبيهة بالموس، فنظر إليه ساخرًا (شعر ولا دقن يا روح أمك)، وأيضًا مقولته الشهيرة (ما إحنا لو دخلنا الجنة مش هانلاقي حد نعرفه)...

إن أكثر ما يدهشني في هذا الرجل أثناء التمثيل هو رقته الطبيعية، ففي فيلم "آه ياليل يا زمن" على سبيل المثال، وعلى الرغم من أنه نموذج للشر الصافي، إلا أنه كان يتعامل مع الفنانة الرائعة وردة بأخلاق "الجنتلمان" فعلاً، وتستشعر ذوقه مع النساء حتى في تدليله "يا بشا ويا بشبوش"...

عاش عادل أدهم كواحد من أشهر العُزاب في تاريخ السينما المصرية، ولم يكن يؤنس وحدته سوى مجموعة من الكلاب الشرسة التي نجح في ترويضها واستعان بالبعض منها في أعماله حتى جاءت السيدة لمياء السحراوي صاحبة الجمال والشباب والجاذبية، وتزوجها وهي في قمة الشباب وهو قد تجاوز الستين من عمره...

وقد قررت السيدة لمياء السحراوي تقديم حياته في مسلسل عكفت على كتابته بنفسها وكما صرحت فإنها لن تقدمه على أنه ملاك بل بكل سلبياته وإيجابياته في مسلسل يتعاون معها فيه السينارست مصطفى محرم...

يُذكر عن الفنان عادل أدهم وكما جاء بمقال للناقد الكبير والسينارست أحمد صالح كتب، أنه حينما ذهب لشراء مقبرة له في السادس من أكتوبر قبل عامين من اكتشافه إصابته بالسرطان، فإن هذا الوقت كان نفس وقت مهاجمة المرض له، وعلى حد تعبير عادل أدهم "كانت مقبرة ترد الروح ولا ينقصها إلا شجرة توت"...


 والطريف أيضًا أنه حينما كان يذهب لعمل حوار تلفزيوني، فإنه كان يسأل عن ألوان الديكورات حتى يرتدي ما يليق بالخلفية العامة للبرنامج (برنس بقه).

توفي الفنان الكبير عادل أدهم في 9 فبراير عام 1996 والسؤال هل رحل فعلاً؟ الحقيقة.. أنه باق.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :