CET 19:21:32 - 02/04/2014

مساحة رأي

بقلم : عصام نسيم 
 
ادهشني  وربما استفزني  كما ادهش واستفز الكثيرين ايضا فيديو غناء توفيق داخل احدى الكنائس بفرنسا اغنية تسلم الايادي خصوصا مع ما تحمل الاغنية من حماسه وطنية دفعت البعض للتصفيق على نغمات الاغنية خاصة عندما ذكر اسم السيسي زاد التصفيق يصاحبه صياح عالي وكل ذلك تم داخل الكنيسة وامام مذبح الله المقدس !!!! وبالطبع اثار هذا الفيديو والصوره التي نشرت لايهاب توفيق وهو امام المذبح غضب شديد عند كثير من الاقباط وتسبب ايضاً في حاله من الجدل واللغط في الايام القليلة الماضيه فغالبية الاقباط رفضوا هذا التصرف حيث انه لا يليق ببيت الله الذي يليق به القداسة ان يتم الغناء فيه وبين اخرين رأوا ان الموضوع بسيط وجاء كحماسه وطنيه جاء في مناسبة بدون ترتيب وبالتالي لا يستحق كل هذه الضجه واخرون ايضا استخدموا الحدث للاساءه  للكنيسة والهجوم عليها هجوم حاد بالفاظ لا تليق وبعنف شديد  وتحول النقد الي تجريح واساءه وربم اهانة اكثر من اهانة ايهاب توفيق لبيت الله !!!
وبين هذه الاراء المختلفه اردت ان بعض النقاط الاتيه : 
 
اولاً : موقف الغناء داخل الكنيسة وبهذا الشكل هو موقف خاطئ تماماً ولا يوجد اي مبرر له فبيت الله كوصية الكتاب المقدس يليق به القداسة وهو باب السماء ومسكن الملائكه وهو بيت الصلاه كما جاء في العهد القديم وقال  رب المجد نفسه ولا يليق ابدا ان نرى الغناء والتصفيق بهذا الشكل داخل الكنيسة وامام مذبح الرب المقدس, ولا  يليق ابدا يتحول التسبيح وتمجيد اسم الله وقديسيه الي غناء حتى لو كان غناء وطني فالاغاني الوطنيه ليست مكانها الكنيسة وكان من الممكن تقبل الوضع لو كان الامر في قاعة ملحقه للكنيسة مثلا او مسرح لكن قداسة الكنيسة وقدسية مذبح الله لا تسمح بمثل هذه التصرفات ان تتم فيها او  امامها .
 
ثانيا : بالطبع تم خطأ ولكن ان يتحول الامر لحملة تقطيع ونهش في الكنيسة وتجريح ايضا وسيل من الاتهامات ضدها من اناس المفترض انهم من ابنائها هذا امر بعيدا كل البعد عن الروح المسيحية والنقد البناء فالكنيسة امنا وامنا عندما تخطئ يجب علينا ان نعاتبها عتاب الابناء بمحبة وبغرض الاصلاح وليس بغرض الاساءه والتجريح والتفشي ! كذلك لا يجب علينا ان ننادي باصلاح امور تتم وربما تكون خاطئه في كنيستنا باسلوب غير مسيحي واسلوب غير انجيلي وهذا ما رأينا من تعليقات البعض وردود افعالهم فكيف نسئ ونجرح ونشتم وفي النهاية ندعي غيرتنا على كنيستنا وعلى مسيحنا وتعاليم الانجيل ؟!
المبادئ لا تتجزء ولا يمكن ان نطالب بقضية نبيلة باسلوب غير نبيل ولا يمكن ان نطالب باصلاح كنيستنا ونحن انفسنا نحتاج الي اصلاح انفسنا واصلاح اسلوبنا وسلوكنا في التعامل  وطريقة تفكيرنا وطريقة حياتنا عموماً والتي ربما نسئ نحن انفسنا بها الي كنيستنا والي مسيحنا والي ايماننا !
ثالثا : اعتقد ان حادثة الغناء امام مذبح الرب هي استكمال لمسلسل التهاون واللا مبالاه التي اصابتت كثيرين منا نحو بيت الله ونحو الايمان وربما نحو الله نفسه فهناك روح تهاون اصابت الكثيرين منا نحو بيت الله  .
 
فتحولت الكنيسه الي جراح للبعض يركن فيه سيارته او تحولت الكنيسه الي نادي اجتماعي يتقابل به الاصدقاء  او لدى البعض ايضاً  نادي  رياضي او مكان للبيع والشراء والاكل والشرب وبالطبع غاب عن كثيرين من ممارسين هذه الامور مفهوم الكنيسة الحقيقي ودورها الاساسي هو الصلاة ورعاية شعب الله  والهدف من ذهابنا للكنيسة !
ربما لظروف كثيره وخصوصاً في مجتمعنا اضطرت الكنيسة الي ان تقوم بدور اخر غير دورها الاصلي ولكن هذا لا يمنع ان لا يغيب عن اعينناً جميعا دور الكنيسة الاساسي والاصلي وايضا لماذا اذهب الي الكنيسة ؟!
اعتقد اننا جميعنا تسببنا في هذا التهاون كلاً بطريقته جميعنا اخطئنا في حق بيت الله كثيرين منا اهانوا بيت الله بطريقة او  باخرى مثلما اهينت بالغناء فيها ولكننا في احيان كثيره لانرى الخشبة التي في اعيننا ونرى القذى في اعين الاخرين !
.
 
اتمنى ان يكون هناك مراجعه مع النفس منا جميعا   لما يحدث داخل الكنيسة وتكون سبب في اهانة بيت الله وان يتم اتخاذ اجراءت للحد منها مع قيام بحملة توعيه داخل مدارس الاحد بكل افرعها بمفهوم الكنيسة وهيبتها .
 
اتمنى ان نقف جميعاً مع انفسنا ونراجع تصرفاتنا وسلوكنا داخل بيت الله هل هي تصرفات تليق ببيت الله وتمجد اسم المسيح ام العكس ؟!!!
ونتذكر جميعاً ان الموقف الذي اغضب الرب يسوع وجعله يقلب الموائد ويطرد الباعه هو اهانة بيت الله لا نريد ان نسمع يوماً ما  قول السيد المسيح لنا " بيتي بيت الصلاة يدعى وانتم جعلتموه مغارة لصوص "
 ولنتذكر دائما انه : ببيتك يارب تليق القداسة .

 

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٢ تعليق